يؤسفني ما يطلعنا عليه القدر، وما يخبئه لنا الغيب .. عندما أسمع من رجل باع عشرة زوجته التي تخطت من الزمن عقودًا من السنين .. بسبب كلمةٍ بدرت منها في لحظة أجهدتها معها ضغوطات أعمال المنزل، وترتيب حجرات أبنائها، أو إرهاقٍ أفقدها قوتها وأضعف جسمها؛ نتيجة أن تكون أرضية لك أيها الرجل .. الذي لا يعترف إلا بنفاذ كلمته، وتوجيه أوامره، والحصول على متطلباته وتلبية احتياجاته .. وكأن هذه الأنثى ماكينة إليكترونية تغذى بالأوامر، وتخرج النتائج في أتم سرعة دون تأخير.
والله إن هذه الأنثى هي التي في يومٍ من الأيام تتجرع صنوف الحرمان من النوم العميق، وأنت ترفص في بطنها .. لتنتظر قدومك إلى الحياة ببهجة وسرورٍ، مما ينسيها أشهر الحمل التسعة، وأنت تتغذى من دمها وتسلب منها ملذات الحياة .. نعم هي الأم .. التي لا تقر لها عينًا، ولا يهدأ لها وجدان إلا بوقوفك أمامها سالمًا معافى.
هي أنثى بطبيعتها، ولكنها تكون جبلًا في الصبر .. ورقة ولطافة عندما تعزف على أوتار قلبها مفردات الحب، والوفاء، وحفظ الجميل لها.
زوجتك أيها الرجل هي الأم لأبنائك، وهي الواحة الغنّاء التي تنبت السعادة بصفاء الوجدان، وتُسقي ظمأ الحنين إليها عندما تريدها سماءً تظلك بسعة قلبها الذي ينبض إخلاصًا، وشعورًا بالأمان، وعندما تحط كطائر على حنان صدرك ودفء مشاعرك الصادقة، وأحاسيسك التي تنجذب نحوها.
كلماتٌ أيها الرجل تكون في ميزان النظم قصيرةً، ولكنها قد تجرح مدى الحياة، بل وربما تكسر بنيان الزوجية، في لحظات لا يكون للعقل تواجدًا؛ ليكبح جماحها.
فراقب الله في تعاملك مع زوجتك الأنثى التي لا تستعين إلا بلسانها للدفاع عن ما تكنه من شحنات الألم والضيق؛ لتقود الكيان الأسري على الرغم مما تواجهه في ذلك من مصاعب وعوائق؛ لتحقق هدف إكمال العشرة الزوجية، والظفر بمكانتها اللائقة في حياتك أيها الزوج.
وختامًا: “رفقًا بالقوارير”.
1
رائع استاذ محمد حديثك عن قيمة الأنثى
وأضافة لم كتبته مشكورا
الإسلام كفل للأنثى قيمتها كونها تلعب دور أسري ومجتمعي في الأساس كونها الأم والأخت والزوجة، وأنها شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة.
وفي السيرة تجاوز المسلمون أخطر أزمة في بداية تاريخ الإسلام في صلح الحديبية بحكمة امرأة ومشورتها وهي أم المؤمنين أم سلمة – رضي الله عنها- فقد أعطى الإسلام المرأة قيمة إيمانية قبل قيمتها الاجتماعية
تقبل مروري وخالص تحياتي
جمعان البشيري