أسامة زيتوني

العودة للحياة الطبيعية..مسؤولية الجميع

لا حديث اليوم يشغل شعوب العالم أكثر من كيفية الخلاص من كورونا والعودة إلى الحياة الطبيعية، فهل كنّا بحاجة إلى كورونا لكي نعود إلى أنفسنا، ونستشعر ما أنعم الله به علينا !
لقد وصل العالم إلى مرحلة متقدمة جدًّا من التباعد الاجتماعي بسبب هذه الجائجة، حتى بين أفراد الأسرة الواحدة والعائله والأصدقاء، ناهيك عن عجلة الاقتصاد والتنمية التي باتت إعادتها أمرًا بالغ الأهمية.

وها نحن اليوم في المملكة عُدنا لحياتنا الطبيعية، بعد أن عاش الناس وعلى مدى ما يقارب ثلاثة أشهر حياة لم يعتادوا عليها؛ إذ خلت الإدارات والقطاعات والمدارس والطرق والميادين والأماكن العامة من مرتاديها في منظر لم يتوقع أحد منا أن يرى مثله نتيجة الاجراءات الاحترازية التي طبقتها حكومة المملكة لاحتواء وباء كورونا؛ حيث لم تتردد حكومتنا الرشيدة في اتخاذ أي إجراء من شأنه المحافظة على سلامة المواطن ومهما كلف الأمر، فلقد قامت حكومة المملكة بأقصى ما يمكن أن تقوم به أي حكومة في العالم واضعةً مصلحة وسلامة المواطن هدفا وأولوية، رغم إدراكها بما يمكن أن يسببه ذلك من تعطيل لبعض جوانب الاقتصاد والتنمية.

لقد بدأت العودة إلى ممارسة الأعمال في القطاعين العام والخاص منذ حوالي أسبوعين، وكانت بشكل تدريجي مرهونة بالعديد من الإجراءات والبروتوكولات الصحية الواجب تنفيذها على الجميع، وهي إجراءات أقرتها الجهات المعنية كوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ووزارة الصحة ووزارة الداخلية، للعودة بحذر إلى مقرات العمل وفق الإجراءات التي أقرتها تلك الجهات لضمان حماية صحة العاملين من مواطنين ومقيمين، في حين ستبدأ ومع بداية شهر ذو القعدة لعام1441هـ بمشيئة الله العودة الكاملة وسط ترقب وحذر، ويبقى الدور الأكبر على المواطنين انفسهم باتباع الإجراءات الاحترازاية والالتزام التام بما أقرته الجهات المعنية لضمان سير الأمور في مسارها الصحيح وحتى لا يعود الوضع إلى سابق خطورته لا قدر الله، كتجنب التجمعات والتباعد قدر الإمكان، وترك مسافة بين كل فرد وآخر والالتزام بلبس الكمامات في الأماكن المزدحمة، واستخدام المعقمات بشكل مستمر.

وهذا ما أكده معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة في أكثر من مناسبة؛ حيث قال في إحدى تغريداته: إننا ما زلنا في بداية مراحل العودة بحذر، لذا نعتمد على التزامكم.
وقد أكدت العديد من التقارير العالمية بأن الوباء لم ينتهِ بعد، وأن على الجميع أن يعتاد التعايش معه بحذر، وربما نحتاج إلى شهور طويلة لكي نتجاوز هذه الأزمة، فالدور بات الآن على المواطنين، وهم يعتبرون المسؤولين بالدرجة الأولى، والمطلوب منهم أن يقوموا بدورهم حفاظًا على حياتهم وحفاظًا على وطنهم، ويجب علينا جميعًا أن ندرك حجم المسؤولية التي على عاتقنا، وباتباعنا للتعليمات والنصائح الوقائية القائمة على التباعد الاجتماعي سنتجه إلى بر الأمان بإذن الله.

فالآن .. وقد بدأت الحياه تدب مرة اخرى في شوارع مدننا وليتنفس الجميع الصعداء، وينطلقوا بحذر وترقب من كل حدب وصوب لممارسة حياتهم الطبيعية وقضاء اعمالهم واحتياجاتهم التي تعطلت على مدى شهور، ولتعود عجلة الاقتصاد والتنمية بشكل متصاعد بعد التعطل الذي أصابها في الفترة الماضية، فهذه العودة التي حتمًا ستشكل دعمًا كبيرًا للاقتصاد، وتخفيف الضغوط التي تراكمت بفعل ما خلفه فايروس كورونا من هلع وخوف وقلق خلال الفترة الماضية، وإزالة هذه المسببات تدريجيًّا بإذن الله.

إن هذه المرحلة تتطلب ⁧‫وعيًّا‬ بمعنى الكلمة وليس تهاونًا، واستشعارا بالمسؤولية تجاه النفس والمجتمع ، فبالوعي واستشعار المسؤولية والالتزام بإجراءات الوقاية والامتثال للتعليمات الصحية، سيتجاوز المجتمع الأزمة ويعود إلى الحياة الطبيعية.
ولعل ما يؤكد أهمية دور المواطن والمقيم في المرحلة المقبلة الحملة التي أطلقها مركز التواصل الحكومي في وزارة الإعلام تحت شعار “نعود بحذر”، وهي حملة ذات هوية إعلامية لفظية وبصرية موحدة تهدف الى العودة التدريجية للأوضاع الطبيعية؛ وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة، وتؤكد في مضمونها على معنى العودة، مع ضرورة أخذ الحيطة والتزام الحذر، وهي تأتي امتدادا لهوية الحملة التوعوية “كلنا مسؤول”، التي شاركت فيها الجهات الحكومية والخاصة والأفراد، ولقيت تفاعلًا كبيرًا جدًّا من الجمهور، وحققت نجاحًا واسعًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى