المقالات

رغم قوتنا..إنتاجنا المحلي نقطة ضعفنا

حلّ علينا وباء كورونا، فسارع بنا للتحول الرقمي ليس فقط في مجال التعليم عن بُعد، بل في كل قطاع وموضع، فاستطاعت المنشآت التي سمعت وأطاعت والتزمت بالتحول منذ إعلان الرؤية عام 2016، فبدأت في التطوير الرقمي مما نفعها لتستمر في ظل الأزمة فتواجدت لديها التطبيقات والمواقع الإلكترونية، وتوفرت الخدمات اللوجستية والقدرة على التسويق الرقمي، وهي كلها مما تشمله برامج واستراتيجيات الرؤية؛ مما جعلنا مستعدين للتعامل بقوة مع تلك الأزمة التي كشفت لنا عن مواطن الضعف والقوة في أهم القطاعات الحيوية كالقطاع الاقتصادي والتعليمي والصحي، وهي مما تقوم عليها الأمم وكلها تتكامل ولا يمكن الاعتماد على أحدها دون الآخر. فبالتعليم أنت تبني الإنسان المتعلم الذي يقيم الاقتصاد بتعامله الواعي فيعلم فيم ينفق، وفيم يمسك، وكيف يحافظ على سلامة جسده وعقله، وكيف يتخذ أسلوب حياة يقوي مناعته ضد أي تلوث خارجي فيقي نفسه ووطنه عناء تكاليف العلاج، ويستطيع أن يساهم في نهضة البلاد، وهو في كامل قدراته وأوج صحته. فإن أصاب العالم جائحة أيًّا كان نوعها، فهو يقف مستعدًا يفهم كيف يتصدى لها، وحين يتأثر الاقتصاد فتقل الإيرادات يستطيع أن يميز ما بين الكمالي والضروري فيعرف كيف يُرَشِّد، ويستغل الفرصة فيقوي مناطق ضعفه ويتوسع في مناطق قوته؛ وبالتأكيد كل ما ينتج من الذات فهو قوة ومصدر دخل ويحقق استثمارًا وكل ما فيه إنفاق بلا قيمة عائدة أكبر من إنفاقه فهو ضعف. ومن هنا اتضح جانب ضعف رئيسي في جميع تلك القطاعات، وهو الإنتاج المحلي الكامل المتكامل للأجهزة الحاسوبية، والصحية، وللتطبيقات، والأنظمة المعلوماتية، والبرامج الرقمية باستخدام مواردنا الطبيعية والذاتية، ومن أمثلته في أبسط وأهم مخرجاته في هذا الوقت بالتحديد البرنامج الافتراضي المحلي للتعامل عن بُعد فلماذا أدفع مبلغًا ماليًّا سنويًّا لبرنامج أجنبي قد يكلف ملايين الدولارات، وأنا لدي الطاقة الإنتاجية المالية والبشرية المحلية المتمكنة، والقادرة على إنتاج ما هو أفضل إن أردنا وأخلصنا، وقد يكون أبسط الحلول بوضع الشراكات التعاونية التكنولوجية؛ لنقل المعرفة بدلًا من فقط الإنفاق المالي بلا عائد معرفي؟؟ وليته توقف على الإنفاق المالي وحده، ولكنه يسمح لأصحاب تلك البرامج، إن أرادوا مراقبة محتوى ما يدار من خلالها!! فلماذا ؟؟ ونحن دولة تهدف إلى التمكين الصناعي والتكنولوجي، وتسعى إلى التصدر في جميع المجالات، ونحن قادرون بإذن الله وتوفيقه.

————-

DrRaniaAnwar@Twitter

Related Articles

2 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button