ما أشبه مينابوليس بالقاهرة!
وفاة خالد سعيد (المصري)، وجورج فلويد (الأمريكي) شرارتان أطلقتا أحداثًا لم تخطر على بال المهتمين بالشأن السياسي، انتهت الأولى بتنحي الرئيس المصري فهل سوف تسفر الثانية عن سقوط الرئيس الأمريكي في انتخابات 2020؟
هل يعقل أن تكون الصدفة وحدها خلف تكرار الأحداث وبالذات المنهج في عدة دول والآن في أمريكا؟ أي مواطن في العالم (لن يقبل) أن تتجاوز الأجهزة الأمنية في استخدام قوتها وصلاحياتها، ويرفض أيضًا الجرأة على القانون؛ لأنه يعلم أنها غير محمودة العواقب.
وقد أثبتت أحداث العشر سنوات الماضية قدرة الإعلام وخاصة (وسائل التواصل الاجتماعي) على تكوين حملات الحراك الشعبي، وإشعال الشارع وحشد الرأي العام نحو قضية (ما)، فالتلاعب بالحسابات وإعادة النشر للوصول (بموضوع ما) إلى وسم مرتفع Trending Hash Tag ليس بالأمر الصعب، حيث تنطلق الحملات ( إلكترونيا) في البداية وكأنها احتجاجات (سلمية) من أجل الإصلاحات والمطالبة بالحقوق وتحقيق العدالة ثم تتحول (ميدانيًّا) إلى حالات من التخريب وإشاعة الفوضى وفقدان الأمن وهيبة الدولة، وتصبح الممتلكات العامة والخاصة أهدافا للسرقة والتخريب.
السؤال الذي يفرض نفسه: من المستفيد من تأجيج الشعوب على الحكومات؟ وما علاقة القضية (أي قضية) بحرق المعارض التجارية ونهبها وتعطيل الحياة العامة؟
هناك حتمًا (جهة ما) مستفيدة من نشر الفوضى في العالم لتحقيق مكاسب سياسية أو تمرير قرارات دولية أو تكوين تكتلات اقتصادية تعود بالنفع على تلك (الجهة الخفية) التي تمسك بأدوات الإعلام القديم والجديد وتحركه حسب مصالحها وقضاياها.
لا أدعو إلى تكميم الأفواه والسكوت عن التجاوزات والفساد، فهذا لن يحد من خطورة (وسائل التواصل الاجتماعي)، بل سوف يزيد من إصرار مستخدميها على كشف الحقيقة وفضح المتسترين، إنما أطالب بتطبيق العدالة عبر قنواتها الرسمية (مهما كانت صفة المدعى عليه) وبتفعيل دور المراكز الإعلامية في الكيانات الحكومية والتجارية للتواصل بشفافية تامة جدًّا مع المجتمع؛ لنيل الحقوق ولقتل الشائعات في مهدها والمحافظة على استقرار المجتمع.
ما جرى للمواطن الأمريكي (مع الأسف الشديد)، يجري مثله في كثير من دول العالم وتنقله وكالات الأنباء والقنوات العالمية، فلماذا يتم التركيز على قضية فلويد الآن؟ هل هي (شد أذن) للسيد ترامب لتذكيره بسطوة (الدولة العميقة الأمريكية) التي يسعى لتفكيكها وتخفيف أثرها على السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية؟ أم هي رسالة من جماعات الضغط المسيطرة على العملية الانتخابية لفرض أهدافها عليه قبل موعد الانتخابات الأمريكية المقبلة؟
المقال ليس لتكريس (مفهوم ما)، أو لبث الرعب والخوف من (الجهة الخفية)، بل للتأكيد على خطورة (وسائل التواصل الاجتماعي) وأنها ليست مقصورة على الجانب الدولي فقط، ودعوة لكافة مستخدمي (وسائل التواصل الاجتماعي) في أي مكان للتبصر وعدم الانسياق خلف كل خبر ومقطع وللتحذير من السير خلف بعض الوسوم المرتفعة Trending Hash Tag التي تثير قضايا عنصرية أو تحريضية والتافه منها الذي يسيء لثقافة المجتمع بشكل عام مثل وسوم: هل تتزوجين فلان؟، ايفانكا تشجع نادي (س)، وأبو قحط ضد مرزوقة!
خاتمة:
تعجبت من حسابات تويترية انتقدت أمريكا بسبب (عنصرية اللون) بينما هم يمارسون (عنصرية العِرق والقبيلة والمنطقة ووو) ضد مواطنين أمثالهم أو أخوة لهم في الدين!.