رحم الله الشيخ الجليل عبدالله الخليفي، فقد كان من أبرز أئمة الحرم المكي الشريف، ولقبه بعضهم بمبكي الملايين، لكثرة ما يبكي في قراءاته، ومن بكائه يبكي الكثيرون في الحرم الشريف وفي أماكن عدة ممن يتابعونه عبر المذياع والتلفزيون. وأثناء تألق الشيخ الخليفي ومعه الشيخ السبيل، كان والدي يعتكف في العشر الأواخر في التسعينات الهجرية، وكنت أقضي معه يومين او ثلاثة قبل العيد، وبعد صلاة العيد نغادر إلى قريتنا، وكان ما بعد المطاف مفروشا بالرمل الأحمر، والذي تحول كله اليوم الى مطاف ومكسوا بالرخام الأبيض الفاخر.
كان عدد من يصلي التهجد حوالي ثلاثة صفوف، يقفون جنوب الكعبة، وكنت اتسلل حتي أكون خلف الشيخ في الصف الثاني، وكانت تلاوته مؤثرة، تخرج من الأعماق، وكان سببا لحفظي بعض سور القرآن الكريم جراء استماعي لأشرطة كاسيت لتلاواته في الحرم، وقد نسختها عندما كنت أدرس في الولايات المتحدة الأمريكية لعدد من الزملاء في أمريكا من بلدان عدة، وقد ابدوا تأثرهم بقراءته وإعجابهم بصوته الشجي، رحمه الله تعالى وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.