إمام الحرم
الحلقة (17)
– قال معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، مستشار الديوان الملكي، إمام وخطيب المسجد الحرام، وعضو هيئة كبار العلماء:
إن موت العالم، يقضّ المضاجع، ويهيل المدامع، فحياة العالم غنيمة، وموته مصيبة. ومن علامات الخير في المجتمع والناس أن تعرف للعالم منزلته، وتحفظ له مقامه، يظهر ذلك ويؤكده ما يظهر على الناس من تأثر وفجيعة وقد ظهر هذا الشعور وتجلى حين فقدت الأمة العالم المسند الفقيه الإمام معالي الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السبيل -رحمه الله وغفر له-، الذي أمَّ الناس في بيت الله ما يقرب من خمسة وأربعين عامًا، وعضو هيئة كبار العلماء، وعضو المجمع الفقهي الإسلامي ورئيس الحرمين الشريفين.
فقد عُرف عن سماحة الشيخ -رحمه الله- أنه عالمًا راسخًا في علمه، ونبيلًا راقيًا في أدبه وحسن تواصله وإحسانه، وتخلقه بآداب الشريعة وسمت حملتها، حمل العلم فتعلم وعلم.
وكان مجلس سماحته -رحمه الله- عامر بكل طبقات المجتمع، بل من كل أنحاء العالم الإسلامي، وقد زاد من ذلك ووثقه رحلاته العلمية والدعوية، فسماحة الشيخ محمد السبيّل -رحمه الله- يكاد يكون جاب أرجاء العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، فزار المراكز الإسلامية، والمدارس الدينية، والأقليات الإسلامية، وتوثقت بتلك الزيارات العلاقات، فكان بيته عامرًا بالزوار من جميع شعوب العالم الإسلامي، يدفعهم لذلك كرم الشيخ ولطفه وحسن استقباله ودماثة خلقه.
وسماحة الشيخ محمد السبيّل-رحمه الله- عالم متمكن في علوم الفقه والتوحيد والعربية وآدابها؛ والشيخ يحفظ من عيون الشعر وغرر القصائد ونوادر القصص والملح ما يعكس علم الشيخ وفقهه وفضله وظرفه وحسن حديثه وأنس مجلسه؛ فرحم لله شيخنا محمد بن عبد الله السبيل رحمة واسعة ورفع منزلته في عليين وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ونفع الله بذريته وأعماله البلاد والعباد. (صحيفة الشرق الأوسط 11 صفر 1434).
-وقال معالي الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي:
لقد فقدت الأمة الإسلامية بوفاة سماحة الشيخ محمد بن عبد الله السبيّل، عالما من علمائها الذين اشتهروا بالتواضع ولين الجانب وحسن الخُلق والعلم الواسع، عالمًا عاملًا، وقد استقبل العالم الإسلامي نبأ وفاته بالحزن العميق، وكم هي الاتصالات والتعزيات التي تلقتها الرئاسة من مديري الجمعيات والمراكز الإسلامية في شبه القارة الهندية وأوروبا وجنوب أفريقيا وغيرها.
وقد نلت شرف التدريس في الحرم في عهده المبارك ووجدت منه التشجيع والدعم الكبير، وسعى لي ولزملائي الأكارم في وجود خلوات في الحرم تعين على راحة الإمام وقيامه بمسؤوليته، وقد عني بمعهد الحرم وكان من أساطينه وأعمدته ورموزه، وقد أفدت من مجالستي له كثيرًا فهو كتاب مفتوح ومدرسة متميزة لا تمل مجالسته ولطف معشره، جمع الله له بين العلم والعقل والأدب والخلق وحب الناس له.
وقد عُني بالرحلات الدعوية فلا تكاد تمر سنة إلا وله مشاركات في الدعوة إلى الله خاصة في باكستان والهند وجاليتيهما في أمريكا وأوروبا وغيرهما، وله عندهم مكانة مرموقة استثمرها في حبهم للحرمين وأئمتهما وعلمائهما في نشر المعتقد الصحيح والمنهج القويم، له مؤلفات كثيرة وإسهامات في أبحاث المجمع الفقهي. (صحيفة المدينة 7 صفر 1434هـ).
– وقال فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي:
فقدنا علمًا من أعلام الحرمين، وركنًا من أركان العلم، وإحدى المدارس التي تخرج منها الكثير من طلبة العلم، بحكم تدريسه للتوحيد والتفسير والفقه وأصوله والفرائض والنحو والبلاغة والعروض والقوافي، ويعتبر واحدًا من أعلام التوحيد، ومن رموز الدين، فقد أم المصلين في المسجد الحرام في مكة المكرمة لأكثر من (45) عامًا، ولا نزكيه على الله، من المجتهدين في الدين، والمدافعين عن أمتهم وعقيدتهم. (صحيفة عكاظ 5 صفر 1434هجرية).
– قال فضيلة الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام:
إن من أشد الأنباء تكديرًا، وأعظمها إيلامًا وتأثيرًا، نبأ وفاة سماحة الوالد العلامة الجليل المحدث الفقيه الشيخ محمد بن عبد الله السبيّل، كان –رحمه الله- الإمام القدوة، والخطيب المؤثر، والداعية الصادق، والعالم المتمكن، والناصح المخلص، والإداري الناجح، أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله.
كان رحمه الله تقبل عليه فيلقاك هاشًا باشًا بأحسن لقاء، وأجمل عبارة، وتصغي إليه، فتجد في كلامه نصحًا رفيقًا، وإرشادًا، وتوجيهًا، حكيمًا مسددًا، مستلهمًا من هدي خير الورى صلوات الله وسلامه عليه القائل: عليكم بالرفق في الأمر كله، فإن الرفق ما كان في أمر إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه، وكان رحمه الله متصفًا بأحسن الصفات وأجملها من سلامة الصدر ،وحسن الخلق، ولين الجانب، وحب الإحسان إلى عباد الله ببذل المعروف والسعي إلى الإصلاح والإكرام لهم، وكثرة التودد إليهم، وقد كان والدي رحمه الله وهو الذي كان وثيق الصلة به رحمه الله لاشتراكهما في الخطابة في المسجد الحرام ردحًا من الزمن – كان كثير الثناء عليه، عظيم المحبة له، موصول الدعاء له، رحمهما الله. (صحيفة المدينة 6 صفر 1434هـجرية).
في عام 1438 هجرية، دشن معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، قاعة معالي الشيخ محمد بن عبد الله السبيّل -رحمه الله- بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
غداً بمشيئة الله تعالى.. قالوا عنه (3)
——————————-
YMS4444@GMAIL.COM