المقالات

يكفينا أنانية

مع بوادر انجلاء أزمة كورونا، وعودة الحياة إلى طبيعتها ينتظر الكثير من السعوديين عودة فتح الأجواء والحدود الدولية، إما لغرض التجارة، وإما لغرض السياحة ولا ضير في ذلك… فهو حق مشروع لكل من لديه الملاءة المالية الكافية بأن يستمتع بما أنعم الله عليه من سعة رزق..
ولكن ما لا أجده في حدود المنطق والمعقول هو إصرار شريحة كبيرة من هؤلاء السياح السعوديين على السفر إلى تركيا، والتي لا هم لقيادتها إلا التآمر على وطني المملكة العربية السعودية، وجعلها شغلها الشاغل منذ الأزل… وإن هذا العداء ليس وليد الأحداث السياسية الراهنة، بل إنه عداء امتد منذ عقود من الزمن للعرق العربي… وقد تجلى هذا بوضوح لعوام الناس في الأعوام الثلاثة الماضية بعد أن انكشفت الأقنعة، وأسقطت أحلامه في إعادة الاستعمار العثماني للمنطقة؛ ونتيجة لذلك يتعرض الكثير من السياح الخليجيين والسعوديين؛ خاصة للمضايقة والابتزاز، وتلقي الشتم والعبارات العنصرية التي يستخدمونها لتحقير الإنسان العربي. وهذا ليس من نسج الخيال حيث وثّقت وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من المواقف التي تعرض فيها مواطنون سعوديون للمضايقة أثناء سفرهم الى تركيا.. ناهيك عما نسمعه من أقارب وأصدقاء قرروا عدم السفر إلى تركيا مجددًا بسبب ما واجهوه خلال سفرهم من مضايقات.
ومما يجعلنا نؤمن بأن هذه الأمور ممنهجة ما تعرض له البعض من المواطنين الذين تورطوا في شراء عقارات في مشاريع إسكان تركية… فمع انهيار الليرة التركية أجبر الكثير على دفع الأقساط بالدولار الأمريكي مع أن العقد ينص على دفع الأقساط بالليرة التركية… وخيروا إما الدفع بالدولار أو التنازل عن العقار دون استرجاع لأي مبالغ سابقة في غياب تام للقانون التركي عن إنصافهم وإحقاق الحق.
وعلى افتراض أن كل ما سبق ذكره من مضايقات لم يحدث مع أنه واضح للعيان… أين الحس الوطني الذي يجب أن يحرك مشاعر كل مواطن شريف حريص على أمن وسلامة وطنه… ما الذي يجبرك على المساهمة في دعم اقتصاد دولة تسعى جاهدة إلى تمزيق وحدة وسلامة بلدك … إن المواطنة الحقة تستوجب الوقوف يدًا بيد في صد كل هذه التجاوزات التركية على وطننا الحبيب..وأن لا يقف ذلك على موضوع السفر والسياحة فقط، بل يجب أن يتعداه إلى مقاطعة كل منتج تركي .. فالبدائل كثيرة والجودة أفضل.

فلنراجع أنفسنا، ولا نستصغر ما يقوم به كل فرد منا من جهد كل بما يستطيعه للذود عن بلده… فحبك لوطنك يجب أن يأتي في مقدمة أولوياتك. ويكفينا أنانية، وأن نفكر في متعة شخصية زائلة…وتأكد أنه لا يوجد ما نخسره إذا غيرنا وجهة سفرنا إلى بلد آخر.
حفظ الله وطني المملكة العربية السعودية من كل سوء، وحفظ الله لنا ولاة أمرنا، وسدد خطاهم في كل ما من شأنه رفعة وعزة للوطن والمواطن.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button