هل التربية لغز أو متاهة تحتاج لعملية تفكير عميقة للوصول لنتيجة إيجابية؟؟
هل التربية معادلة رياضية تحتاج لحلول معينة إذا أخطأت فيها لن تصل لنتيجة صحيحة؟؟
هل التربية بحاجة لأم تتقن فنون تحليل أنماط الشخصية؟؟
هل التربية بحاجة لأب متخصص في علم نفس النمو؟؟
هل التربية بحاجة لأبوين يفهمان أهم النظريات النفسية الحديثة؟؟
هل التربية بحاجة لأبوين يعكفان على متابعة علماء النفس والتربية ومنتجاتهم الفكرية وأطروحاتهم البحثية..
أم أن التربية عملية تقليدية عرفية تختلف باختلاف الأوطان والأزمان.. محفوفة بتوفيق الله عز وجل..
قد يجيدها البدوي راعي الغنم.. أكثر مما يجيدها بروفسور في علم نفس التربية..
قد يتقنها مزارع أمي… أكثر مما يجيدها متخصص في علم النفس الإكلينيكي..
المشكلة أن بعض المتخصصين في علم النفس والتربية يصورون لنا التربية بأنها عملية معقدة للغاية، وتحتاج لمتمرس في علم الذات وعلم نفس النمو..
بينما لو رجعنا لماضيهم لوجدنا أنهم تربوا تربية بسيطة وتقليدية قد تكون في قرية وقد تكون في حي شعبي بسيط.. لا يعرف شيئًا عن هذه النظريات..
أحبائي من المتخصصين في التربية النفسية والسلوكية:
رفقًا بصغار الأمهات، رفقا بالأباء المستجدين في عالم التربية.. لقد زرعتم فيهم ذعرًا.. فلا تكاد تنام أو تستيقظ هذه الأم.. إلا وهي تصارع شبح مستقبل أولادها كيف سيكون هذا الولد.. أرهقها التفكير وأجهدها .. والأب كذلك ليس أقل منها همًا..
أصبحوا في دوامة التربية يبحثون عن المثاليات التي سمعوا عنها في الفضائيات..
أكثر الأمهات اليوم يعيشون في قلق مبالغ فيه وخوف من تربية أبنائهم بشكل لا يمكن تخيله، وقد يوصلهن لليأس وفقدان الأمل.. بسبب التصورات التي اكتسبوها من بعض فلاسفة التربية..
أنا لا أقلل من شان التربية، ولا أدعو إلى الإهمال، وترك الأولاد ولا أقول لا تتعلموا فنون التربية..
ولكني أعترض على كثير من الأطروحات التربوية التي تعقد مسألة التربية، وتجعلها حكرًا على صنف من المتخصصين.. وتجعل بين الأبوين وبين التربية حواجز ضخمة من النظريات والفلسفات.. التطبيقية..
أحبتي:
هناك سر في صلاح ونجاح الأولاد لا يعلمه إلا الله تعالى والشواهد كثيرة جدًّا..
قد تجد شخصًا لا يعرف أبجديات التربية يخرّج لنا عالمًا أو قائدًا عظيمًا..
وقد تجد شخصية خارقة للعادة تخرج لنا عاهات وسفهاء،
وكما يُقال في المثل الشعبي: باب النجار مخلّع..
أعرف أحد المزارعين يعيش في قرية نائية، وفي مكان معزول عن الناس.. لا يعطي أبناءه أي اهتمام.. شغله الشاغل كيف تُثمر مزرعته، وكيف ترعى إبله..
اليوم أحد أبنائه ضابط، والآخر معلم كيمياء متفوق..
كيف حصل هذا….؟!
لا أدري.. وقد تعرفون أنتم الكثير والكثير من النماذج القديمة والحديثة التي تشهد على ما أقول.. ودونكم كبار العلماء والمفكرين فتشوا في سير أكثرهم واحكموا.
إذًا هناك سرٌ خفي وراء ذلك.. ولا شك أن توفيق الله جل في علاه من أهم الأسباب..
قد يكون صلاح الأب أو الأم أو الجد أو الجدة سببًا في النبوغ.. وكان أبوهما صالحًا..
قد يكون كثرة الدعاء..
قد يكون دعوة شخص آخر بظهر الغيب.. قد يكون خبيأة بينه وبين الله من صدقة أو معروف… كان ثمرتها صلاح الأولاد..
إذا لا نغفل جانب التربية، ولكن ولا نهمل جانب القدوة وإكثار الدعاء..
فالدعاء نتائجه مبهره… وهو الشيء الوحيد الذي يرد القضاء، فكم من جهود تبذل ولكنها لا تُأتي أُكلها؛ لأن القدر قد بُت فيها.. وأمرها محسوم قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.. فلن تجد أعظم من الدعاء ثم القدوة الحسنة.. بجانب التربية المتزنة الواقعية المعقولة المعنى التي تتناسب مع الزمان والمكان والظروف، فالبشر ليسوا قوارير مصنوعة في مصنع واحد تستطيع أن تطبق عليها قاعدة واحدة وتتعامل معها بنفس الكيفية..
فرب ولدان من بطن واحدة وماء واحد ولبن واحد بينهما من الفروق، كما بين هابيل وقابيل..
والله يهدي إلى سواء السبيل.
3
اللهم يحسن لنا ولكم النية والذريه
وتتضمن الأنواع العشرة لمهارات التربية التي نسميها “المهارات العشر للآباء” مهارات واضحة وصريحة، مثل سلوكيات إدارة الأزمة والتعبير عن الحب والعاطفة، إلى جانب سلوكيات تؤثر على الأطفال تأثيرًا غير مباشر، مثل الحفاظ على علاقة طيبة مع شريك الحياة، وامتلاك مهارات حياتية عملية
كلمات جميلة وبليغة تلامس الواقع نفع الله بك
د/أحمد البلاد والعباد واصلح لنا ولكم الذرية ورزقنا برهم?