أحمد حلبي

دموع العين تبكي لـ مكة

كلما أشرقت شمس يوم جديد ، توجهت الأفئدة قبل الأبصار صوب أم القرى قائلة : ” لبيك يا مكة الخير كم نحن مشتاقون إليك ” ، صور نراها تبرز على محيا أولئك المشتاقين لمكة المكرمة كلما زرنا بلدا والتقينا سكانه ، الشاب فيهم يحلم بجمع ما يكفيه لرحلة العمر ، والشيخ العجوز يصر على أن تطأ أقدامه أقدس البقاع وأطهرها ثم يتوفاه الله.

الشوق لمكة المكرمة ، والطواف حول الكعبة المشرفة ، لا يعادله شوق، والارتواء بقطرات ماء زمزم تشبع المشتاق وتشفي المريض ، والشوق لك يا مكة لا يعادله شوق ، ولا توازيه محبة ، فاسمك حفر بالأفئدة منذ نزول خاتمة الرسالات السماوية.

وفي أرضك تساوى الكبير والصغير، الغني والفقير ، السيد والعبد ، وأنت من جعلتي الجبار بأرضك ذليلا ، وحنى المتكبر رأسه خوفا منك .
واليوم نراك يا مكة المكرمة لا تعيشين وحيدة بين مدن المملكة بل نلت استثناء خاصا لتكون ارضك نقية خالية من اَي فيروس يضر بمن يصلك .
ولم تكوني في عزلة فرضت عليك كما يظن البعض نتيجة لجائحة كورونا التي أبعدت القريب وفرقت الصديق ، فرغم الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وتغيير أوقات منع التجول الجزئي وعودة بعض النشاطات ، ولَم تكن عبارة ” فيما عدا مدينة مكة المكرمة “، مؤلمة لكنها جاءات حاملة الخير للكثيرين، الذين باتوا يرددون قول مضاض بن عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي والبعض ينسبها إلى عمرو بن مضاض
فسحّت دموع العين تبكي لبلدةٍ
بها حرم أمنٌ وفيها المشاعر

وتبكي لبيتٍ ليس يؤذي حمامه
يظلّ بها أمنا وفيه العصافر

وفيه وحوش لا تُرابُ أنيسةٌ
إذا خرجت منه فليست تغادر

وليس لنا ها هنا من قول سوى الدعاء لرب العباد أن يزيل الغمة عن بلده الآمن .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button