أحبتي رفع الحظر والسماح بالخروج لايعني إطلاقًا انتهاء الخطر، فالفيروس لازال نشطًا، والحالات لازالت تُسجل، وإن قلت الأرقام والوفيات تسجل ورجال الصحة لازالوا يتابعون ساعة بساعة، ويعقدون المؤتمرات، ويوجهون الإرشادات، ولسنا بمعزل عن العالم فالأرقام من الخارج لاتزال تتزايد.
وندرك تمامًا أنه لايوجد لقاح فعال، ولن يتوفر على المدى المتوسط أو البعيد ولا علاج ناجح إلى الآن، كل مايتناوله المختصون هي أدوية لتخفيف الأعراض ولا تقضي على الفيروس والعديد منها أثبت عدم فاعليته، سيبقى الفيروس لفترة طويلة خاصة أن من المعلوم قدرة الفيروس على تغيير سلوكه؛ خاصة إذا ما علمنا أنه عبارة عن بروتين RNA يتشكل بعدة أشكال مثله مثل فيروس الإنفلونزا الذي يحوي عدة أشكال مما يصعب إيجاد لقاح يكون قادرًا على القضاء عليه.
إن قرار تخفيف الحظر هو قرار اقتصادي بالدرجة الأولى أكثر من أن يكون صحيًّا، ولا يعني الخروج من دائرة الخطر في الوقت الحالي.
لذا فإن اتباع الإجراءات الوقائية التي استبقت انتشار الفيروس، والتي كان لها بعد فضل الله الأثر في تخفيف آثار الفيروس الصحية في بلادنا ولله الحمد مطلب ضروري.
لابد أن يستمر الحذر وأخذ الحيطة وعدم التساهل في الوضع القائم.
التباعد مطلب ملح والخروج للحاجة فقط، وارتداء الكمامة، وعدم ملامسة الوجه، ولبس القفاز عند التبضع وعدم التهاون وتأجيل المناسبات والتجمعات، والحرص على أبنائنا وبناتنا، وأن نكون قدوة لهم وعدم الاستعجال في الذهاب إلى المقاهي والمطاعم والأسواق. وكذلك الأمهات عليهن مسؤولية في الحفاظ على أنفسهن، وعدم الخروج إلا للحاجة.
أنصح نفسي وجميع أحبتي؛ كونوا عونًا لبلادكم وولاة أمركم في اتباع مايصدر من الجهات المعنية صحية وأمنية؛ حتى يرفع الله عنا هذا البلاء ولنكثر من الدعاء والاستغفار، كما كنا في رمضان وأكثر. ونستفيد من الدروس التي أجبرنا فيروس كورونا عليها من دروس اقتصادية مثل التعود على الأكل في المنازل وعدم الإسراف في الملبس والتبضع بدون حاجة، والعناية بغسل اليدين وتغطية الأنف والتباعد الصحي، والاكتفاء بإلقاء التحية عن بعد بعيدًا عن تقبيل الجباه والأنوف، والكثير من العادات التي كنا نمارسها عن جهل.
أخيرًا الفيروس شرس، وطريقة انتقاله سريعة، وأعراض المرض مخيفة، وكفانا ما سمعنا ورأينا في المستشفيات من مرضى ووفيات فلاتكونوا سببًا لجلب الداء إلى بيوتكم ووالديكم، وأحبابكم، وكما عشنا فترة حظر ننعم بالصحة والعافية في منازلنا، فبإذن الله أننا قادرون على المحافظة على هذا السلوك حتى انتهاء هذه الجائحة بإذن الله في القريب.
أسأل الله أن يمن علينا بفضله، وأن يعين القائمين من رجال الأمن ورجال الصحة، وكل من ساهم ويساهم على راحتنا، وأسأله -عز وجل- أن يشفي مرضانا ويرحم موتانا، وأن يحفظ بلادنا وقادتنا وجميع المسلمين.