رياضيٌ وأكاديميٌ وشاعرٌ يثبت لنفسه والآخرين أن الوقت عملة ثرية لا يمكن إضاعتها في ما لا طائل منه، فحرص عليه كل الحرص فتمرّس على كرة القدم ثم لعب كرة اليد ثم مارس ألعاب القوى وبات نجمًا بارزًا في الجمباز.
ولم يكتفِ بممارسة الرياضة فعلًا بل تخطاها ليدرسها أكاديميا فكان شخصية بارزة في الكثير من المؤسسات التعليمية والجامعية، فعمل معيدًا ثم أستاذًا جامعيًا متخصصًا، ولم يعترف بحدود الموهبة ليتجاوزها إلى موهبة أخرى في كتابة الشعر حتى أصدر منه دواوين عدة.
إنه ضيف هذا اللقاء مع صحيفة “مكة” الإلكترونية الدكتور عمر المروعي، الذي يكشف عن أسرار ومواقف شخصية لا زالت عالقة في ذاكرته وأحداث تاريخية يرويها في الحوار التالي:
1– في البدء نتعرف على ابن مكة المكرمة؟
د. عمر بن علي بن عمر المروعي معلم سابق في وزارة التعليم العام منذ 1392هـ، ومعيد بجامعة أم القرى بمكة المكرمة قسم التربية البدنية. منذ عام 1401هـ، ومحاضر في عام 1416هـ، وأستاذ مساعد (دكتور) في عام 1426هـ وتقاعدت في 01/07/14360هـ والحمد لله.
2– في أي حارة كانت نشأتكم ؟
حارتنا كانت نهاية حارة جرول خلف القشلة سابقاً وبداية حارة الطندباوي وجرهم وخزاعة وبالقرب من حارة الحفائر.
3– أين تلقيتم تعليمكم؟
درست المرحلة الابتدائية في المدرسة السعدية وكان مديرها المربي الفاضل الأستاذ الشيخ يحي أوان المرحوم بإذن الله تعالى، والمرحلة المتوسطة كانت في متوسطة أم القرى بجرول، ثم معهد المعلمين الثانوي وكان في حي الزاهر، ثم انتقل إلى مبنى الوزارة (كلية المعلمين فيما بعد) جوار جامعة أم القرى بحي العزيزية، ثم درجة البكالوريوس في التربية البدنية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة في عام 1400هـ، وبكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة الملك عبد العزيز بجدة في عام1411هـ بالانتساب، والماجستير في علم وظائف الأعضاء والتمرينات البدنية من جامعة نيومكسيكو بأمريكا في1409هـ، وماجستير ب42 ساعة نظام ساعات في علم الإحصاء والبحوث العلمية والتربوية من جامعة نيومكسيكو بأمريكا في عام 1409 هـ، ودرجة الدكتوراه في علم وظائف الأعضاء والجهد البدني وتصميم برامج اللياقة البدنية والصحة العامة في عام 1426هـ من جامعة جون موريس بليفربول ببريطانيا.
4 – ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة ؟
كلما بقي في الذاكرة جميل وأسمح لي أقول:
الـمُـرْ فــيـهـا حـالـي والحالي فـيها عـسل
وحيثما راحوا غوالي ونبقي حـبايب وأهل.
أضف إلى ذلك أن الحواري تميزت بعراقتها قديما وحديثا نوعا ما. وبرغم البساطة فقد كان السلوك الاجتماعي العام يشكل قاسم مشترك متناغم، وأسسه العرف والعادات والتقاليد المتعارف عليها والتي تكاد تكون هي المعايير لكل ما هو جميل ومقبول لدى الكل والجميع كأنهم أهل وإخوة وقرابة. والكبير أب للجميع وأبناء الحارة لديهم الاحترام، والتقدير، والشهامة، والرجولة النابعة من الأعماق بكل صدق وثقة عنوانها الكبير (طيبة القلب والاحترام المتبادل بين الجميع).
5- في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية ماذا كنتم تأملون حينها؟
في مرحلة الطفولة كنا في رياض الأطفال الشعبية.. (الكتاتيب) وكان كل همنا تعلم القراءة والكتابة بعد إتقان وإجادة القرآن الكريم بعدة قراءات مما غرس فينا التمكن اللغوي، والقدرة على الحفظ، وسعة الأفق إذا صح القول لبعض المفاهيم التي تتعلق بالأسرة والمجتمع وما إلى ذلك. وعندما بلغنا سن الدراسة الرسمية تمنينا أن نكون مثل فلان وفلان ممن سبقونا من أهلنا وممن حولنا. وكانت الرياضة المتنفس الرئيسي لنا وحبنا لها زاد بمحبة نادي الوحدة والتي ورثناها عن كبارنا في مكة المكرمة وترسخت حتى أصبحنا مدمنين هذا الحب مهما كانت الظروف.
6- تربية الأبناء في السابق بنيت على قواعد صلبة ومتينة.. ماهي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت؟
تربيتنا لا تختلف عن تربية الآخرين في الحارة حيث كان الاهتمام بما سبق ذكره من العادات والتقاليد، والالتزام بالقيم المثلى، والمحافظة على العبادات في مواعيدها، وساعد على ذلك أكثر أننا نشأنا في بيت علم ودين بجانب مشاركتنا في أعمال والدي الخاصة حيث أنه اشتهر بمهنة حلواني وصناعة أنواع الحلويات في ذلك الوقت وكان له العديد من المحلات والدكاكين في بعض أحياء مكة ومن بداية الصيف نتجه إلى الطائف. فكان الوقت مقسم بتوفيق من الله تعالى؛ للاهتمام بكل جانب كما يجب والحمد لله.
7- في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد المكية في تكوينها ما أبرزها؟
مع مرور الزمن وتأثير الكثير من العوامل السابق ذكرها لا غرابة أننا وصلنا لمرحلة الطفولة المتقدمة وازدادت درجة الاستيعاب لدينا للأمور ومعرفة المعايير والموازين كما يجب مما أثرى ما لدينا من مفاهيم وقيم سابقة كمعرفة الحقوق والواجبات بين الناس على مختلف المستويات.
8 – الأمثال الشعبية القديمة لها أثر بالغ في النفس.. ما هي الأمثال التي لازالت باقية في الذهن؟ ولماذا؟
والله الأمثال الشعبية كثيرة وبلا حدود وأقربها إلى نفسي (إرْدَبْ ماهو لك لا تحضر كيله تتغبر ذقنك وتتعب في شيله)، (عز نفسك تجدها)، (اللي ماله كبير يجبله كبير)، (الجار قبل الدار)، (اللي ماله خير في أهله ماله خير في الناس).
وكثير هناك من الأمثال النافعة واللاذعة وأثرها إيجابي.
9 – الحياة الوظيفية.. أين كان لشخصكم القدير أول بداياتها وآخرها؟
معلم سابق في وزارة التعليم العام منذ 1392، ومؤسس لعبة الجمباز بالمملكة منذ عام 1392/1393هـ بمدارس مكة ثم بنادي الوحدة، ثم بنادي حراء، ثم معيداً بجامعة أم القرى بمكة المكرمة قسم التربية البدنية منذ 1401هـ، ومحاضر في 1416هـ، وأستاذ مساعد في 1426هـ، ثم رئيسا لقسم التربية البدنية في جامعة أم القرى عام1433هـ، وتقاعدت في 1436هـ/07/01
ولي العديد من البحوث العلمية المنشورة في المجلات العلمية الأوروبية والأمريكية ومشاركات في مؤتمرات علمية متعددة في مجال تخصصي ولا مجال لذكرها هنا.
10 – شهر رمضان و شهر الحج من المواسم الدينية والاجتماعية المميزة حدثنا عنها؟
كانت مكة المكرمة ولا زالت حيويتها في شهر رمضان المبارك، وشهر الحج كما هي في السابق وأفضل بكثير وأكثر حركة؛ نظراً للجهود المبذولة ولله الحمد في عدة مسارات وأطر؛ للعناية بالمعتمرين والزوار للمشاعر المقدسة وفي مقدمتها الحرمين الشريفين بقيادة حكومتنا الرشيدة. وتميزت عن الماضي الجميل مهما كان بتعدد أسواقها وتطورها بوجود كافة الخدمات التي من شأنها توفير الراحة التامة، وعوامل الأمن والسلامة للجميع كما يجب.
ولا تزال نكهة الماضي وأريج السنين الجميلة يتردد من حين إلى آخر حيث أن الأفراد في العوائل بمختلف طبقاتهم يستعيدون بعض الذكريات الجميلة والأكلات الشعبية السعودية بأنواعها المتعددة.
11 – تغيرت أدوار العُمد في الوقت الحاضر وأصبحت محددة.. كيف كان دور العمدة في الحارة؟
لا زال هناك وميض يبشر بخير إن شاء الله تعالى بأن العمد لا زالت مكانتهم محفوظة كما في السابق لدى الجميع خاصة وأن الدولة وضعت لهم مراكز معروفة، ومكاتب في أنحاء مكة المكرمة وغيرها من المدن. وأصبح للعمدة مكان معروف ومواعيد يتواجد فيها. إضافة إلى استجابتهم وتعاونهم جميعا في حالة أي طارئ حيث أن العُمدة يمثل المسؤولين الذين وضعوا ثقتهم فيه وهو أهل لذلك. وكما هو متعارف عليه فهو كبير الحارة وهو المرجع فإذا لزم الأمر ولم يتمكن من إرضاء الأطراف ذات العلاقة فإنه يكون حلقة الوصل لولاة الأمر وهذا ما يجب على الجميع عمله وهو التعاون المشترك؛ لحفظ العلاقات في مسارها الصحيح.
12 – القامات الاجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها الحضور الملفت في الحارة ؟
هناك الكثير من الشخصيات والمسؤولين الكبار في كل حارة من الذين كان لهم دور كبير في المشاركة في كافة المجالات في الدولة. إضافة إلى الأشخاص المعروفين بحسن الخلق والأدب الاجتماعي والمعرفة الكاملة لكثير من الأشخاص المحيطين بهم ومن سكان كل حارة بالذات؛ مما يساعد على فهم حاجيات الآخرين. وتلك الفئة لا يسع المقام لذكرهم وهم كثر فهم قامات كنا ولا زلنا نجلهم ونحترمهم رحم الله ميتهم وأطال الله في أعمار الأحياء منهم الذين نرجو أن يبارك الله لهم في دنياهم وآخرتهم، ويكفي أن الله يعرفهم.
13- هل تتذكرون موقفا شخصيا مؤثرا حصل لكم ولا تنسونه؟
من المواقف التي لا أنساها وقد أبالغ إذا قلت أنها أصبحت شبه سلوك متواتر في إخوتي، ولعلني أكون معهم. وهو سلوك اكتسبناه من والدنا_ رحمه الله تعالى _ وهو حبه للناس وأن يكون دائما قادرا على استضافتهم في أي وقت من الأوقات ومهما كانت الظروف. وكان يشعر بالراحة النفسية بتواجد ضيف أو أكثر على مائدته مع عدم التدقيق في من يكون هذا الضيف. ودائماً يستدل بالحديث النبوي ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه”.
14– المدرسة، والمعلم، والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة.. هل تعرفونا على بعض منها؟
كنت في المدرسة السعدية الابتدائية وكان لدينا أساتذة أفاضل وفي الوقت نفسه أصحاب شخصيات قوية ولهم هيبة الوالد والعم والخال.
وكانوا حريصين على إكسابنا ما يستطيعون من العلم والأدب الجم. إضافة إلى الأجواء المدرسية باختلافها ففيها العسر واليسر، ولكن التحدي الشخصي الذي إما أن يكون موجودا فينا أصلا وإما أن يجد ما يحفزنا؛ لإيصال رغباتنا وقدراتنا إلى أساتذتنا أصحاب المستويات الرفيعة والعقليات الناضجة حتى نصبح جزءاً من منظومة معينة في الأنشطة المدرسية مثل: الإذاعة والمسرح والمشاركات الرياضية وغيرها من المناسبات التي نكون قد شاركنا فيها سابقا على مستوى الحارة حتى نتمكن من الوصول إلى منافسات أقوى على مستوى المنطقة أو المدينة على الأقل وهكذا. حيث كانت الجهود تبذل بتطوع شخصي من الطلبة وأولياء أمورهم وكذلك المدرسين مما يشجع الجميع على المنافسة من أجل الذات والمدرسة والمجتمع.
15– كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة مع الناس في كل مكان.. ماهي الوسائل المتوفرة لديكم في السابق؟ وما أثرها على أفراد المجتمع آنذاك؟
كانت وسائل الإعلام محدودة نوعا ما وتعتمد بشكل أساسي على الصحف اليومية، والمجلات، و الإذاعة، والتلفزيون إن وجد. كان لدينا المذياع في المنزل وكنا نستمع للإذاعة السعودية وغيرها من الإذاعات الممكن الوصول إليها، ثم بعد ذلك دخل التلفزيون. وكان المثقفون من أهل الحارة يقومون بتبادل الصحف والكتب والمجلات.
16 – تظل للأفراح وقفات جميلة لا تنسى في الحي.. ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة؟ وكيف كانت؟
كانت الأفراح تمتاز بأنها اجتماع للجيران والأحباب والأقارب. وكما هو متعارف فيكون فيها ممارسة للألعاب الشعبية (كالمزامير، والرقصات الشعبية، والطرب إن وجد). وأحيانا تكون الفرق من الزملاء والأصدقاء والجميع يحاول أن يشارك مع العريس وأهله في القيام بمستلزمات الفرح فيتعاون أبناء الحارة في المباشرة. وكانت الوجبة المفضلة للأفراح السليق، أوالزربيان، أو الأرز البخاري مع الطرمبة والسمبوسة إلى جانب الحلويات المعروفة من اللدو واللبنية ودجاج البر وما إلى ذلك. وكل أناس يقدمون ما يستطيعون تقديمه كما يليق.
17- الأحزان في الحياة سنة ماضية.. كيف كان لأهل الحي التخفيف من وقعها؟
كان التكاتف الاجتماعي عنوان هذه الصور الاجتماعية والتي لا تختلف عن بعضها في الأحياء الأخرى من حيث الاهتمام بكل ما يلزم أهل الميت.
18– الأحداث التاريخية الشهيرة في حياتكم والتي عايشتموها .. هل تتذكروها؟وما الأبرز من تفاصيلها؟
قضية فلسطين واهتمام المملكة العربية السعودية بها بشكل كبير، إضافة إلى وضع الجزائر _آنذاك _والتعاطف الشخصي مع أهلها والمكافحين فيها حتى نيلهم الاستقلال. كنا نفكر دائماً في هذه الظروف العابرة وما شابهها في العالم العربي والإسلامي، واقتحام الحرم في بداية عام 1400 وكل جيلنا يذكر غمّها.
19– ما هي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها حارتكم؟
الألعاب الشعبية في حاراتنا المشهور منها المزمار، والزومالات المشهورة وبالذات الوطنية منها والشعبية، والأهازيج المتنوعة، وغيرها من الألعاب الكَبَت، والكُبوش، والنيري، واللنقا، والشرعت، والغُمّيمة، وحرامي عسّه.
20– لو كان الفقر رجلا لقتلته مقولة عظيمة لسيدنا علي رضي الله عنه.. هل تروون بعضا من قصص الفقر المؤلمة؟
رضي الله عن علي بن أبي طالب ولا شك في هذه المقولة.. ولكن الحمد لله أن من نعم الله على الإنسان أن يبتليه بالسراء بعد الضراء. ونحمد الله أننا لم نعاني منتهى القسوة التي يتذمر منها الكثير، إضافة إلى القناعة الذاتية بأن الله عز وجل هو المقدر والمدبّر لما يحدث ومضت الحياة من حسن إلى أحسن ولله الحمد.
21– ماذا تودون قوله لسكان الحارة القديمة؟
أقول لسكان حارتنا القديمة ذكرى جيرتكم ومحبتكم وصداقتكم في القلوب موجودة. وللأحياء منهم أقول حفظكم الله وأمدكم بالصحة والعافية ومن رحل ندعو لهم بالمغرفة والرحمة.
22 – رسالة لأهالي الأحياء الجديدة.. وماذا يعجبكم الآن فيهم؟
لا يزال البعض لم يتأقلم في الأحياء الجديدة بسرعة وحينا في العوالي المنطقة التي أسكن فيها لازال التواصل موجود والبعض (معرفة أو جار قديم) وكثير الطيبة والمحبة عطر فواح واللي لا يريح ولا يرتاح.. والصبر طيب وزمان الصمت وربنا يقرب قلوب البشر لبعض ويصلح فسادها ويهدي لنا أنفسنا.
23– كيف تقضون أوقات فراغكم في الوقت الحالي؟
وقتي كله مع الأسرة والأحفاد وخروجي قليل جدا فقط للصلاة؛ والعودة، وألعب على الدراجة لدقائق فقط وباقي الوقت أتابع كل جديد في قانون كرة القدم.
24– لو عادت بكم الأيام ماذا تتمنون؟
الأيام لا تعود لكن تبقي الذكري الطيبة والحمد لله لا يوجد شيء تمنيته لم يتحقق لكن طموح الإنسان كبير ولا يتوقف عن تحقيق ما لم يتحقق.
25– بصراحة.. ما الذي يبكيكم في الوقت الحاضر؟
أتأثر بأي شيء يمس المشاعر والسلوك الإنساني، وأكره الانفعالات غير المبررة أبدا. وأرجو من خلال صحيفتكم أن أوصل رسالة اجتماعية لكل قائد مركبة في بلدنا الحبيبة أن يضع أمام عينيه أن الآخرين في الشارع مشاة أو ركاباً هم بشر مثله وقد يكون بعضهم من أهله وهو لا يعلم. وأطالبهم بالتريث والرفق وتذكر عبارة ” أن الطريق للجميع ” حتى تقل الحوادث المأساوية كفانا الله وإياكم الشر.
26- ماذا تحملون من طرف جميلة في دواخلكم؟
الطرف كثيرة ومنها على سبيل المثال أن أحد اللاعبين في الجمباز كان معي هو وزملاؤه في مشاركة في البرتغال تقريبا عام 1399هـ وحضرنا بطولة محلية وبعد خروجنا إلى الشارع وكان معي جميع الأبناء المشاركين وقد فضلنا أن نسير على الأقدام؛ للاستمتاع بالجو الجميل فظهر لنا كلب ضخم جدا _ أعزكم الله _ فذعر بعض اللاعبين الصغار في السن من المشهد وما كان من أصغرهم في السن آنذاك إلا أن لجأ نحوي ويتعلق في وهو يصيح: “عضه عضه يا أستاذ عمر”.
27– لمن تقولون لن ننساكم؟ ولمن تقولون ما كان العشم منكم؟
الوالد والوالدة_ رحمهما الله_ وكل أمواتنا من الأقارب والجيران والأصدقاء أدعو لهم بالرحمة والعفو والغفران وأن يرحمنا الله إذا لحقناهم.
وأقول ماكان العشم منكم لكل عزيز وغالي ولنفسي منهم. وما بين المحبين ملامة وعتب.
28- دكتور عمر كان لكم تجارب رياضية سابقة كيف تصفونها؟
لاعب كرة قدم بنادي الوحدة الرياضي لمرحلة الأشبال والشباب والدرجة الأولى منذ عام 1384هـ-1392، ولاعب أساسي في أول فريق كرة يد بنادي الوحدة والذي حقق أول بطولة لكرة اليد على مستوى المنطقة الغربية 1392هـ، ولاعب أساسي بفريق ألعاب القوى بنادي الوحدة منذ عام 1389هـ – 1392هـ.
وشاركت في جميع المنافسات الرياضية في مدارس مكة المكرمة منذ عام 1384هـ – 1392هـ، قدمت العديد من العروض للعبة الجمباز في العديد من مدن المملكة؛ بغرض نشر اللعبة منذ عام 1392هـ، مؤسس لعبة الجمباز بالمملكة منذ عام 1392هـ بمدارس مكة ثم بنادي الوحدة عام 1393هـ، ثم بنادي حراء عام1411هـ، وعضو اللجنة الفنية لاتحاد الجمباز منذ عام 1410هـ – 1419، مدربا للجمباز بجامعة أم القرى 1400هـ – 1402هـ /1410هـ – 1419ه/1426-1437هـ، قدت منتخب المملكة للجمباز في البطولات العربية والدولية منذ عام 1400هـ -1419هـ، أستاذا ومدربا للعديد من المدربين الوطنيين في مختلف الألعاب من خلال دورات التدريب بمعهد إعداد القادة بالرياض، وعملت أستاذا ومدربا للعديد من المدربين الوطنيين والحكام في لعبة الجمباز، ومدربا للمنتخب الوطني ومنتخبات المملكة داخليا وخارجيا منذ عام 1399هـ، وحصلت على دورات عديدة في مجال التدريب الرياضي داخليا وخارجيا منذ عام 1392هـ.
29 – التسامح والعفو من الصفات الإنسانية الراقية.. تقولون لمن سامحونا؟ وتقولون لمن سامحناكم؟
أقولها لكل من يظن أنني أخطأت في حقه يوماً بغير قصد؛ لأني لا أتعمد ذلك. وللآخرين “اللهم اعف عمن ظلمني”.
30- وماذا عن الاهتمامات الشعرية لديكم؟
بدأت حب الشعر والخوض فيه منذ طفولتي، فوالديّ رحمهما الله كانا محبين للشعر، والأمثال الشعبية. وكان لدي محاولات منوعة وكنت أخجل من إظهارها في البدايات ولكني بعد حين وجدت كامل التشجيع والاستحسان حتى أصبحت مدمناً على قراءة الشعر وكتابته. ولدي المئات من القصائد التي لم تر النور بعد رغم أنني ألقيت بعض أعمالي في العديد من المناسبات الوطنية والأعياد في مناطق متعددة في داخل المملكة وخارجها.
ولي أغنية وطنية في اليوم الوطني تذاع سنوياً في اليوم الوطني على الإذاعة السعودية بعنوان “قلعة الأمجاد”، وقدمت أوبريت لمنطقة الكامل منذ عدة سنوات وتم إلغاؤه تضامنا مع الشعب السوري في أزمته آنذاك. وشاركت في احتفالات اليوم الوطني في منطقة الكامل عام 1436هـ مشاركة شرفية بقصيدة عنوانها “يومنا الوطني، وشاركت في أمسية شعرية في العاصمة لندن بطلب من المكتب السعودي الثقافي عام 1422هـ بمشاركة بعض الزملاء المبتعثين في بريطانيا آنذاك، ولدي الكثير من الأعمال الفنية والوطنية والشعبية التي أسعى لتقديمها في الفترات القادمة بإذن الله تعالى.
31- نود أن نطلع القراء على بعض إنتاجاتكم الشعرية دكتور عمر؟
حتى الآن أصدرت أربعة دواوين شعرية، وأنا بصدد إصدار العديد من الأعمال الوطنية والدينية في الفترة القادمة بإذن الله تعالى. والدواوين الحالية هي:
1- ديوان توتم عمري.
2- ديوان كلام مسبوك.
3- ديوان بحور الأماني.
4- ديوان فيض المشاعر.
وهي موجودة في منصة الأدباء والشعراء في فلامنغو مول في جدة.
32– كلمة أخيرة في ختام لقاء ابن مكة د. عمر المروعي؟
أشكرك يا أستاذ عبدالرحمن شكراً جزيلاً على إعداد هذه الأسئلة الرائعة والمبنية على أساس تسلسلي جميل وشموليتها الممتعة. فكل الشكر لك ولصحيفة مكة الإلكترونية. وكل عام وأنتم بخير وسلامة.