رَحِمَ الله أستاذي الحبيب الدكتور عاصم حمدان وغفر له.
لا زلتُ أذكر سَمْتَهُ أول ما آبَ إلى الوطن بعد ظَفَره بدرجة الدّكتوراه عام 1406هـ. تلمذتُ له في مادة “الأدب في العصر المملوكي” عام 1407هـ واتصلتْ أسبابي به؛ في رحلة طويلة في الزمان؛ وكنتُ أجد فيما يكتبه عن أصدقائه وأحبّائه ضربًا من الوفاء النادر؛ يكتب عنهم في حياتهم؛ ويبكيهم بعد وفاتهم. كتب كثيرًا عن أشياخه وأصدقائه وأحبائه؛ وكان – رحمه الله – البقية الباقية من المولَّهين بالأمكنة. كان يكتب عن الأمكنة وكأنها كائنات حيّة من لحم ودم. كتب كثيرًا من الفصول والمقالات والكتب؛ هي لو تدبّرناها سيرةٌ للأماكن التي أحبّها؛ ثم افتقدها وآثَرَ أن يستردَّها – مرّةً أخرى – فوقف على أطلالها وبكاها؛ فإذا بنا نبكي لبكائه ونأسى له.
كتبتُ عن أستاذي الدكتور عاصم حمدان كثيرًا؛ كنتُ أُحِبُّ في الفصول التي أنشأها تلك الذّاكرة التي تعيد إنشاء التّاريخ وترميمه. كان أديبًا بيانيًّا موهوبًا؛ وكان خطيبًا مؤثِّرًا؛ يتأثَّر الموضوع الّذي يقصد إليه فيما كتب وخطب؛ وتُحِسُّ أنَّ كلماته تمتزج بدمه وروحه؛ وربّما تَهَدَّجَ وبكى في أثناء حديثه؛ من شدّة التّأثُّر.
كان عاصم حمدان أديبًا منشئًا؛ وكان باحثًا مقتدرًا؛ ونستطيع أن نُنْزِل مؤلَّفاته التي صنَّفها في تاريخ الأدب والدّراسات المقارنة منزلةً سنيّةً؛ ولقد قلتُ – من قبلُ – إنّ كُتُبه في هذين الحقلين من الدراسات الأدبيّة نافعة جدًّا؛ ومفيدةٌ جدًّا؛ وكنتُ أجد أنَّ أسلوبه في البحث والتنقيب هو أسلوب الباحثين الكبار؛ من العرب والمستشرقين؛ ولا غرابة في ذلك وقد تلمذ للمستعرب الكبير كليفورد إدموند بوزورث في جامعة مانشستر؛ والعلّامة الفلسطينيّ البروفيسور وليد عرفات في جامعة لانكستر.
كان الدّكتور عاصم حمدان أستاذًا كبيرًا وباحثًا جليلًا؛ ولا شكَّ أنَّ كُتُبه – تلك التي وضعها في تاريخ الثّقافة والأدب والفكر في المدينة النبويّة المنوَّرة والدّراسات المقارنة؛ وبحوثه في أدب الرُّوَّاد وثقافتهم – سيقدرها طلّاب المعرفة حقَّ قدرها؛ وسيُدْرك القُرَّاء والباحثون قيمة تراثه الّذي امتاز بالأصالة والجِدَّة وبُعْد الغَوْر؛ أمَّا قرّاء أدبه – وبخاصّةٍ كُتُبه في سِيرة الأماكن التي أَحَبَّها – فسيعرفون أنَّهم إنّما يقرأون أدبًا يُمْتع الذَّوق ويُرضي العقل ويُشبع الرُّوح؛ وذلك بعض ما منحتني كُتُبُه ومقالاته؛ في رحلتي الطويلة معه ومعها.
رحم الله أستاذي الحبيب وغفر له.
23 من شهر رمضان المبارك 1441هـ
3
جزاك اللّه خيرا ?
يا سيد حسين .. سلمت يمينك ✍️
ورحم الله فقيدنا الدكتور عاصم حمدان، وأسكنه فسيح جناته، وأحسن عزاءنا فيه، فقد فقدنا عالما باحثا أديبا، رمزا للجلد والمثابرة والإبداع.
أحسنت أخي حسين فيما كتبت عن فقيد العلم، والأدب، والثقافة الدكتور عاصم حمدان
ومهما كتبنا عنه في شتى مواهبه الإنسانية، أو العلمية، أو المجتمعية فلن نفيه حقه!
رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته
وجزاه الله خيرًا على كل ما قال وكتب!
عرفتك صامت اللسان لكن كل ما فيك يتلألأ لحصد المزيد من رواد تتلمذنا على ايديهم.. وتنبأ لكم كل من عرفكم عن قرب _ ولي الشرف ان كنت منهم _ ان يكون لك كلمة ورؤية ومنهج يختلف بسماته وخصائصه عن غيره ..وبدون ان اقرأ اسم الكاتب اعرفكم من بين الف قلم باسلوبك وخصائصك ومنهجك و سردك و معانيك
اشتقت لأيام جمعتنا سويا في جامعة الملك عبدالعزيز ..ولو عادت لاخترت ان اكون تلميذكم
أحمد بن أحمد شريف الرفاعي