في العاشر من شهر شوال الحالي لعام 1441هـ، حلّت الذكرى الثانية لانطلاقة المرأة السعودية مع قيادة السيارة، وخلال هذين العامين استطاعت المرأة السعودية تأكيد جدارتها بما نالته من ثقة ملكية كريمة، ومظهر ذلك في التزامها بأسس القيادة السليمة، واحترامها للطريق العام مظهرًا وسلوكًا وانضباطًا بالقواعد والأسس المرورية السليمة، مما يجعلنا نقول ونؤكد أن المرأة السعودية قد كسبت الرهان بكل جدارة واقتدار، وأزالت كل المخاوف التي سبقت تجربتها.
ومع حلول هذه الذكرى الثانية لقيادة المرأة السعودية للسيارة، تتعاظم معاني التقدير والاحتفاء للقرار السامي والتاريخي الذي أنهى عقودًا من الجدل حول أحقية المرأة بقيادة السيارة، ليأتي ذلك القرار معبِّرًا عن الرؤية البصيرة لقيادتنا، وتقديرها الحكيم للمتغيرات الاجتماعية التي فرضت السماح للمرأة بالقيادة.
ولعل من المهم أن ننظر إلى تجربة المرأة السعودية مع قيادة السيارة كنموذج واقعي على تجاوز كثير من العقبات الاجتماعية التي ألبست لباس الدين فصارت من التابوهات والمحرمات على عكس ما هي عليه في واقع الحال، فنجاح هذه التجربة نسف أجندة كل المراهنين على وأد المرأة السعودية، وغمط حقوقها الطبيعية دون أن يكون في ذلك أي خروج على الثوابت.
وختامًا، لا بد أن أنوه إلى أنه برغم النجاح الكبير الذي سجلته تجربة المرأة السعودية مع قيادة السيارة خلال العامين الماضيين، إلا أن هناك العديد من التحديات ما زالت تقف دون بلوغ هذا القرار تمام نجاحه، ومن ذلك الحاجة لزيادة مدارس تعليم السيارات الخاصة بالمرأة، وقلة المدربات، وبعض النظرات الاجتماعية السالبة، بما يتطلب مزيدًا من الجهد في السنوات المقبلة لتحقيق النجاح المطلوب.
0