المقالات

وطن معطاء وشعب وفي

على مستوى العالم هناك شعوب تتفاءل ببعض الأرقام، وتتشاءم بالبعض منها.

شخصيًّا عشت طفولتي أتشاءم من الرقم (٧)؛ لأني تعلمت في مجتمعي القروي آنذاك أنه لابد أن اتبع الرقم ٧ بالبسملة؛ لأن التلفظ به مفردًا قد يجر سبعة من الجن، وعندما يحسب جدي وأبي ومن في حقبتهم رحمهم الله أصواع الحب في الحصاد يبدأ العد؛ حتى يصل من يحسب للرقم ٧ فيقول سمحه بقصد أن تحل البركه، وقد يطول مجال البحث في ذلك وأعتقد جازمًا أن ذلك من البدع أو الخرافات، ولكن نعود للأهم الآن..!!

هذا العام 2020م يحمل رقمًا مميزًا، لكن للأسف مطلعه حمل في طيات الأشهر المنصرمة منه أعباءً لم تكن في البال، ولا في الحسبان.

وأعلم يقينًا أنه لا ذنب للدهر فيما يجري سواءً الزمان أو المكان فمجريات الأمور ليست له، كما ليست بيد البشر أو تحت تصرفه.

ومهما تعالت بعض الدول المتقدمة الكبرى بأنها وصلت للتحكم في كل شيء إلا أنها تبقى قاصرة ضعيفة وهزيلة؛ حتى في مواجهة أصغر ما يمكن وما لا يرى بالعين المجردة، بل يمكن أن تكون عاملًا مساعدًا في النشر للوباء والتشهير، وبالتالي الهدم وعدم السيطرة.

قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)

موطني المملكة العربية السعودية ذلك البلد العظيم مهبط الوحي والرسالة لم يكن منعزلًا عما يحدث في العالم الذي يواجه الحدث الأكبر، والأهم على الإطلاق في هذا العام 2020م.
(فايروس كورونا) وما تم من استنفار على أثره، وأحداث تبعيه لاحقة في كل المجالات لعل أهمها الاقتصادية.

نحن نتابع باستمرار، ونشهد أن بلدنا السعودي العظيم بمطلع عام 2020 يواجه أزمات كثيرة ومتعددة، نذكر منها أمثلة وليس حصرًا للمواجهات الطارئة مثل:

*مواجهة العدو اللدود فايروس كورونا، وماتبع ذلك من تعطيل لحركة النمو والحراك بشكل عام، وما تبع ذلك من استهلاك مادي فلكي.

*انخفاظ أسعار النفط، وتعود لأسباب كثيرة لا تخفى على الكثير.

* قلة الموارد الاقتصادية الأخرى الداعمة مثل أعمال الحج والعمرة، وما يتبعها من تشغيل.

*توقف الكثير من أعمال الصناعات والشركات والأنشطة الاقتصاديه سواءً النفطية أو غيرها.

*استمرار الحروب الفعلية على حدود بلادنا؛ فضلًا عن الحروب الكلامية الهمجية الرخيصة من جهات متعدده لاتتجاوز أفواه أولئك الحساد أهلها.

*أسباب كثيرة أخرى لا يسع المجال لذكرها.

الحمد لله فإن كلما يحدث لبلادنا تديره عقول راجحة ومتيقظة في مواجهة مثل هذه الطوارئ والأزمات الكبرى بدءًا من رأس الهرم القيادة العظيمة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الشاب/محمد بن سلمان.
أهل الأوامر والتوجيهات السديده للتعامل مع الأحداث والأزمات كما يجب.

بالمتابعة المستمرة نلاحظ جميعًا كمواطنين في بلدنا العظيم أن أهم طرق المواجهة هي أن يكون المواطن أولًا؛ ليسلم وينعم بالأمن والأمان وخير بلاده..!

ندرك أن المواطنة تبدو بالسمع والطاعة والحب والولاء فعندما رأت قيادة الدولة إيقاف بعض البدلات، وزيادة في القيمة المضافه كدعم لمواجهة الأحداث تلقى الشعب عمومًا ذلك بالاستجابة سمعًا وطاعة والسرور لقناعاتهم أن موطنهم يستحق الدم قبل المال، وأن أستقطع القليل فقد أبقى لشعبة الكثير الكثير…!!

بموطني يشعر المواطن بالراحة والانسجام عندما يكون في مقدوره تقديم القليل مما يستحق البلد المعطاء طول العمر في بلد نشأ على ثراه، ونال من خيراته وأفضاله التي منحها الله له.

الأجمل والأنقى في الصورة انتماء المواطن بمواطنته وتعامله الراقي بحب ووعي حتى أصبح المواطن يدرك أنه أصبح جزءًا داعمًا لقرارات الدولة وجزءًا مهمًا في آليات وأدوات القيادة، ويساهم بشكل فاعل في الحراك بالدعم المادي والمعنوي ورغم ذلك يشعر بالتقصير..!!

أحد الزملاء المقربين مني يقول لي أن بدل غلاء المعيشة يشكل ربع راتبي، ومع ذلك لو تطلب الأمر كل راتبي لهذا البلد، ومعه دمي فأنا على أتم الاستعداد وأعد هذا قليلًا جدًا لموطن دعمنا بكل الخير والبركة، وعلينا الاعتراف بأن الفضل له بعد الله.
ثم يضيف الزميل أنه سيشرع لعمل تدابير تقشفية تستحق مسايرة الموقف بقوله حتى لو تخليت عن جوالي وسيارتي، ويكفي أن أعيش بهذا البلد في أمن وأمان مع ثقتي أن بلدي سيرعاني بعد الله وأمثالي من ذوي الدخل المحدود عندما تنقشع الأزمة بإذن الله بلا عودة.

آثار إعجابي مقطع فيديو لأحد أبطالنا البواسل على حدود بلادي بشعر ممتلئ ولحن جميل فقال:

خذ ماتبي من راتبي ياوطنا.

أنا بخير وتحت رايتك مرتاح

وشلون نبخل بالدراهم وحنا

على حدودك ما بخلنا بالأرواح.
انتهى.

دون أدنى شك فإن تكاتف الشعب مع القيادة كان متوقعًا، وزاد الوهج والبريق حينما رسمت أجمل صوره، تبينت معالمها بكل وضوح في الشدائد..

أخيرًا
ومضه من مواطن…

شكرًا موطني الغالي ممثلًا بقيادته أن منحتني جهد المقل بالمساهمة في أزمتك.
وشكرًا شعبنا الوفي أن كنت كما ظن بك موطنك.
فلا خلا ولا عدم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى