التقنية والإعلام الجديدالمحلية

الحمود: قرار ترامب تاريخي سيغيّر العلاقة بين الناس ومواقع التواصل

(مكة) – عقيل العرياني
أكد أستاذ الإعلام الدكتور عبدالله الحمود، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، بعد قرارا حيويا ومهما، على الرغم من أنه جاء متأخرًا وعندما بات هذا الموقع مصدر تهديد وإزعاج للولايات المتحدة، وبخاصة لشخص رئيسها. وذلك، في إلماحة من الحمود للاستخدامات الكثيرة لمنصة تويتر من قبل مستخدمين متخفين للإضرار بآخرين وراء أسماء وهويات مزورة.

وأوضح الحمود، أن الموقع منذ انطلاقته لم يكن يبدو منصة بريئة اجتماعية وثقافية، بل كان يمكن فهم مسيسا بما يتيحه من مجال للجميع لبث أفكارهم المشوشة والمشبوهة دون إعلان المستخدمين لهوياتهم الحقيقية، الأمر الذي سمح بانتشار الغريب من الأفكار والخطير من المفاهيم والسلوكيات.
وأضاف أنه دعا منذ سنوات إلى متابعة هذا الموقع وتصحيح مساره لما فيه من خطورة تنطوي على إمكانية قيام أشخاص مجهولين، مثلا، بانتحال هويات آخرين لتمرير أفكار مضللة وخاطئة ومن ورائها الكثير من المشكلات.

وأشار إلى أن ما حصل من ترامب يعد قرارًا أمريكيًا تاريخيًا بالفعل سيغير طبيعة العلاقة بين الناس بشكل عام وشبكات التواصل وبخاصة Twitter لأنه كغيره من منصات التواصل كان يقدم نفسه للناس باعتباره منصة تتيح حرية متوازنة لتبادل الآراء والأفكار.
وبيّن الحمود، أن تويتر “على الرغم من أنه كان يقبل أن يتقدم الناس بدون هويات واضحة ويسمح بالأسماء المستعارة منذ بدايته إلى اليوم كمنصة دون أي مظهر من مظاهر الانحياز البين، إلا أن ما حصل مع التغريدات الأخيرة الشهيرة لترامب يعد بشكل واضح ودقيق انحيازا غير مسبوق، بصرف النظر عن الصراع بين الحزبين الأمريكيين وبصرف النظر عن ما هي خلفيات هذا التحيز”.
ووصف تعامل الموقع مع تغريدات ترامب بأنه تدخل مباشر وغير مسبوق في التاريخ مما يثير الذعر بين مستخدمي الموقع ويجعلهم غير آمنين على الحسابات المهمة الرسمية على مستوى العالم “إذا ما كانت المنصة التي وثقنا بها وأمناها يمكن أن تستغل نفوذها وسلطتها في مسار أفكار المستخدمين وأطروحاتهم”.
ونوّه بأن الموقع إذا كان بالفعل يستهدف الحقيقة في أول مرتكز يجب أن يكون من يتحدث على منصته معلومة هويته وحقيقته وبالتالي كان يجب وكنت أدعو ولا أزال أن يتبنى Twitter إفصاح الهويات بشكل مباشر وأن يفعل بواجهة الصفحة التعريفية للمستخدم مثلما يفعل هو في تقصي حقيقة المستخدم وطلب هوياتهم، فيلزم المستخدم بعرض اسمه وصفته الحقيقيتين، ولكن بالتأكيد دون خصوصياتهم التي قد تكون حكرا للمنصة كالأرقام السرية وحتى أرقام الهواتف وربما أرقام الهويات الوطنية. وذلك، ليعرف من هو المتحدث على منصته لتكتمل الحقيقة أمام الناس بعضهم بعضا وأن يكون من يتحدث على المنصة بهويته وبصورته الحقيقية.
ولفت إلى أن القرار الأمريكي تأخر؛ فيجب أن يتم التعامل مع كافة شبكات التواصل الاجتماعي كوسائل اتصال وإعلام بالفعل وأن تخضع لأنظمة وتشريعات وقوانين الإعلام على مستوى الدول العالم، وبين أن هذا القرار الذي أصدره الرئيس الأمريكي يعد قرارا قانونيا ذكيا استطاع أن يوظف الأطر القانونية في متابعة هذه القضية وبشكل مباشر أن يلاحق Twitter بشرعية قانونية.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button