قد تخرج من عتمة الكارثة مبادرات ترتقي بالإنسان، وخير ما يرتقي بالمجتمعات والأوطان؛ المبادرات الإنسانية أوقات الكوارث. جميل أن ينهي إنسان هذا الوطن (برنامجًا صحيًّا تطوعيًّا)؛ لأجل الإنسان مواطنًا كان أم مقيمًا، والأجمل أن يكون المتطوع واعيًّا بقيمة الإنسان وصحته، تجده يوجّه بلطف، ويبتسم لمريض، ويتألم لمكلوم، ويشارك حزينًا، ويساعد محتاجًا، ويشعر بحجم مسؤوليته الوطنية في مجتمعه!.
قيمة الإنسان في مشاركته الإنسانية وتفاعله لنشر الوعي المجتمعي، لا يركن إلى الدعة حيث يحتاجه الوطن، ولا يستسلم أمام هول الأرقام المتزايدة حيث ترنو إليه الأنظار.. ثمة أمل؛ يحترفه الثابتون عند المصائب، والراسخون أمام الأهوال! فللأمل سيرة ندية تتجلى في فضاءات العطاءـ. وخير العطاءات؛ العطاء الإنساني.
جاءت مبادرة التطوع الصحي؛ تلبية لنداء الوطن #لبيه_ياوطن، إذ تُعد من المبادرات الاحترافية؛ لتوعية المجتمع بتوقيع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. مبادرة صنعها الإبداع، وأثراها التنوع، وأخرجها حب الوطن.. نبعت من الشعور بالمسؤولية فتوالت الأرقام المتزايدة للمشاركة في أداء رسالة الوطن ونشر الثقافة الصحية، تفاعل معها الجميع منطلقين نحو تحقيق شعور بالانتماء الحقيقي للمجتمع الذي نعيش، ولأجل تحقيق رسالة الإنسان في مَدْ يَدِ العون والمساعدة.
التطوع الصحي المجتمعي ليس شهادة إنجاز؛ بل هو خبرة حياة وشعور بالإنسانية، للحفاظ على مجتمع صحي نقي من الأمراض والفايروسات، وخالٍ من المشكلات الصحية العالقة في فراغات الجهل!! مشكلات يصنعها الإنسان إما بجهل أو بإهمال؛ وكلاهما يودي بصاحبه إلى التهلكة وصحراء الألم!!
اليوم “كلنا مسؤول” نحو المجتمع؛ لمحاربة الفايروس المتجول في خفاء عن وسائل الاحتياطات الصحية، وسوائل التعقيم والتطهير، والتطوع الصحي المجتمعي أحد أهم الأسلحة الفتَّاكة لمحاربة الفايروس، فثقافة التطوع ونشره بوعي مؤسسي يقضي بإذن الله على كبرياء الفايروس؛ ليخرج ذليلًا وصاغرًا !! مهاجرًا إلى عالم النسيان.. فكلنا مسؤول أمام الوعي الصحي والإرشاد المجتمعي للتعامل الأمثل مع هذا الدخيل!!
قاص وأكاديمي سعودي
نعم، عندما يشعر الجميع بالمسؤولية وتتوحد الجهود يكون النجاح.
سلمت اناملك د. صالح السهيمي