المقالات

التباعد الاجتماعي بعد جائحة كورونا

منذ ظهور فيروس كورونا المستجد وتفشيه في الصين والدول تسعى في اتخاذ تدابير متفاوتة حسب إمكاناتها لمكافحة هذه الجائحة . إلا إن حكومتنا الغالية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- اعتبرت صحة المواطن والمقيم من أهم الأولويات ، وسرعان ما أعلنت السعودية حزمة قرارات لمكافحة كورونا جاء في مقدمتها تعليق قطاع التعليم كخطوة استباقية وهامة ، ولا ننسى الدور الكبير الذي قامت به وزارة التعليم والمجهودات التي اتخذت لسلامة الطلاب والطالبات بعد هذا التوقف وإكمال الفصل الدراسي عبر وسائل التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد . ومن ذلك نستنتج أن الهدف الرئيس هو حماية المؤسسات التعليمية من انتقال الفيروس اليها . نحن لا نعلم كم ستستمر هذه الأزمة ولكن بإذن الله ستنتهي في القريب العاجل وتعود عجلة الحياة لطبيعتها، وسيرجع كلٌّ إلى عمله.
الآف الطلاب والطالبات سيعودون إلى مقاعد الدراسة في مدارسهم وجامعاته ، وكما يعلم الجميع أن التباعد الاجتماعي أصبح من أهم وسائل الحد من انتقال العدوى بين أفراد المجتمع ، ولذلك أعتقد أن كثيرًا مما اعتدنا عليه في مدارسنا سيتغير بسبب التباعد الاجتماعي بداية من الطابور الصباحي و اكتظاظ الفصول الدراسية . يبقى السؤال المهم لصناع القرار في وزارة التعليم ؛ هل ستكون العودة لمقاعد الدراسة مرهونة بسياسة ماقبل جائحة كورونا؟  هل سنستفيد من هذه الأزمة لمعالجة بعض المفاهيم والسياسات في التعليم العام والجامعي ؟ ومنها على سبل المثال :
هل سيبقى تطبيق الطابور الصباحي كما كان سابقًا أم ستكون للتباعد الاجتماعي كلمته في إلغائه  ؟ هل سيستمر مسلسل الازدحام في طوابير المقاصف المدرسية والتجمعات العشوائية بفناء المدرسة كما كانت سابقا ؟ هل ستبقى الفصول الدراسية تضم أكثر من خمسة وأربعين طالبا /ة في فصل لا تتجاوز سعته ستة عشر متراً ؟هل سيبقى اشتراك طالبين/ تين في طاولة واحدة طيلة العام ؟
هل ستبقى الشعبة الدراسية بالفصول الجامعية تضم اكثر من تسعين طالبا /ة تحت سقف واحد ؟
هل ستفعل العيادات الطبية بالمدارس واستمرار التوعية والتثقيف الصحي للحد من انتشار الأمراض المعدية داخل المجمعات التعليمية ؟

Related Articles

One Comment

  1. كل ما أشرت إليه كلام جميل ، ولكنه يدخل في إطار الأحلام الوردية ، فبعد نهاية الجائحة وعودة الحياة الطبيعية ، سيعود كل شيء إلى وضعه السابق ، لأن تلك الشواهد التي ذكرتها في المقال ، هي شواهد مستديمة ومتراكمة ، ولن تزول بهذه البساطة ، لكونها تغلغلت في السلوكيات والواقع التعليمي ، سواء بسبب قلة الوعي أو قلة الإمكانات المتاحة ، ولهذا لا تحلم كثيراً ، وتقبل ودي وتقديري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button