سأبدأ من حيث وصل المعلق الرائع عامر عبدالله حين قال: “الاتحاد أقصر الأندية أسوارًا ” خبرًا وتجاوزًا، وأن هذا هو سبب العشق للبعض لما يتمتع به من بشفافيته ووضوحه.
حقيقة: منذ الـ ٢٠٠٩م كل رئيس يأتي يجد نفسه محاطًا بالعديد من التحزبات والتكتلات، بين معارضين ومؤيدين لو استثنينا العم أحمد مسعود رحمه الله.
أنمار وهو صاحب الخبرة القليلة؛ وخاصة في أغوار الاتحاد وسراديبه كمن ألقى بنفسه من شرفة برج عالٍ فلم يعد يدري هل هناك من منقذ أم أنه سيلقى حتفه كالبقية، ثم يأتي آخر ويرث ما بقي من الديون !!
سأقف ضد عامر عبدالله هذه المرة وأقولها من باب الثقة ليس لدينا شفافية في الاتحاد، وكل ما هنالك هو اختراق لدائرة المراقبة من بعض المتنفذين إعلاميًّا للوصول لمبتغاهم كيفما يشاؤون ووقت مايريدون !!!
الاتحاد ليس سورًا قصيرًا بتاريخه وشموحه إنما قصيرٌ ببعض رجالاته الذين خانوا الأمانة، وقاموا بتسريب معلوماته، وجعلوه عُرضة للضالة منهم.
منذ أن عشقت الاتحاد وأنا أسمع أن الاتحاد ككتاب مفتوح للجميع، ووالله لو قُدّر لي ذات يوم أن أكون رئيسه لجعلته ككتاب مغلق لكي لا يتربصون به.
لقد أوقعتنا شفافيتنا كما يقال في مهالك الطرق، وأصبحنا أعداء أنفسنا وشققنا صفوفنا بأيدينا، وتوغلت الأحقاد بيننا فمن ينقذنا منا !!!
وقع أنمار الحائلي ضحية للتراكمات فزاد الطين بلة، وأوجد له في خانة العداء خصومه.
نحن جماهيرٌ متفرجون، وعشاق متلهفون، لدينا أحاسيس مختلفة، ومشاعر من اليأس متراكمة، لن نقوى على حلحلتها ما دمنا متنافرين، ولن يوقفنا إلا عودة الاتحاد لجادة الصواب.
وقع أنمار في فخ الرئاسة المتخم بالألغام، فثار في وجهه، وأصبح بين سندان المقاومة ومطرقة الجماهير.
لن يجد له مخرجًا من تلك الغرفة المظلمة إلا بعد أن يصيبه ما أصاب من كان قبله.
تحدث أنمار كثيرًا، وخرجنا منه بفوائد قليلة، وزعم أنه باقٍ في رئاسته حتى ٢٠٢٣م، فهل سيُحدث فرقًا شاسعًا على خارطة الاتحاد أم أنه سيرضخ للعقبات والتعقيدات ومن ثم يدير ظهره لتلك الموجة ويرحل كما رحل البقية.
قضايا الاتحاد لا خلاص منها حتى أصبحنا زبائن مستديمين في أروقة الفيفا، وما يجب على إدارة أنمار إن كانت تريد النجاح أن تأخذ بنصائح المقربين منها؛ وخاصة ذوي الخبرة والمحبين لها، وقد أوجد جمال عارف بعضًا من تلك النصائح عندما أكد على أهمية الإدارة القانونية تحديدًا لكي لا يكون هناك تلاعب من قِبل المحترفين وعدم ليّ ذراع النادي بأي طريقة كانت، فمصلحة الكيان فوق كل شيء، وما حدث من تبعات أرهقت النادي بديون لا حصر لها، وما قضية دا كوستا إلا فيض من غيض.
بقي أن نقول لكل من جعل من الاتحاد بابًا لشهرته لن تجد من عشاقه إلا ما لقيه سابقيك، فكن على قدر المسؤولية وضع الاتحاد نصب عينيك؛ لأنك لن تنال النجاح مالم ينل جماهير هذا الكيان ما يصبون إليه ويرون ناديهم يعود لسابق عهده شرسًا وعنيدًا.
رسالة لـ أنمار:
هناك من يتربص بك ويتمنى سقوطك اليوم قبل الغد، فلا تلتفت، واجعل من عملك خدمة للكيان فقط، وخذ المشورة من أصحاب الثقة لا من أصحاب التكتلات، واجعل عشاق الكيان دائمًا في قلب الحدث فهم مصدر قوتك إن أحسنت التعامل معهم، ومتى رأيت أنك غير قادر على المواصلة فليكن خروجك من الاتحاد خروجًا مشرّفًا؛ لنذكرك بالخير.