شقشقات رمضانية
– أقصد الكتابة ياصديقي، فاعذرني على الخطأ المطبعي !
فأنت تكتب بشكل يومي، بينما أكتب بشكل أسبوعي وأحيانا كل أسبوعين، ولربما في الشهر مرة !
– لكني أكتب بمقابل مادّي، بخلافك أنت، إذْ تكتب لذات الكتابة.
– وما فائدتي من (ذات الكتابة) ؟!، المقابل المادي هو المهم والأهمّ، ويطرد عنك كل همّ !
– بالعكس فالكتابة قد تطرد عنك (الكآبة) في كثير من الأحيان.
– بل قد تجلبها في أحايين أكثر من تلك التي تقول عنها أنها (كثير) !
– لكن أنت يتابعك الكثير من القرّاء، من خلال قراءتي للمؤشرات في وسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع التي تنشر فيها، وهذا هو الرصيد الحقيقي.
– نعم صحيح، لكنه ليس بمثل أهمية (الرصيد البنكي) الذي تحصل عليه ! ، كما أن معظمهم مجرّد (غثاء)، تبدو السلبية في متابعاتهم، أكثر من الإيجابية في قراءاتهم !
– أأنت من يقول هذا، بعد رحلتك مع القلم التي تمتد زهاء أربعين عاما ؟!
– هذا هو الواقع المؤلم ياصديقي، فحساب (غِرّ)صغير في (سناب شات) أو (توكتوك) أو (يوتيوب)، يفوق متابعوه متابعي أكبر أرباب “الكآبة”، أقصد “الكتابة”، طيلة سنوات كتابتهم كلها، فكيف بكاتب مغمور مثلي ؟!
– لكن كل “مشهد” طال أم قصُر يقف خلفه كاتب “ما” في مكان “ما” في زمن “ما”، ولا أقصد فقط كتابة المقال أو الآراء الثقافية أو الاجتماعية، ليس فقط الشعر والنثر والقصة..
– وكيف ذاك ؟
– كل مايصل إلينا، ونشاهده أو نقرأه، هو عبارة عن قصّة، وهذه القصة تُصاغ إما في شكل قصيدة، أوخاطرة، أو رواية، أو مسرحية، أو مسلسل، أو فيلم… ، هل تتفق معي في هذا ؟
– نعم أتفق معك تماما..
– إذن هو “نص”ّ خلفه كاتب، وما عرضه عن طريق ماسبق: (قصيدة، قصة، مسرحية) إلا مجرد وسيلة حسب طول وقِصر “النص”، وحسب رؤية المخرِج في إيصاله إلينا، أو المنتِج الذي يبحث عن “مخرِج” و “مخرَج” لإيصاله إلينا !
– ولاتنس أيضا: حسب عدد وأهمية ونوعية الشرائح، من المجتمع الذي يريد “المنتِج” إيصال “المنتَج” إليهم..
– نعم أحسنت..
– إذن هل نصل إلى أن (الكتابة) تطرد (الكآبة) أم تجلبها ؟!
– حتى الآن: لاأعلم حقيقة الأمر ياصديقي….
وانتهت مساحة هذا المقال ولم ينته حوار الصديقين، ولعل للموضوع بقية من خلال تفاعل القرّاء الإيجابيين حول ذلك.
اذا كانت الكتابة من اجل الكتابة فنعما هي
اما حين تكون الكتابة من اجل الرصيد سواء المالي او المتابعين فحتما ستسبب لنا الكآبة
الكئيب كئيب من نفسه.
ولا علاقة بالكتابه بها
رائع
بالتأكيد هي تطرد الكآبة لمن يهواها ويحبها
ومن يتخذها مصدر رزق او عطاء بلا مقابل
كلاهما سيان
كلاهما جميلان وكلاهما فيهم خيرهم وثوابهم ومقاصدهم
والاعمال بالنيات
وقد يكون جائزتها البعد عن الكآبه
الحمدلله رب العالمين