حينما أعلنت وزارة الصحة يوم الاثنين 7 رجب 1441 هـ – 02 مارس 2020، عن ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد Covid-19 لمواطن قادم من إيران عبر مملكة البحرين، بدأت القطاعات الحكومية وبجانبها القطاعات الأهلية في وضع خططها وبرامجها لمواجهة الفيروس بعد أن غدا جائحة، وتولت كل جهة تنفيذ برامج خاصة تتوافق وطبيعة مهامها ومسؤولياتها، وكانت الدعوات تنطلق بالعمل على دعم برامج المسؤولية الاجتماعية لدورها في تنمية قدرات الأفراد، وأهميتها في توفير خدمات جيدة للمتضررين، ورأينا تسابق الكثيرين نحو برامج الخدمات التطوعية داخل المنشآت الحكومية والخاصة، بكافة مناطق ومحافظات المملكة، وفي مكة المكرمة التي كانت تحتضن على ثراها الطاهر أعداد من المعتمرين القادمين من خارج المملكة، أخذت وزارة الحج والعمرة على عاتقها مسؤولية العمل على تأمين سلامتهم وتوفير خدماتهم من خلال مؤسسات وشركات خدمات المعتمرين التي بادرت بفتح أبواب فنادقها وعملت على توفير كافة الخدمات لهم، انطلاقًا من مسؤوليتها الدينية والوطنية.
ولم تكن مؤسسات الطوافة المختصة بخدمات حجاج الخارج ببعيدة عن المشاركة في الواجب الديني والإنساني، فقد برز دورها في أكثر من موقع، وظهرت مبادراتها الواحدة تلو الأخرى لتؤكد بأن مسؤولية مكافحة الجائحة والقضاء عليها واجب على الجميع من مواطنين ومقيمين، كما عملت على ترجمة حملة “برًّا بمكة” التي أطلقها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، إلى واقع عملي فظهر تواجدها جنبًا إلى جنب مع وزارة الحج والعمرة، بجانب المجلس التنسيقي لحجاج الداخل، من خلال تأمين وتوزيع سلال ووجبات غذائية لسكان المناطق المعزولة.
واليوم ونحن نختتم شهر رمضان المبارك، ونودع أيامه الجميلة بدعوات مليئة بالرجاء من رب العباد أن يزيل الغمة عن الأمة، تقف مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا، كواحدة من مؤسسات الطوافة التي حملت على عاتقها مسؤولية زرع البسمة على الشفاه من خلال برنامج المعايدة الذي يستهدف توزيع سلال إفطار العيد التي تكفل لعدد من مطوفي المؤسسة ومطوفات بتقديمها هدية منهم لنحو ألف وخمسمائة أسرة، منها نحو ثلاثمائة سلة يتم توزيعها بواسطة جمعية البر بمكة المكرمة التي استطاعت أن تجتاز الكثير من الصعاب؛ لتصل إلى المحتاجين والمتعففين داخل منازلهم، وتوزيع نحو ألف ومائتي سلة على بعض الجمعيات والأسر المتعففة من منسوبي المؤسسة وغيرهم، وخطوات عملية كهذه تؤكد أن هناك رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وأن يد الخير ستبقى ممتدة دومًا.
أما من يروا أن في تنفيذ مثل هذه البرامج الخدمية إهدارًا للأموال، وضياعًا للحقوق فليتهم يعرفوا أن برامج المسؤولية الاجتماعية تهدف إلى تحويل الطاقات البشرية المعطلة في المجتمع إلى طاقات إنتاجية، وتأهيل الكوادر وتطوير القدرات، وأن ما يقدم اليوم من أعمال خيرية إنما هو واجب ديني ووطني وأخلاقي، وللوطن دين في أعناقنا جميعًا يجب أن يؤدي.
0