أتى عيد الفطر المبارك والجميع في حجر صحي كامل وصارم، ومع ذلك ابتهجنا لقدومه وغمرتنا السعادة بأجوائه؛ لأننا طبقنا شعائر الله التي هي من تقوى القلوب، واحتفل الجميع في أضيق الحدود.. كبرنا الله على ما وفقنا من صيامه وقيامه .. قدمنا الحلوى والعيديات للأطفال، نثرنا مظاهر الفرح من الزينة والبالونات والالوان في أركان منازلنا، بل في أعماق قلوبنا بالتسامح والعفو والصفح، وامتدت الفرحة لتصل للأقرباء والأصدقاء بوسائل التواصل الاجتماعي وغرف المحادثة.. فكانت المعايدة مباشرة وجميلة وبأقل التكاليف من المصروفات التي كنّا ننفقها على المظاهر ونمضي الساعات الطوال للاستعداد لها.. وثبت لدينا بأن الإنسان من الممكن أن يسعد نفسه وغيره بما هو متاح ومتوفر دون الحاجة إلى تكاليف، وإلزام الذات بأكثر مما تحتاج إليه المناسبة..
ومن تلك المبادرات الجميلة هو لقاء المعايدة التي دأبت وزارة الحج والعمرة على إقامته كل عام لمنسوبيها، فأقامته هذا العام افتراضيًّا على الهواء يوم الاثنين 2 /10 /1441هـ فكان لقاء معالي وزير الحج والعمرة د. محمد صالح بن طاهر بنتن، ومعالي نائبه د. عبدالفتاح مشاط، ووكلاء الوزارة في كافة القطاعات.
وقد ابتهج منسوبو ومنسوبات الوزارة الذين حضروا اللقاء وكانوا أكثر من 100 شخص؛ حيث شكر معاليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين على جهودهما الكبيرة في مواجهة الجائحة حيث أثبتت الدولة السعودية بأنها الدولة الأميز على مستوى العالم في إدارة الأزمة إنسانيًّا، واجتماعيًّا، واقتصاديًّا، وأنها الآن في مصافِ الدول العظمى لما تبذله من إنفاق لخدمة الإنسان في هذا البلد المعطاء.
كما كشف معاليه عن عمق التجربة التقنية في وزارة الحج والعمرة، وكيفية العمل عن بُعد خلال فترة الجائحة لمئات من الموظفين الذين تحملوا مسؤولية العمل، وهناك تواصل مكثف من قمة القيادة إلى أصغر موظف، والذين وجدوا في العمل الافتراضي الكثير من المرونة، وتحقيق إنتاجية أكبر ..بل العمل من معاليه لأكثر من ١٢ ساعة متواصلة يوميًّا من اجتماعات ومداولات لدراسة خطط الحج القادمة مع معالي النائب ووكلاء الوزارة وغيرهم.. – ومن وجهة نظري الخاصة – حتمًا أن كورونا قدمت لنا دروسًا وأعطتنا فرصًا لتجربة الإدارة عن بعد خاصة، وانها ستكون سببًا قويًّا في خفض مصاريف الموظفين والمكاتب ومستلزمات الصيانة وتخفيض فواتير الكهرباء، والماء، والمواصلات والانتدابات والسفر.. وغيرها من التكاليف التي ترهق ميزانيات الوزارات وضرورة الترشيد فيها. كما لابد أن تحرر القطاعات من البيروقراطية، وضرورة إعادة النظر في إجراءاتها.. وهل فعلاً نحتاج إلى حضور جميع الموظفين طوال العام أم من الممكن العمل عن بُعد، مع بحث ودراسة في إجراءات إدارة فريق العمل ووضع حلول مرنة وأنظمة جديدة، وحساب التكاليف والأسس العلمية في أساليب العمل، وأن تكون خيارات العمل عن بُعد من الأساليب الإستراتيجية الجديدة.
ولم ينسَ معالي الوزير إثبات دور الوزارة خلال هذه الفترة، وأنها كانت موجودة على المستوى الإنساني والاجتماعي في مواجهة الجائحة، ومن جميع الجهات التي تشرف عليها ومنها مؤسسات الطوافة لحجاج الخارج، وكذلك مؤسسات حجاج الداخل، وما قدمته من دعم وضعته تحت تصرف وزارة الصحة. كما طمأن الجميع بأن الوزارة ماضية في خططها وما ان يُتاح موسم الحج حتى تكون جميع الأمور جاهزة ومنها؛ الاستعداد لندوة الحج الكبرى والتي دأبت الوزارة على إقامتها كل عام ومنذ أكثر من عقدين من الزمان؛ حيث تستقطب علماء العالم الإسلامي لمناقشة موضوعات تهم المسلمين في جميع أقطار الأرض، وكذلك وجود هيكل جديد للوزارة تمت الموافقة عليه سيظهر قريبًا.
قدم ستة وكلاء وزارة تهنئتهم لمنسوبي ومنسوبات وزارة الحج والعمرة بعيد الفطر المبارك، وأجمع الجميع على ما تقدمه الدولة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان من جهود جبارة في خدمة الإنسان من مواطن ومقيم مما خفف من وطأة آثار الجائحة، بل ما تقوم به من إدارة للأزمة المالية لتكون أقل حدة على الإنسان في هذا الوطن المعطاء.
صادف هذا اللقاء تصريح معالي وزير الصحة إنه: “ابتدأ من يوم الخميس سننتقل إلى مرحلة جديدة وبشكل تدريجي للعودة للحياة الطبيعية” فأعطى ذلك زخمًا كبيرًا لانتظار موسم حج 1441هـ، وتفاؤلًا بعودة الحياة إلى مجاريها ..وليس ذلك على الله بعزيز ..
0