النجار كُنية من يمتهن النجارة، ولقمان الحكيم الذي ورد في القرآن الكريم كان نجارًا كلفه سيده ذات يوم أن يذبح له شاة، ويلقي أخبثها مضغتين فألقى اللسان والقلب،ثم أمره مرة أخرى أن يذبح شاة ويأتي بأطيبها مضغتين فجاءه باللسان والقلب، فقال السيد للقمان: عجبت لأمرك في أخبث المضغتين وأطيب المضغتين أتيتني باللسان والقلب، فقال له ما أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا؛ أما نجارنا اليوم الذي أود أن أتحدث عنه طيب اللسان والقلب- أحسبه كذلك والله حسيبه- فهو عملاق الإذاعة والكلمة الساحرة الدكتور حسين نجار الصوت الإذاعي الفريد الذي لم تنجب الإذاعة مثل صوته إلى الآن، فقبل شهور استمتع الحضور في منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل -رحمه الله – إلى تجربته وعذوبة كلامه، والفائدة الجمة من غزارة تجاربه، وقد اختصرت وصفه في تلك المناسبة ببيتين من الشعر أهديتهما له:
هذا الحسين الذي طارت به الدنيا
عبر الأثير، وزاد القول ألحانًا
يغرد النص في المذياع ينشره
كأنه الطير فوق الغصن نادانا
وهكذا فإن الحكماء يصنعون الحكمة في أقوالهم وأفعالهم مهما اختلفت حرفهم على أحسن ما ينبغي قوله وفعله، وهم بذلك يقدمون للبشرية خدمات جليلة وثقافات متعددة، ويختصرون لهم جهد سنين طويلة، ويظهر ذلك في أمثالهم وحكمهم وأشعارهم، ولا شك أن من اعترك الحياة يحتاج للحكمة والحكماء بل ويبحث عنهم ويصاحبهم ويرد جداولهم الصافية، فهم شمعة في الظلمة، وبهجة في الصحبة، ومجانبون للفتنة، وناصحون في المحنة، وشاكرون للنعمة، ألم ترَ سيد الحكماء في الأرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كيف يتسابق الصحابة على صحبته ومجالسته لحكمته، وسماع هديه وحسن معشره. ومن الحكمة أخي القارئ الكريم أن تبحث عن الحكمة أينما كانت، كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: “الحكمة ضالة المؤمن من وجدها أخذ بها” أو كما قال عليه الصلاة السلام.
—————-
أستاذ الإعلام الدولي