التاريخ إرث حضاري، وتعود إليه الشعوب حين تريد تحقيق الذات؛ فمن خلاله تشكل هويتها، ومقومات قوتها، ومن خلال ذلك يكون لها التأثير في الواقع.
هكذا نرى القوميتين المجاورتين للعرب “إيران ذات القومية الفارسية، وتركيا ذات الحنين للعصر العثماني”.
نرى إيران حاليًّا اختطت لها هوية تميزها فهي خلطت بين النزعة القومية الفارسية، والنزعة المذهبية وتلك النزعة المذهبية من خلالها جعلت لها أذرع وخلايا تابعة بحجة الدين الإسلامي في بعض البلدان العربية (العراق، لبنان، اليمن، سوريا)، ومن يرجع للتاريخ ما قبل الفتح الإسلامي العربي يلحظ سطوة الفرس في كثير من البلدان العربية بلاد العراق، وشرق الجزيرة العربية، وأجزاء من شرق بلاد الشام، واستطاعت أن تستميل إليها بعض القبائل العربية في تلك البلدان؛ ولأجل هذه التاريخ فهي تتخذه مصدرًا لتحقيق الذات في العصر الحديث.
وكذلك الترك حاليًّا حين تمكن الحزب الإخواني من سدة الحكم في تركيا فهو يحلم بإعادة الخلافة العثمانية مستغل أهداف جماعة الإخوان التي لا تؤمن بالوطن كأرض بل تؤمن بالتوسع، ولا يهمها العنصر العربي فهي ترى الانتماء الأرض والدم العربي مخالفًا لقيمها وتوجهها، واستقطبت إليها الكثير من العالم الإسلامي بما فيها حاليًّا النظام الحاكم في تركيا، وهو بدوره يرى ذلك فرصة للانقضاض على العرب بحجة الخلافة الإسلامية، ونرى تدخله في كثير من البلدان العربية بحجة أن تلك الأوطان كانت تحت السيادة العثمانية التركية.
اعتقد أن تلك القوميتين لا يدومان طويلًا لارتباطهما بأحزاب قد لا تدوم طويلًا فهي مرهونة تلك المزاعم التوسعية والتدخلات في الشأن العربي ببقاء تلك الحركات، والأحزاب المتطرفة التوسعية.
لكن ماذا يجب علينا نحن العرب تجاه هذا ؟
يجب النظر في هويتنا العربية، وبناء وتمتين عوامل القوة العربية، وتجفيف منابع الاختلاف، ونشر ثقافة التعايش بين أبناء الأمة العربية، والتركيز على التنمية الاقتصادية، ومساندة الدول العربية التي تمر بأزمات قد تؤخر نهضتها، وقوتها، ولا تترك ضحية تتحكم في مصيرها القوتان المجاورتان إيران وتركيا.
اتفق معك…عدا ان من حارب القوميه العربيه هو نحن السعوديين بالذات المطاوعه