مقالات بدأت تظهر في الآونة الأخيرة، ومنذ ظهور جائحة كورونا تشكك بالعمل الخيري في بلادنا وللأسف بعضهم من أشخاص من بني جلدتنا، ومحسوبون على أمانة الكلمة !! .. ومنها ما ظهر باتهام الجمعيات الخيرية بدعم المقيمين دون المواطنين .. !! وافتراءات غريبة بأن عدم دعمهم لأنه لديهم كنب!! منطق غريب جدًّا ناتج عن جهل تام بأعمال الجمعيات الخيرية،
مع احترامي للكاتب وللقراء الكرام فالجمعيات الخيرية في المملكة لها أنظمتها وقواعدها والإشراف الدقيق من (وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية) فجميع المعونات هي للسعوديين والسعوديات سواء في دعم الأسر المحتاجة، والكفالات، وفي دور رعاية المسنين، وفي دور ذوي الاحتياجات الخاصة، ودور الأيتام، ولذوي الظروف الخاصة ولا يوجد دعم مطلقًا للمقيمين !!! .. وربما في الأزمات مثل جائحة كورونا الآن يعطى فيه للمقيمين بأمر الدولة لأن هذه الدولة هي دولة الإنسانية التي لا تفرق بين مواطن ومقيم ومخالف الإقامة، ولكن تبدو العنصرية البغيضة في نبرة البعض للأسف، وحنق على المقيمين الذين شاءت أقدار الله إقامتهم لدينا وأكثرهم يقدم خدمات نفعية للمجتمع .. مع أن رسولنا الكريم يقول: “دعوها فإنها منتنة “..
كما ظهرت فيديوهات مختلفة، ومنها ما ظهر من بعض مشاهير الغفلة والمتزلفين وادعاء المعرفة .. عن عدم دعم الجمعيات لإخراج السجناء كما يفعل الأفراد..وهذا الفيديو به الكثير من المغالطات .. ناتجة عن جهل المتحدث:
١- يقول إن الجمعيات لم تدفع لفك المسجونين .. وردي عليه: لأن الجمعيات ترتبط بأهدافها ولا يمكن لأي جمعية ليست من خططها الاستراتيجية القيام بذلك.. إلا إذا كانت جمعية متخصصة في ذلك.
٢- بالنسبة للزكاة تخرج حسب شرط المزكي تمامًا، وإن كانت جمعية واحدة لها ربما ظروفها .. في تقديم الأموال للزكاة دون الأشياء العينية لا يعني التعميم على جميع الجمعيات، ولا يعني فسادها !! .. وحتى لو افترضنا وجود أي سلبية في جمعية ما .. فهل من الإنصاف التعميم على جميع الجمعيات !!؟؟ فهل إذا كانت هناك مدرسة سيئة نقول جميع المدارس سيئة ولا تعلم الطلاب مثلًا ؟؟!!
٣- الكذب بأن الجمعيات لا تستلم تبرعات عينية فهل ذهب لأي جمعيات وشاهد ذلك أم لتجربة مخصصة عمم رأيه على جميع الجمعيات، وهذا قمة الافتراء !! فالمستودعات تحوي ما يورد من المتبرعين ويوجه حسب حاجة المستفيدين.
٤- إذا حصل الموظف على مكافأة لتنمية الموارد المالية للجمعية فذلك لتشجيعه على المثابرة وإحضار المتبرعين ..فليس من السهل إحضار المتبرعين.. إلا بعد عشرات الاتصالات والزيارات، وهذا لجهده وعمله خاصة وأن رواتبهم أقل من رواتب موظفي القطاع الحكومي.
٥- كل اتهام للجمعيات الخيرية هو اتهام (لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية) بعدم وجود رقابة وهذا يعرض الشخص للملاحقة القانونية من الوزارة؛ لأن الوزارة تمتلك مشرفين ومتابعين وأنظمة حوكمة دقيقة جدًّا وتتبع إجراءات السلامة المالية، كما أن مؤسسة النقد العربي السعودي تراقب إيرادات ومصروفات الجمعيات الخيرية في البنوك حتى أن السعودية أصبحت عضوًا في جمعية FATF للسلامة المالية العالمية.
لذا فإن نشر مثل هذه الأراجيف في نظري تهدف إلى ضرب العمل الخيري في بلادنا، وبعضها من عملاء من خارج البلاد يريدون منع الخير عن الفقراء، وبالتالي حدوث ثورة الجياع لا قدر الله ..
والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: “قل الخير وإلا فاصمت”؛
لذا فإن كل شخص ينشر مثل الأراجيف أ و إعادة نشرها أيضًا ستطاله الملاحقة القانونية من الوزارة، كما أشار في ذلك مجلس الجمعيات الأهلية، والله الهادي سواء السبيل.
عضو مجلس إدارة جمعية أم القرى الخيرية:
حقيقة.. ثقتنا في جمعياتنا الخيرية عالية جداً، لا سيما بعد أعادت وزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية أعادت تأهيل الجمعيات وتصنيفها، بل وحظر التعامل مع غيرها من الجمعيات الخيرية المعتمدة، وهنا وجب الإشادة بدور الجمعيات الخيرية في المملكة وتنافسها في دعم كل دروب العطاء المبنية على أهداف وأستراتيجياتها، ومن الطبيعي تحديد مسارات الجمعيات حتى لا نقع في إزدواجية العطاء بما يعني بالتأكيد شمول أكبر فئات من المجتمع، في مقالك سعادة الكاتبة إشارة واضحة إلى (جربعة) بعض الأقلام التي فيما سطرته إتهام واضح بقصور بل وإقلال من دور وعزيمة القائمين على الجمعيات الخيرية والداعمين لها من أهل الخير والعطاء، وقد أبانت الأزمة التي تجتاح البلاد متانة وعظم دور الجمعيات الخيرية ومن حولها من أبناء وبنات الوطن الذين تنافسوا بالتطوع في جميع الجمعيات لمزيد من العطاء العظيم في الشهر الفضيل، بوركت كل بد تخدم المهنة والوطن في ظل المبادرات التنافسية المتتابعة تحت إشراف الوزارة أو مقام إمارات المناطق بل وأصحاب السمو الامراء المعنيين بها، تحت رعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهم الله وسدد على دروب الخير خطاهم، جاز لكم منسوبو الجمعيات الخيرية في المملكة أن تتفاخروا بدوركم وتنافسيتكم في طرق ابواب النعوزين والأسر المنتجة، بما يحفظ كرامتهم عن السؤال، الحديث يطول في سرد جهودكم الخيرية اختتمه بطيب الدعاء لكل يد تزرع الخير ليحصده الوطن كافة بلا إنحيازية للون أو فئة، وفقكم الله وفي ذلك فليتنافس المتنافسون،،
االله عليك يا استاذة كل كتاباتك معتدلة ونابعة عن فكر عالي وثقافة ممتازة