علّمتني كورونا..

مع الأزمة الحاصلة بسبب مرض كورونا وفرض الحظر الجزئي على المجتمع لحمايته من أن يتفشّى المرض، وسنّ بعض القوانين التي تصب في مصلحة الفرد، رأيت كثرة الشكوى من العزلة والوحدة في وسائل التواصل الاجتماعي، وأن البعض بالغ في ذلك بزعمه أن الأمر إن طال سيقوده للجنون ..!

مع هذا نجد أن للحجر إيجابيات كثيرة غفلنا عنها في بادئ الأمر ولكننا ما لبثنا حتى فطنا لها؛ بدأ الفرد بالاعتماد على نفسه في كل جوانب الحياة، وتعلّم مهارات جديدة للبعض كما نمّت العُزلة بعض المواهب والحِرَف التي تناسوها في غمرة انشغلاتهم ..

فقد ولّد التزام المواطنين بالحجر التفكير في الذات والإنجازات والتخطيط لكثير من الأمور، كما أنها عالجت عادات كُنا نظن أننا لا يمكن أن نتخلّى عنها، وقرّبت بين أفراد الأسرة الواحدة.

الجدير بالذكر أن البيئة لها نصيب الأسد مما يحدث في العالم جرّاء تلك الجائحة فقد أدّى توقف المصانع ووسائل النقل البرية والجوية؛ لتحسن الجو وتنفُّس الأرض مؤقتًا لينتج عن ذلك انغلاق ثُقب الأوزون فوق القطب الشمالي، ما حدث ليس إلا وقفة تأمل أمام أنفسنا وواقعنا؛ لنحاسبها على ما اقترفناه في حقّ البشرية والكائنات والبيئة.

قوانين السعودية سفينة نجاة أمام واقع مُنفلِت لا يُمكن ضبطه إلا بالصبر، وأخذ جميع الاحتياطات الواردة، والعمل وفق معايير تتناسب والأحداث المتغيرة، ووضع خُطط احترازية، وتوّقع الأسوأ لأننا بذلك نضع أنفسنا أمام اختبار حتمي فإما أن تأخذنا لبرّ الأمان أو نغرق معًا ..!