كلنا نعلم أن المملكة العربية السعودية بما تمتلك من قدرات ونجاحات على الساحة الداخلية والإقليمية والعربية والعالمية ، لن ترضي الأعداء الذين يتربصون بها ويحاولون جاهدين بكل ما أوتوا من تقنيات احترافية يسخرونها لاختراق المنظومات الأمنية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، من خلال تأسيس شبكات آثمة ، وظالمة لاختراق هذه المنظومات من الخارج ، وربما من بني جلدتنا ، من المرتزقة ، وممن لبلادنا عليهم الفضل، بدون منّة لمساعدتهم ماديا ومعنويا، إلا أن خبث نواياهم ، ونكرانهم ، يجعلهم يشنّون حربا الكرتونية بعدة صور ، أما ببث الشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي ، رغم التصدي لها بالتعاون مع هيئة مكافحة الشائعات ، أو من خلال نشر تطبيقات غير رسمية ولا مرخصة ، أو نشر رسائل مكتوبة ، أو مسجلة ، همها الأول والأخير ابتزاز المواطنين وحتى المقيمين ، بهدف تحويل أموال لتلك الجهات المشبوهة ، عن طريق التحويل من الحسابات الشخصية البنكية ، بعد إيقاع واصطياد الشخص المستهدف ، وطلبهم منه تقديم معلومات شخصية ومعلومات عن بطاقات الصراف والفيزا من خلال إقناعه بضرورة التجديد ، أو التفعيل ، أو التأكد من صلاحيتها ، وإرشاده بتتبع خطوات المتابعة ، لتنفيذ عملية النصب ، ليتفاجأ بأنه تم السحب من رصيده دون علمه ، ورغم التحذيرات من الجهات الأمنية والشبكات الهاتفية المشغلة لأجهزة الجوال وغيرها ، إلا أنه لايزال هناك مواطنون يقعون فريسة هذا النصب والاحتيال ، إذ لم يتأكدوا ويراجعوا الجهات ذات العلاقة ليأخذوا المعلومة من الجهات الرسمية، وليس الوهمية ، ولقد نشطت هذه الروابط والتطبيقات خلال الأشهر الماضية بعد ظهور فيروس كورونا ، وانهيار الاقتصاد العالمي ، أصبحوا يتفننون في كيفية استلاب الأموال بدون وجه حق ، ومن بين تلك التطبيقات ، التطبيق الذي يحمل اسم ” فُرجت ” على متجر قوقل الذي تتم إدارته من خارج المملكة ، لعلمهم بأن الشعب السعودي في هذا الشهر الكريم يقدم معونة للسجناء المعسرين ، ويسدد ما عليهم من ديون وفقا للضوابط المنظمة .
وبعد ترصد هذا التطبيق من قبل الأمن العام السعودي ، وباحترافية معهودة من قبل الجهة المختصة ، الممثلة في المديرية العامة للسجون ، التي نشرت على إثر ذلك بيانا عبر التلفاز ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ، بتعاون المركز الإعلامي بوزارة الداخلية ، حذرت فيه المواطنين ، والمقيمين ، من التعامل مع هذا التطبيق وغيره ، مبينة أنه لا يوجد أي تطبيق رسمي لبرنامج تسديد ديون المحكومين ، وأن ” أبشر ” هو الطريق الوحيد للمساهمة في خدمة ” فُرجت ” وفقا للخطوات المتبعة للتحويل ، من حساب الشخص لحساب هذه الخدمة في البنوك المعتمدة ، الذي يعمل في إطار لجان رسمية ، في كل منطقة ، تحت إشراف ومتابعة أمير المنطقة ، والمسؤولين في السجون ، واعتبار هذا التطبيق الخارجي لا يحمل الصفة الرسمية ، حيث تشرف عليه جهات خارجية مشبوهة ، غير مصرح لها من قبل المملكة العربية السعودية ، إذ لم يتم الترخيص لأي تطبيق يختص بخدمة ” فُرجت ” فيما أكدت المديرية أنها اتخذت كافة الإجراءات القانونية والنظامية لحذف هذا التطبيق من المتجر ومنع مؤسسيه من إصداره مرة أخرى ، فيما دعت الراغبين بالتبرع لمستفيدي خدمة ” فُرجت ” التي تشرف عليها المديرية العامة للسجون ، من خلال منصة ” أبشر ” فقط ، التي تستقبل هذه التبرعات باعتبارها مبادرة خير تصرف لمستحقيها بطريقة آمنة عن طريق هذه الخدمة ، التي تتيح سداد ديون المحكومين في القضايا المالية ، وفق الشروط التي تنظم عملية السداد ، وتعطي المحكوم فرصة قضاء العيد مع أسرته ، وللعلم فقد بلغ ما جادت به نفوس الخيّرين أمثالكم حتى 22 من أيام العشر اكثر من 32 مليون ريالاً استفاد منها 556 مستفيداً من خدمة ” أبشر ” فاغتنموا بقية الأيام المباركات ، وسارعوا ، فهناك من ينتظر الإطلاق ، مجرد التسديد ، وأجركم على الله ، في شهر سننتظر عودته بعد عام.
لاحظت من خلال متابعتي اليومية لجهود المركز الإعلامي بوزارة الداخلية ، وسناب الوزارة ، باعتبار هذا المركز والسناب جهات موثوق بها ، وبما تنشر من معلومات .
نشاطاً نوعياً أثلج صدري تلك التقارير اليومية الموثقة ، بالصورة ، والكلمة ، والصوت لجهود رجال الأمن في جميع مناطق ومحافظات ومدن المملكة ، بسبب جائحة ” فيروس كورونا ” وما يصدر من تفصيلات عن المصابين ، وتحديد أعدادهم ، ومواقعهم ، وحالاتهم ، عن طريق المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور / محمد العبد العال ، أو بيانات أمنية يقدمها سعادة المقدم طلال الشلهوب ، مدير الإدارة العامة للشؤون الإعلامية في وزارة الداخلية ، المتحدث الرسمي للوزارة ، أثناء المؤتمرات الصحفية يومياً ، بخصوص ما يتعلق بتنظيم أوقات منع التجول ، وإرشاد المواطنين لجميع التطبيقات . وتزويدهم بالأرقام الهامّة للتواصل في حالة الضرورة للتنقل مثلاً ، ورأينا كيف يبقى رجال الأمن في الميدان يفطرون وقت أذان المغرب ، في الشهر الكريم ، في الطرقات ، والشوارع ، والميادين ويؤدون الصلاة بالتناوب ، ويتحملون تقلبات الأجواء ، وهم يتابعون ، ويرشدون ، ويطبقون النظام على من يخالف التعليمات ، ويقومون بتسجيل الغرامات التي نص عليها النظام ، في سبيل راحتهم والتطبيق لأوقات السماح بالتسوق للضرورة ، اوالعودة للمنازل والبقاء في البيت والحقيقة أنه جهد غير عادي بل ويضرب به المثل عالميا إذ أصبحت بلادنا من خلال اختبار تعاملها ، وإدارتها لهذه الأزمة ، غير المسبوقة على الكرة الأرضية ، فهي نموذجاً للدولة ، التي ترعى مصالح مواطنيها ، في الداخل والخارج ، وتبذل المال من أجل صحتهم ، وسلامتهم ، بعكس الدول التي رأت ضرورة الالتفات للاقتصاد ، والمحافظة عليه لأهم من سلامة مواطنيها ، ورأينا كيف تعامل الدول المتقدمة ، عندما عجزت عن تأمين ” كمّامات ” وهي الأرخص سعرا مما جعلها تستوردها من دول أقل منها مالا وتقنية وأقوى اقتصادا .
تلويحة وداع :
عندما تحصل على موافقة بالتنقل ، سواء داخل المدن أو بين المناطق ، فهذا لا يعني أنك تتخذه سبيلا للتجول في أوقات المنع ، بل يحملك مسؤولية اختراق النظام ، ويعرضك لغرامة مالية ، وفق ما نصت عليه آخر التعليمات ، للحد من العبث بروحك ، وأرواح الآخرين ، فكن حذراً ، فهو قرارك فالزم دارك يزيد مقدارك .