مرّ العرب بأيديولوجيات، وكثير منها لم تحقق مكاسب عربية كما كان مأمولًا منها؛ لأن خطابها العام شبه اللا ممكن، فالقومية العربية لم تؤتِ ثمارها كما يجب، وكذلك الصحوة الإسلامية واجهت ذلك المصير، وفيما أعتقده أن السبب الوحيد الذي سبب ذلك التضاد بين تباري المد القومي العربي، والتيار الصحوي فكلا التيارين لم يراعيا التباين الموجود في الأوطان العربية، وكلاهما ركزا في على الوحدة السياسية، كرسا ذلك من خلال المنابر المتاحة، والمؤثرة.
العالم العربي يحتل مساحة كبرى في القارتين آسيا، وأفريقيا، وتلك القارتين بهما تباين عقدي، وحضاري، وتاريخي، واجتماعي وهذا ما جعل الفكر القومي، أو الصحوي لا يجدان قبولًا مطلقًا إلا في فترات معينة لم تدم طويلًا.
فما الأيديولوجية البديلة والتي قد تكون صالحة حاليًّا للعرب ؟
أرى أن التنمية الاقتصادية هي البديل عن ذلك كله، وهذا ما نراه في حلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله؛ إذ يرى أن يكون الشرق الأوسط كأوروبا أو كما عبر عن ذلك بأوروبا الشرق الأوسط، وحين قال في حواره حتى قطر فهو يؤمن بأن الأفكار المتطرفة لن تدوم، وهو يرى التنمية الإقتصادية ليست حكرًا على وطنه المملكة العربية السعودية بل للأمة العربية جمعاء؛ لأن هذا الموقع الجغرافي الشرق الأوسط به الخبر الوفير من عوامل تقدم الاقتصاد، ونهضة الأمة العربية.
لكن علينا أن نعرف أن هذه البقعة الجغرافية بها التحديات الكبرى، وهناك تحديات لا يمكن معها إلا التعايش، والسلام، وهناك تحديات لا يمكن معها إلا القوة الرادعة، وهناك تحديات لا يمكن معها إلا القوة الناعمة.
تجفيف منابع التطرف خطوة أساسية، والتعليم في الوطن العربي يجب مراجعته جيدًا، وبناء مناهج تربوية، ودراسية هدفها أن يعيش الجيل العربي القادم جيلًا همه الأساس بناء الأوطان ونهضتها، وتعزيز قيم التعايش بين أطيافه، ووسائل الإعلام العربي عليها أن تحمل هذا الهم العربي، ووسائل ومنابر الثقافة، والمساجد.
هذه هي الأيديولوجية العربية البديلة “التنمية والاقتصاد”.
جميل هذا المقال ومفيد..وفقك الله.
يَارِزق الله إزرّع ورّد بِأرض تمْر بِها فَالنَاس لايقرؤوُن بَل لك مِنِي كُل التشيِد حِيال مَاتهفوُا إليه
مبدع يابو هشام
مبدع دائماً في مقالاتك الأستاذ رزق الله