في صلاة ختم فيها المصلون كتاب الله الكريم في هذا الموسم الرمضاني المبارك وبإمامة فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس في المسجد المكي الشريف وسط أعداد محدودة أكرمها الله بالحضور في ظل هذا الظرف الصحي الاستثنائي. يكون الزمن أسدل ستاره وعلى عجل كالعادة على تفاصيل هذا الشهر الفضيل وماصاحبه بطبيعة الحال من صيام وقيام وقراءة قرآن وأعمال صالحة.. الأمل أن يجزي الله بها عباده الجزاء الأوفى. وبدعاء كان الجميع يُؤمل نفسه أن يكون رافعا يداه في جنبات المسجد الحرام، أو في أروقة المسجد النبوي الشريف، أو في أي بيت من بيوته سبحانه ولكن قدر الله وما شاء فعل بسب فايروس لايكاد يرى ومايزال الغموض هو العنوان الأبرز لأحداثه المريبة. والمعروف فقط حتى اللحظة مكان انطلاقته الأولى.
ومضى بكل هدوءالضيف الجميل الذي لايُمل منه أبدا.. مضى سيد الشهور “رمضان” وكأن في وداعه الكثير من الآمال المرجوة من المولى عز وجل أن نراه جميعا في موعده الدائم في العام القادم وقد اكتسى الكون الفسيح حينها ثوبا من الصحة والعافية، وبعد أن تصفو أنفاسه تماما من هذه الاختناقات المرهقة، وتزهو ألوانه من هذه الملوثات المؤذية، وبعد أن ينزاح مرض متعب هو أشبه بالكابوس المؤلم الجاثم على الصدور لإنسان غير مُصدق حتى الآن ماحدث ومايحدث من صور مزعجة تكاد تكون أقرب للخيال منها للحقيقة. وفي حضور تساؤلات عميقة جدا، واستفهامات متكررة تدور في الأذهان مالذي حصل للإنسانية في هذا العالم ؟ وكيف حصل؟ ولماذا حصل أساسا كل هذا؟ وقد تكون الإجابة حاضرة في القريب، أو في المستقبل البعيد، أو لا تكون وفي كل الأحوال (ليس لها من دون الله كاشفة).
إن من المرجو من المولى سبحانه، ومن حسن الظن فيه أن يَحفظ هذا الوطن المبارك خاصة، و أن يحفظ أوطان المسلمين عامة، وعموم الأرض من هذا الوباء فيروس كورونا “كوفيد 19” ومن الأوبئة الجديدة إن ظهرت مجدداً..! فقد يظل العبث هو سيد الموقف طالما أن للمطامع البشرية أماكن مؤكدة في النفوس الدنيئة، وأن مفهوم الحضارة يقتصر على حب السيطرة والسلطة والأنانية وحب التفرد بمصالح العالم، وخاصة لمن لديه إمكانيات علمية مذهلة، وقدرات فنية كبيرة. والغريب أن أداة العبث الرئيسة هي مَن ارتقى درجة كبيرة في العلم الإنساني. وكأن تفوقه العلمي يُوجَه لإيذاء الآخرين ويسبب لهم الألم بل يصل للأسف إلى إزهاق الأرواح..! وعلى أي حال ستكون هذه الأجواء الاجتماعية في شهر رمضان وغيره هي الأولى والأخيرة في حياتنا بهذه الصورة المحزنة بإذن الله، وسنكون على ثقة بالله بأن شهر رمضان القادم وبمشيئته سنبلغه ونحن في أتم الصحة والعافية.
نسأل الله أن يزيل هذه الغمه عن الامه …
وان يحفظ لنا حكومتنا الرشيدة التي جعلت سلامة الانسان اولا… وضحت بالاقتصاد من اجل المواطنين والمقين على أرض مملكتنا الحبيبة