سلمان الشهري

ماذا بعد أزمة كورونا؟

عاجلًا أو آجلًا وبإذنه تعالى ستنجلي الغمة، وينتهي فيروس كورونا ليصبح شيئًا من الماضي كحمى الوادي المتصدع، وإنفلونزا الخنازير والطيور، وسارس، وجنون البقر وغيرها من الفيروسات والأوبئة التي مُنيَ بها العالم على اختلاف قوتها وفتكها.
ولكن ياترى ماذا يجب علينا القيام به بعد أزمة كورونا كحكومات، ومجتمعات وأفراد؟
فيما يبدو أن الجميع لم يتعظ مما سبق جائحة كورونا من أوبئة وفيروسات وكوارث طبيعية وكيميائية وحربية للأخذ في الحسبان تكرار حدوث مثل تلك الكوارث ليعدوا العدة في مواجهتها لاتقاء مخاطرها أو على الأقل الخروج بأقل الأضرار التي تنجم عنها.
ولكن فأس كورونا قد ضرب في الرؤوس فأيقظ النائم وأدوخ الصاحي، وعصف بالعالم سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وصحيًّا في رسالة منه لتغيير برمجة الحياة بكل معطياتها، ولخلق يقظة لدى الجميع حول مايجب فعله قبل أن تقع الوقائع المؤلمة.
وهنا أتساءل:
هل سوف تمر جائحة كورونا مرور الكرام ؟!
أم أن الجميع سيعيد حساباته للاستفادة من هذه التجربة المريرة، وجعلها سيناريو يتوقع حدوثه وحدوث ماهو أخطر منه لاتخاذ مايمكن فعله قبل حدوث الكارثة.
إن الجميع بحاجة إلى اتخاذ كل الإجراءات والتدابير اللازمة؛ إذ لا نعلم متى وأين وكيف ستكون الحوادث لاسمح الله، فعلى الحكومات إنشاء هيئة تختص بالطوارئ والأزمات مشكلة من جميع الجهات تختص بوضع كل الفرضيات والتصورات المختلفة والحلول الناجعة لأقصى الاحتمالات المتوقعة.
كما يجب على المجتمع الاستفادة من هذه التجربة في الأخذ بعين الاعتبار ثقافة المخاطر، والأخذ بأسباب الوقاية واتباع إجراءات السلامة، وفق ما توجه بها الجهات المختصة من خلال قنواتها الرسمية.
ويبقى على الفرد الدور الكبير بصفته نواة المجتمع في الاستمرار على مادأب عليه فترة جائحة كورونا من ترك للظواهر السلبية والبقاء على ممارساته الإيجابية.
ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: التقليل من أكل المطاعم والحلاقة الذاتية، ومشاركة الأسرة الأعمال المنزلية والترشيد في الاستهلاك وغيرها من السلوكيات الصحيحة التي يجب الاستمرار عليها.
وما هذه الجائحة إلا دورة تدريبية كلفت الكثير في الوقت الذي كشفت الكثير، فهل أدركنا جميعًا ماذا ينبغي علينا فعله بعد أزمة كورونا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى