هل الحياة تغيّرت ؟
نعم .. لا .. نعم .. لا ..نعم ..لا ….
سأعيد صياغة السؤال ..
هل تغيّرت مبادئ الحياة .. أهدافها .. رسالتها ؟؟
لا .. نعم .. لا.. نعم .. لا ….
للمرة الثالثة وبطريقة أخرى: هل تغيّرت الحياة في أسلوبها ؟؟؟
الإجابة ستكون غالبًا نعم .. وليس ذلك غريبًا في زحمة مايحيط من تغيير في أنماط مختلفة للحياة،
فعالم الفضائيات ومواقع الإنترنت ومحطات الأخبار المسموع منها والمرئي، والصحف الورقية والإلكترونية .. والمجلات والنشرات بالإضافة إلى ذلك الكم من المؤثرات الأخرى كمواقع التواصل الاجتماعي .. تنقل لنا بين الثانية والأخرى كل شاردة وواردة
فالجميع أمام تحدٍّ قوي في ظل الظروف الراهنة ونحن نتلقى كل مايصل لنا نكون منبهربن .. ومندهشين أحيانًا. ومشدوهين حيناً آخر فمع كل مايصلنا من الرسائل الموجهة أو العرضية يزداد تغيّر أسلوب الحياة ..!
إذا أردنا أن نقيس ذلك على محيطنا الضيق علينا أن نرجع بذاكرتنا إلى الوراء قليلًا في حدود عشر سنوات مضت سنجد أن أسلوب الحياة قد تغيّر تغيرًا ملموسًا.
قد يوافقني البعض بـ “نعم”
لهذه الفئة سأقول: معكم نعم ومازالت الأيام حُبلى بالمزيد..!
وقد يخالفني القلة بـ”لا ”
وأقول لهم: أنا معكم أيضًا.. والوعد سائر بالتغيير فهي سُنة الكون، التغيير وليس لنا من ذلك بديل.!
ولكن .. كل ماعلينا أن نتماشى مع إيقاع هذا التغيّر في أسلوب الحياة، وفي المقابل علينا أن نحمي ذواتنا من التغيّر السلبي، وهو التغيير المحموم الذي قد يصيبنا في ديننا وأنفسنا وتفكيرنا وعلاقاتنا مع الآخرين، فأن أصابنا وباء التغيرّ السلبي فقد وقعنا في الفخ مصداقًا لقوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الأنفال :53
وظاهِرُ النِّعمةِ: يرادُ بها ما يكُون فيه العِبادُ مِن سَعة الحال والرَّفاهية والعزَّة والتَّمكين في أحوال حياتهم.
فتغيَّر هذه الأحوال قد يكون بالتخلي عن الذَّات، وقد يكون بالتخلي عن الصفات الحسنة، وقد يكون بالتخلي عند العقيدة – والعياذ بالله من ذلك – فإذا نالت تلك العوامل السلبية للتغيير في أسلوب حياتنا أو نمطها فلنعلم أن النعمة قد ذهِبَتْ.
إذا علينا أن نفلتر كل مايصل إلينا بالتمحيص والتدقيق حتى لا ننجرف وراء كل مايصل إلينا من معلومات أو آراء أو أخبار سلبية حتى لا يؤثر ذلك علينا سلب…ا في نمط الحياة ..!
فالحياة مازالت جميلة ومازالت الدنيا بخير حتى وإن تغيّرت فلا نجعل مايصل إلينا يؤثر على فطرتنا الإنسانية السليمة.
0