اللواء عبدالله سالم المالكي

شهادة حق

طيلة حياتي التي شارفت على الستين عامًا، ونحن نعيش في أمن وأمان ورغد عيش واستقرار قَلّ أن تجد لها مثيل في دول العالم الثالث الذي نعتبر جزءًا منه، ومع ذلك نافسنا في هذا العهد الزاهر الدول العظمى في جميع مناحي الحياة.

هنا لا أتحدث عن نفسي، ولكنني أتحدث عن شعب عظيم في دولة عظمى استطاع أن يشق طريقه في الحياة بكل همة أملًا في الوصول إلى القمة، وسيتحقق له ذلك بإذن الله.

درسنا المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، والتحقنا بالتعليم الجامعي كل ذلك بالمجان، وزيادة على ذلك كانت تأتينا وجبات مدرسية وملابس رياضية ومكافآت تشجيعية.

وعندما ازدهرت الدولة، وزاد النمو الاقتصادي في فترة من فترات الحكم السعودي تضاعفت رواتب الموظفين 100% دون مطالبة أو ضغوط من أحد.

ولم تغفل الدولة طوال المئة وعشرين عامًا خلت عن المواطن السعودي، وتلمس احتياجاته فتارة يوجه الملك بصرف راتب أو راتبين، وتارة أخرى يوجه بإعفاءات من قروض مستحقة للدولة.

وكثيرًا مايتم دعم صندوق الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية بالمليارات؛ للتخفيف على المواطن وتيسير سبل الراحة الكريمة له.

حتى عندما تمر الدولة بأزمات تتجنب التأثير على المواطن، وإن حدث ذلك فإنه يكون لفترة مؤقتة وبأقل مايمكن من إجراءات.

إبان عاصفة الصحراء وعاصفة الحزم ومبادرة إعادة الأمل للشعب اليمني، ورغم التبعات المالية التي أنفقتها الدولة كان المواطن يتفيأ ظلال هذا الخير العميم، ولم يحدث نقص في المواد الغذائية أو المستلزمات الصحية أو حتى الكماليات.

كما أن الدولة لم تتأخر عن تلبية نداء الاستغاثة ومد يد العون لأي دولة شقيقة أو صديقة، ليس من أجل الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية فقط، ولكن لتحقيق مافيه مصلحة المواطن السعودي الذي يحظى نتيجة لذلك بسمعة طيبة خارج وطنه لدى مختلف الشعوب.

جائحة كورونا العالمية وبقدر الأضرار التي عمّت العالم ونالت الاقتصاد وتجاوزته إلى جوانب متعددة من الحياة، لم تؤثر على المواطن أو المقيم في المملكة العربية السعودية بمافي ذلك المخالف لنظام الإقامة بل إن الدولة اهتمت بعلاجهم مجانًا؛ حتى إن بعض سفراء الدول الأجنبية نصحوا رعاياهم بالبقاء في المملكة حتى انتهاء الجائحة نتيجة ما لمسوه من اهتمام بالصحة العامة، وتوفير الغذاء والدواء للمواطن والمقيم.

وسفاراتنا بالخارج لم تألوا جهدًا بالاهتمام بالرعايا السعوديين في جميع دول العالم، وسهلت عودتهم إلى أهلهم وذويهم حتى تنتهي هذه الجائحة العالمية.

والجميع يعلم أن الإجراءات الوقائية؛ للحد من انتشار الجائحة لدينا فاقت الكثير من الإجراءات التي اتخذتها دول عظمى، واتضح ذلك جليًّا في الأرقام المعلنة لعدد المصابين والمتعافين يوميًّا.

ومع كل ما أشرت إليه يتضح أن القرارات التي أعلنت عنها وزارة المالية للحفاظ على التوازن الاقتصادي لا تساوي سوى شيء يسير مقابل ما قدمته الدولة للمواطن طوال أكثر من عشرة عقود، ويكفينا ما نتمتع به من أمن في الأوطان وصحة في الأبدان.

ذلك غيضٌ من فيض مما قدمته، وتقدمه المملكة العربية السعودية لشعبها وضيوفها، وزائريها وجيرانها وأصدقائها طوال عقود مضت، ولا زالت مستمرة في التضحية والعطاء.

لذا وجب علينا أن نحمد الله، ونشكره على ما وهبنا الله من خيرات كثيرة في ظل قيادة حكيمة وحكومة حازمة في وطن عظيم يكفينا شرفًا أن فيه قبلة المسلمين ومسجد رسول رب العالمين، ونقف مع دولتنا الشامخة فيما اتخذته من إجراءات ضرورية سيعود نفعها علينا في القريب العاجل بإذن الله.

وقفة:
ياوطنا في محبتك تفداك النفوس
نبذل الغالي لمجدك ولا غيرك وطن

ما نفكر في غلاء المعيشة والفلوس
انت راع الأولة دوم من ماضي الزمن

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button