عملٌ ميداني وأحداث مفجعة وحوادث مريرة يبذلون أرواحهم في مواجهتها والحد من أخطارها على الأهالي، فتارة تجدهم في قلب النيران وألسنة اللهب وتارة أخرى يهيمون في مياه الأمطار والسيول الجارفة، وتجدهم على مدار الساعة متأهبين لتقديم يد المساعدة والإنقاذ.
إنهم رجال الدفاع المدني، الذين تلتقي صحيفة “مكة” الإلكترونية بأحد قادتهم اللواء سالم المطرفي، للحديث عن أبرز المواقف وأصعبها التي يواجهها رجال الدفاع المدني في المهام الموكلة إليهم، فضلًا عن بعض الأحداث الشخصية والعادات والتقاليد المتوارثة في هذا الحوار:
- في البدء نتعرف على ابن مكة؟
الاسم سالم بن مرزوق المطرفي تقاعدت برتبة لواء في منتصف شهر شوال من العام الماضي 1440هـ وولدت بمكة المكرمة عام 1384هـ شرفها الله تعالى.
- في أي حارة كانت نشأتكم لواء. سالم؟
نشأت بحارة الملاوي المجاورة لحارة المعابدة.
3- أين تلقيتم تعليمكم؟
درست المرحلة الابتدائية بالمدرسة المحمدية، وفي متوسطة عبدالله بن الزبير، وأما الثانوية ففي مدرسة الملك عبدالعزيز الثانوية، بعدها التحقت بكلية الملك فهد الأمنية عام 1402هـ وتخرجت عام 1405هـ، وحصلت على درجة الماجستير عام 1426هـ.
4- ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة؟
ما زلت أسترجع ذكريات الطفولة بعبقها الجميل حيث أن الحارة كان تعيش في بساطة وتآلف كبيرين. ولم يكن هناك مما يقضي الإنسان فيه وقت فراغه إلا في الألعاب الشعبية بين أطفال الحارة. وفي شهر رمضان تنتشر المباسط؛ لبيع مختلف أنواع المأكولات.. وترتفع وتختلط أصوات الباعة وقبل أذان المغرب بحوالي نصف ساعة يأتي عامل البلدية لتركيب وتعليق الأتاريك في بعض الشوارع للإضاءة وأعتقد أن ذلك من السنوات الأولى من التسعينات الهجرية ثم بدأت تختفي تلك الأتاريك تدريجياً. ويظل مدفع الإفطار كل يوم ومدافع ليلة العيد لها وقعها الخاص في ذاكرة الماضي الجميل.
5- في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية.. ماذا كنتم تأملون حينها؟
مرحلة الطفولة مرحلة تكتنفها البراءة وكان والداي رحمهما الله تعالى رحمة واسعة كانا يحرصان كل الحرص على التعليم، وفي المرحلة الثانوية بدأ التفكير جدياً في أماني المستقبل وقد حدثني أحد أصدقائي وهو قريب لي وقبلي في الدراسة بسنة واحدة عن كلية الملك فهد الأمنية التي التحق بها فتاقت لي فكرة الالتحاق وبالفعل كان النصيب وأنا أحمد الله تعالى على ذلك لما فيه من شرف كبير لخدمة وطني.
6-تربية الأبناء في السابق بنيت على قواعد صلبة ومتينة..ماهي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت؟
التربية كانت مبنية على الاحترام الجم للكبير وتوقيره، واحترام الجار بل إن الأكبر كان بمثابة والد ومطاعاً في حديثة، وكانت الألفة والتعاون وطيب المعشر وحسن الجوار هو السمة التي كانت التربية ترتكز عليها وتوجيه النقد لكل من يخالف أصول الأخلاق الحميدة.
7-في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد المكية في تكوينها ما أبرزها؟
العادات والتقاليد تنبثق من الأخلاق الإسلامية التي تشرب بها أبناء هذا الوطن ولعل أبرز العادات هي روح المساعدة المتبادلة بين الجيران فكل جار يهدي جيرانه من مطعمه ويقوم بتقسيمه ولو كان طعاماً بسيطاً ومتواضعاً، وكذلك إسهام رجالات الحارة للوقوف لمن يحتاج للعون والمساعدة. وكان الكبار دائماً يحثون أبناءهم على تلك الأخلاق النفيسة والعالية بغض النظر عن قرابتهم من عدمه.
8-الأمثال الشعبية القديمة لها أثر بالغ في النفس ماهي الأمثال التي لازالت باقية في الذهن؟ ولماذا؟
نعم صحيح كانت الأمثال دارجة بكثرة ومن الأمثال التي ما زلت أتذكرها : (اللي عمل معروف وتمه يرحم الله أبوه وأمه) (والصاحب القديم واصله واستديم) (واللي ماله أم حاله يغم وغيرها). وفي الغالب كانت تقال هذه الأمثال مع مواقف تحدث وقد تتكرر هذه المواقف وترسخ الأمثال معها لتكرارها. ولكن في المجمل فإنها تعطي إيحاءات بما يشبه تأكيد مسار الموقف ونتيجته.
9-الحياة الوظيفية..أين كان لشخصكم القدير أول بداياتها؟ وآخرها؟
بدأت العمل فور تخرجي من كلية الملك فهد الأمنية بالمديرية العامة للدفاع المدني وتحديداً في مدينة مكة المكرمة وذلك في نهاية شهر شعبان من العام 1405هـ وعملت بها حتى عام 1433هـ، ثم انتقلت للعمل بمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة مساعداً لمدير المنطقة لشؤون العمليات، وفي عام 1434هـ تم تعييني مديراً للإدارة العامة للدفاع المدني بمحافظة جدة، ومن بداية شهر مضان 1436هـ تم تعييني مديراً للدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة حتى أحلت على التقاعد في شهر شوال العام الماضي 1440هـ، بالإضافة إلى قيادتي لقوات الدفاع المدني بالحج عام 1439هـ، ورئاستي للجنة فريق تقييم الخطة العامة للطوارئ بالحج عامي 1437 – 1438هـ ولله الحمد والمنة.
10-شهر رمضان وشهر الحج من المواسم الدينية والاجتماعية المميزة حدثنا عنها؟
شهر رمضان له عبق وروحانية خاصة بمكة المكرمة خاصة مع أجواء الصيام وأداء صلاة التراويح وتقارب الناس أكثر. وعلى الرغم من ذلك فقد كانت الدراسة أيضاً لها طعم جميل في السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية حيث لم تكن هناك وسائل تكييف بالمدارس وإنما المراوح فقط وكانت تعتبر جيدة قياساً بمن سبقونا من أجيال تلقوا العلم والتعليم في ظروف أصعب.
وأما في سنوات العمل فقد كان العمل يستحوذ على جل وقتنا خلال أيام الشهر لطبيعة مهام ومسؤوليات الدفاع المدني؛ للحفاظ على سلامة الناس من مواطنين ومقيمين وزوار بيت الله الحرام فقد كان العمل ليلاً ونهارا وكنا نجد متعة في تأدية العمل ولم يسبق وأن خالجنا أي شعور بخلاف ذلك وهذا من فضل الله تعالى.
وأما موسم الحج فقد كان في الماضي فرصة سانحة لكل من يسكن بمكة المكرمة حيث أن كل شاب بل وحتى الأطفال يعملون في شتى أنواع العمل كالبيع والشراء وخلافه. وفي سنوات العمل شاركت في الغالبية العظمى في مهام وأعمال الحج؛ لتقديم الخدمات الرامية لسلامة حجاج بيت الله الحرام وتقديم العون لهم جنباً إلى جنب مع بقية أجهزة الدولة_ وفقها الله_ والتي لم تدخر جهداً ولا إمكانات ولا موارد إلا وسخرتها من أجل راحة وأمن وسلامة الحجيج.
11- تغيرت أدوار العمد في الوقت الحاضر وأصبحت محددة..كيف كان دور العمدة في الحارة؟
العمدة وظيفة حكومية قديمة وقد حرصت الحكومة الرشيدة وفقها الله تعالى على هذا العمل لقيمته الاجتماعية والأمنية ودورها المهم.. ولعلي أشير إلى أنه سبق وأن صدر نظام يختص بالعمد بعد دخول جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز _ رحمه الله تعالى_ مكة المكرمة ووضعت له مهام ومسؤوليات عديدة أمنية واجتماعية. وقد تعايشنا مع دور العمدة الذي كان يعرف تماماً كل من في الحارة من الساكنين، ويقوم بالعمل على خدمتهم. غير أنه مع التطور الحاصل في شتى المجالات واتساع رقعة المدن وبالتالي الأحياء قد يكون هناك بعض التغير ولكن يظل دور العمدة على جانب من الأهمية والمكانة السامية.
12-القامات الاجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها الحضور الملفت في الحارة؟
إنني أتذكر العديد من القامات التي كان لها حضورا ملفتا للنظر من خلال مجالسهم واجتماعاتهم الودية والاجتماعية؛ لحل بعض الأمور داخل إطار الحارة وألتمس العذر من ذكر الأسماء حتى لا أنسى أحداً منهم ولكني أدعو الله لهم جميعاً بالعافية وبركة العمر لمن هو حي وأن يغفر ويرحم من مات منهم.
13- هل تتذكرون موقفًا شخصيًا مؤثرا حصل لكم ولا تنسونه؟
المواقف الأكثر تأثيراً نوعين:
الموقف الأول: عند مباشرة حادث وبه وفيات أو إصابات فالأمر يكون مؤثراً جداَ وقد يكون الناجي من الحالة أو الذي يأتي بعد الحادث سواء عائل الأسرة أو الأم أو الابن يكون الموقف أيضاً محزناً لإبلاغه أو تهدئته.
والموقف الثاني: حينما يتعرض أحد رجال الدفاع المدني لإصابة نتيجة الحادث فهي حالة مؤسفة ومحزنة أيضاً على أسرته وعلى زملائه مع العلم أن مهنة الإطفاء من أخطر المهن قاطبة حتى على المستوى الدولي رغم التدريبات والاحترازات الوقائية.
14-المدرسة، والمعلم، والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة..هل تعرفونا علي بعض منها؟
المدرسة والمعلم ثنائيان مكملان لبعضهما في توجيه الطالب الذي عليه أن يجيد المثالية التامة في التعامل مع المعلم والمدرسة. وقديما كانت المدرسة والمعلم وجهان للتربية وحسن التعلم في أبوة حانية من ناحية، وفي ناحية أخرى حزم وجودة في التعليم ومن هنا كانت الجدية واضحة الأثر على كثير ممن عايشوا تلك المراحل فكان المعلم مهاباً جداً من التلاميذ حتى خارج المدرسة. ومن هنا يتضح الدور الذي كان عليه المعلم الذي كان تأثيره التعليمي جلياً في الطلاب.
ويظل المعلم والمدرسة منارتان للعلم والتعلم والتربية الحسنة.
15-كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة مع الناس في كل مكان.. ماهي الوسائل المتوفرة لديكم في السابق؟ وما أثرها على أفراد المجتمع آنذاك؟
كانت الوسائل الإعلامية مقتصرة على الإذاعة والتلفزيون والصحف الورقية فقط. فنتائج الشهادة للمرحلة الدراسية كانت عن طريق الإذاعة وكل مايخص الأخبار من خلال تلك الوسائل فقط دون سواها وبالفعل قد تشاهد أحداً يحمل معه صحيفة أينما ذهب. والجدير بالذكر كانت الصحف على جانب كبير من الأهمية باعتبار تفصيلات الأخبار وطرح المقالات وكان لديها صياغة مميزة في المفردات وتطويع الألفاظ المؤثرة وحتى في نقدها تجد أسلوباً راقياً. وعلى التوازي من الصحف نجد الإذاعة والتلفزيون على الرغم من عدم استمرار البث على مدار الساعة ومن الذين أتذكرهم في الإذاعة ما يقدم من برامج للأساتذة : بدر كريم وسليمان العيسى ومحمد الشعلان_ رحمهم الله_ والفنان القدير عبدالعزيز الهزاع وحسن دردير أمدهما الله بالصحة والعافية وغيرهم. وفي التلفزيون كان الأستاذ محمد حسين زيدان رحمه الله والشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله ببرنامجه “على مائدة الإفطار” والأستاذ سامي عوده ببرنامجه “من كل بحر قطرة ” والأساتذة زاهد قدسي_ رحمه الله ومحمد رمضان أمده الله بالعافية في المجال الرياضي. وفي المسلسلات الرمضانية أتذكر الأساتذة محمد العلي ولطفي زيني رحمهما الله _وسعد خضر أمده الله بالعافية. حقيقة كل تلك الوسائل كانت قريبة جداً من المجتمع خاصة وأنه لم يكن هناك مايشغل الناس كما هو الحال اليوم من تعدد الوسائل والتقنيات التي أصبحت الشغل الشاغل ليس عن وسائل الاعلام المعروفة بل حتى عن المحيطين بهم وأسرهم.
16-تظل للأفراح وقفات جميلة لا تنسى في الحارة.. ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة ؟ وكيف كانت؟
الأفراح كانت تنقسم إلى أقسام فهناك الفرحة بالنجاح في الدراسة وهذه كانت فرحة لا تضاهيها فرحة؛ لأن السرور للوالدين فيتم إهداء الأقارب بعض المشروبات.
وأما في الأعياد فكانت مناسبة غالية يتم فيها معايدة جميع الأقارب والجيران ومن في الحارة وتشعر فعلاً بلحظات العيد وحلاوتها.
أما في الأعراس فلم تكن هناك قاعات أفراح وما شابه ذلك وإنما تقام في أي فناء متوفر بالحارة ويتم تأثيثه وتزيينه وكل من بالحارة يشارك في المساعدة في هذا الحفل.
إنها بساطة ولكنها لها نكهتها الخاصة الممزوجة بروح التآلف والمحبة بين الجميع.
وحول كل تلك الأفراح تظل الفرحة بأصوات مدافع الإفطار في شهر رمضان المبارك ومدافع الإعلام بدخول عيد الفطر المبارك لها وقعها الجميل.
17- الأحزان في الحياة سنة ماضية.. كيف كان لأهل الحارة التخفيف من وقعها؟
لا شك بأن الإنسان وكما يعيش لحظات سعيدة وهانئة فإن الأقدار تمضي عليه ويتعرض لأحزان كتبها الله تعالى عليه. وانطلاقاً من مبدأ المواساة فقد كان لأهل الحارة نصيب كبير في التخفيف عن أي مصاب فإذا تعرض لأي حدث تجدهم يقفون ويؤازرون المصاب والمكلوم بكل ما يملكون من المال والجاه ولا يتوانون أبداً في ذلك بل من المعيب التخلي أو التأخر عن جبر أي مصاب.
18-الأحداث التاريخية الشهيرة في حياتكم والتي عايشتها..هل تتذكروها..وما الأبرز من تفاصيلها؟
أتذكر الأمطار الغزيرة جداً على مكة المكرمة عام 1395هـ وكنت وقتها بالصف الخامس الابتدائي وقد جرفت مركبات وأحدثت حفر عميقة بشوارع الحارة والشوارع الأخرى التي تؤدي إلى حارة المعابدة.
أما في الحياة العملية فقد كانت بعض الحوادث المؤلمة التي تمت مباشرتها من أمطار غزيرة وسيول جارفة وحرائق وغيرها الكثير التي لا يتسع المجال لذكرها الآن.
19 – ما هي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها حارتكم؟
كانت الألعاب الشعبية في الحارة مثلها باقي الحواري مثل لعبة : “شرعت ” ولعبة ” المدوان ” وكرة القدم وألعاب الأطفال التي كانت تعمل من الخشب وتوثق بالحبال كالمراجيح وغيرها.
20- لو كان الفقر رجلا لقتلته مقولة عظيمة لسيدنا علي رضي الله عنه..هل تروون بعضا من قصص الفقر المؤلمة؟
الفقر من الأمور الموجودة في كل المجتمعات الإنسانية وعلى مر العصور ولكن يظل الفقير عزيز نفس.. ومن الممكن أنه غني بأخلاقه وصفاته ولكن قلة ذات اليد أحياناً تقف حجر عثرة أمام صاحبه ومن المؤكد أن آباءنا وأجدادنا عانوا حياة الفقر وشظف العيش في أحقاب من الزمن. وتروي كتب التاريخ العديد من الروايات الملحمية لأناس عاشوا حياة الفقر ولم يركنوا لحالهم فجدوا واجتهدوا ورزقهم الله من واسع فضله.
21 – ماذا تودون قوله لسكان الحارة القديمة؟
على الرغم من انتقال العديد من سكان الحارة القديمة وتفرقهم بين المنازل من الأحياء والمخططات الحديثة إلا أن التواصل في المناسبات يكاد يكون شهرياً والحمد لله وأقول لهم كم نشتاق دوماً لقربكم والاستئناس بوصلكم فما أجمل أياماً قضيناها معكم.
22-رسالة لأهالي الأحياء الجديدة..وماذا يعجبكم الآن فيهم؟
الأحياء الجديدة ألمس فيها بما يشبه مجلس الحي يلتقي فيها الجيران بشكل شهري في بعض الأحياء وهي خطوة موفقة تعزز الأخوة وحسن الجوار والتقارب. ونحن نعلم عظم حق الجار وتنمي روح الأخوة بين الجميع.
23-كيف تقضون أوقات فراغكم في الوقت الحالي؟
أقضي وقت فراغي في الاطلاع والقراءة فهي الأنيس وحسن الجليس. والكتاب هو الصديق الذي يصدقك ويهديك أثمن المعارف والمعلومات ويتنقل بك في رحلات مكوكية معرفية أينما تريد وحيثما تحل تنهل من معينه العذب وتزداد من وعائه كل در وثمين.
24- لو عادت بكم الأيام لواء سالم ماذا تتمنون؟
الشيء الوحيد الذي يفتقده الإنسان بصدق هو فراق الإنسان لوالديه ولا أتمنى ولا يتمنى غيري ممن فقد والديه أو أحدهما إلا لو زاد وضاعف برهما أكثر فأكثر فمهما عملت فلن أفي حق والدي _رحمهما الله تعالى _ وتلك كانت أمنيتي وأمنية غيري حتماً.
25- بصراحة..ما الذي يبكيكم في الوقت الحاضر؟
الشيء الوحيد الذي يؤلمني في الوقت الحاضر هو عدم ارتياد بعض أبناءنا الشباب للمكتبات والحرص على الاستزادة من العلم
26-ماذا تحملون من طرف جميلة في دواخلكم؟
أتذكر أنني ذات يوم كنت صائماً في شهر شوال ونسيت أنني صائم وتناولت طعام الإفطار مع بعض الإخوان، ثم تناولت الشاي والقهوة على مدار اليوم ولم أتذكر أنني صائم إلا قبل الظهر بساعة تقريباً وماكان مني إلا أن أكملت الصيام.
27- لواء. سالم لمن تقولون لن ننساكم؟
أقولها لكل من علمني في مراحل دراستي، ولكل من أسدى لي علماً أو توجيهاً أو نصحاً من رؤسائي في العمل أو من غيرهم، ولن أنسى زملائي من الضباط والأفراد والموظفين المدنيين الذين كانوا وما زالوا لهم مكانة في قلبي.
28- ولمن تقولون ماكان العشم منكم؟
أقولها لكل من لايقدم المصلحة العامة.
29- لواء. سالم المطرفي لكم تجربة أمنية كيف تصفونها؟
المجال الأمني زاخر بالعطاء والبذل يتحمل فيها رجل الأمن العديد من المشاق ولا تتوقف عليه وحده، بل وأسرته أيضاً يشاركونه ذلك فيتحملون غياب الأب ومشاغله ومسؤولياته.
ومن خلال تجربتي الأمنية في جهاز الدفاع المدني أعتقد بأنها تجربة زاخرة بالعمل من أجل سلامة الناس وتوعيتهم وإنقاذهم من المخاطر وهذا ديدن رجال الدفاع المدني الذين يبذلون من الأعمال البطولية وبمهارة الشيء الكثير مما قد لا يشاهد أمام الناس؛ لطبيعة مواقع تلك العمليات داخل المنازل والمنشآت فهم يستحقون كل ثناء وتقدير.
30- التسامح والعفو من الصفات الإنسانية الراقية.. تقولون لمن سامحونا.. وتقولون لمن سامحناكم؟
أقولها لكل من كان لي معه صلة عمل أو صداقة أو أي تعامل بطريق مباشر أو غير مباشر وأسأل الله تعالى العفو للجميع.
31- كلمة أخيرة في ختام لقاء ابن مكة لواء. سالم المطرفي؟
أسأل الله تعالى أن يحفظ قادتنا وولادة أمرنا ووطننا الغالي فله حق علينا جميعاً وأن نخلص لكل مافيه خيره وتطوره والإسهام في ارتقائه. وأشكر جداً صحيفة مكة الإلكترونية على إتاحة هذه الفرصة وأشكرك أخي الأستاذ عبدالرحمن الأحمدي على هذا اللقاء الممتع.
نسأل الله أن يحفظ وطننا من كل شر ..وأن يوفق ولاة امرنا …ويصلح شبابنا