المقالات

قد كنت أيام كورونا..

تشابهت الوجوه، واتحدت الأدوار، مارس الأشخاص بروتوكولات وقائية اعتاد الناس على ترقب عدد الحالات بشكل يومي، ويتحدثون بكل أمان عن تلك الأرقام التي تتبدل كل يوم بأشخاص لم يتم حسابهم من قبل، منهم الغافلون ومنهم الخائفون.

انقسم عوام الناس إلى أقسام متعددة، فهناك من يمارس التوعية والتحذير، وهناك من اتصف باللامبالاة وسوء التدبير.

إن مملكتنا الحبيبة قالت بلسان قائدها وأمامها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- “الإنسان أولًا” سخرت كل الجهود والخدمات لخدمة ذلك الشخص الكريم مواطنًا كان أو مقيمًا.
استمرت الجهود وتوالت الخدمات من كافة الجهات الحكومية والخدمية والتطوعية والجمعيات بأنواعها، ولازال العامة ينعمون في عيش رغيد ووعي زهيد، ونسمع أن فلانًا أصيب، وفلان فقيد.
ولا أتداول أو اكرر الكلام الذي يخص فيروس كورونا كوفيد ١٩ فقد ذاع سيطه، وعرفه الجميع، وهناك إعلام بارع قام بدوره دون تقصير، وهناك أبطال ذوي اختصاص هم أبلغ بتوصيل علمهم ورسائلهم التوعوية والتحذيرية، وكلنا مسؤول والإنسان على نفسه بصيرة.

ماذا فعلنا خلال هذه الجائحة؟ وماذا قدمت لنا تلك الأيام التي أودعتنا البيوت الآمنة لا القبور؟

لنجعل من هذه الأزمة فرصة في كل شيء لانقف مكتوفي الأيدي منتظرين ساعة الفرج فقط؛ اصنع نقاطك الإيجابية، احصل على عوائد وإن كانت معنوية لا مادية، مارس العمل التطوعي مع ذاتك قدّم الخير لمن حولك اصنع لحظات تستطيع أن تستعرضها لاحقًّا مادمت باقيًّا، فهذا الحدث سيزول بإذن الله عما قريب وسيدرج للتاريخ، ويكون لكل أحد قصة يرويها فماذا ستروي أنت ؟؟
أكمل الفراغات بأهداف لائقة وقصص شيقة، اصنع لنفسك ولتاريخك المجيد، وإن لم تحظَ بعجبٍ أو طلب ثق أنك ستسأل عن عمرك فيما أبليته، أوقات الانشغال والاجتماعات قد تقلصت، وأعطيت الفرصة الكافية للجلوس مع ذاتك فأكرمها بتطوير الذات والزم بيتك فتلك الوقاية.
لست مطالبًا بالمثالية والكمال، ولكن اترك بصمتك قبل الزوال.
لم تبقَ الظروف عذرًا لك بأن تقول لا أستطيع، استفد من طاقتك الرائعة وقوتك الباهرة في حدود دائرة الاحتراز، استشعر النعم التي تتقلب بها الآن، واصطحبها بالشكر فلازلت تنعم في الأمان سجل بطولاتك وأعمالك ومشاركاتك مهما قلّت أو ندرت، وتذكر الجهود الجليلة التي بُذلت من أجلك افتخر دائمًا بوطنك الثمين ثم بك أيها العظيم.
ختامًا اكسب الدعوات، ومارس الخيرات، واعتني جيدًا بنفسك وعد بحذر.
وتذكر أن عتمة الليل سيضيئها الصبح العليل؛ لذا انهض للكفاح، وستجد النجاح والفلاح.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. مما لا شك فيه استاذ داود اننا بعد عودة الحياة سنتفاجأ بتجارب رائعة وناجحة سواء على مستوى السلوك أو الاقتصاد واكتساب المهارات في حياتنا الخاصة والحياة العملية ولعل انجحها ما لامسناه جميعنا على مستوى الأقتصاد الأسري وكيف أن الاسرة استطاعت ان تعدل بعض السلوكيات السلبية في المقتنيات وحولتها ازمة كورونا إلى سلوكيات إيجابية

    تقبل مروري خالص تحياتي
    جمعان البشيري

  2. احسنت واصبت
    لو ندرك ان لكل منا دور ايجابي في هذه الحياة وانه من الواجب علينا الاستفادة من الفراغ بشيء مفيد ولو على المستوى الشخصي.
    وفقك الله استاذ داود

  3. مقال استوقفني كثير وجعلني اسال نفسي وابنائي ماذا عملنا خلال الازمة واتفقنا ان يستعرض كل منا ماعمل وسنعد القصة الهادفًة التي سنرويها فيما بعد.
    اهنيك على الطرح الجميل
    واصل سلمت يمينك

  4. احسنت وتفائل حسن عن عودة الحياة لطبيعتها
    نهج علمي وعاطفي بقلم اعلامي مبدع
    سلمت اناملك استاذ داود وفي انتظار مقال آخر عن العودة بحذر

    عتمة الليل سيضيئها الصبح العليل تفائل وكناية تحمل مضمون رائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى