كلما تقدم بنا الزمن تتجلى لنا الكثير من الحقائق التي تكشف لنا حال من أعمى الله بصائرهم عن رؤية الحق، ولو تأملنا القرآن الكريم لوجدنا أن الله صوّر لنا حال هؤلاء البشر وحسدهم وحقدهم على الدين وأهله، وبيّن لنا صفاتهم في أكثر من موضع ومن أعظم ماوصفهم به أنهم جبناء مداهنون قال تعالى: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ)؛ وحيث إن مملكتنا حماها الله منبع الاسلام وقبلة المسلمين، ورزقها الله بقادة جعلوا خدمة الإسلام والمسلمين هي أساس ومنطلق حكمهم، فعزم هؤلاء الحاقدون على محاولة النيل منها والتقليل من شأنها ومحاولة تفكيك وحدتها، فحبكوا المؤامرات والدسائس وجيّشوا المرتزقة لتسليط سهامهم نحوها، وبثوا سمومهم عبر قنواتهم وحساباتهم الوهمية، وإن دافعنا عن ديننا ووطننا وصفونا وحزبونا، وقسمونا على أهوائهم وشريعتهم.
ومهما حاولوا فكل ذي لب إذا قارن بين ماتقدمه حكومتنا للإسلام والمسلمين وبين حال غيرها من الحكومات ازداد تمسكًا وحبًا وولاء لقادتنا ووطننا، وهذه السطور رسالة أوجهها إلى كل من ينال من السعودية أو حكومتها.
أولًا: قيادتنا الرشيدة لا تحتاج منكم شهادة براءة أو صك غفران على حسن نياتهم وصفاء قلوبهم وسلامة عقيدتهم، فقد خدموا الإسلام والمسلمين بلاشك أو مقارنة بغيرهم؛ فاقرأوا التاريخ وقارنوا بأنفسكم.
ثانيًّا: مؤامراتكم ومعاهداتكم، ودسائسكم هذا ينم عن حسدٍ ورثتموه كابرًا عن كابر على السعودية منذ أن وحدها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، هذا إرثكم؛ أما نحن فقد ورّث لنا الأبطال والرجال الذين حفظوا الأمانة ورعوها حق رعايتها ونقشوا أسماءهم في جبين التاريخ. خلّف لنا وحدة الصف والانتماء وجمع الكلمة وحب الوطن. ولتعلموا أن هذا فضل الله يؤتيه الصادق الأمين وليس الخائن اللئيم.
ثالثًا: أكثرتم الحديث عن الحجاز ونجد والأحساء وحائل والدرعية، ولتصحيح غلطكم هذه السعودية، فصححوا معلوماتكم واحفظوا نص الأمر الملكي رقم (2716) وتاريخ 17/ 5/ 1351هـ، (يحول اسم المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها إلى اسم المملكة العربية السعودية، ويصبح لقبنا ملك المملكة العربية السعودية).
رابعًا: لا تدعوا حب الإسلام وخدمة المسلمين، فأنتم تقولون مالا تفعلون (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)، فخدمة الإسلام لا تحتاج إلى اجتماعات مغلقة، ودسائس مغرضة، فهذا عمل من قال الله فيهم: (وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ).
خامسًا: إذا أردتم أن نعلمكم خدمة الإسلام فاخرجوا من جحوركم، وأزيلوا الغشاوة عن أعينكم، وحجوا، واعتمروا وزوروا المسجد النبوي لتشاهدوا حجم الأموال التي تصرف والخدمات التي تقدم للإسلام والمسلمين، أم أنتم صمٌ بكمٌ عميٌ لا تعقلون، اسألوا شعوبكم ممن يسمع ويبصر ليحدثوكم عن كرم وجود آل سعود وأهل السعودية، وعما رأوه ولمسوه من خدمات في شتى المجالات الصحية والأمنية، فضلًا عما يقدم من ألذ المأكولات والمشروبات، ويبدو أنكم لم تشربوا من ماء زمزم، ولم تسمعوا عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ومجمع الملك سلمان للسنّة النبوية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومسك الخيرية، وغيرها من مساعدات تقدم بمليارات الريالات لجميع شعوب العالم.
سادسًا: اقرؤوا بتمعن تاريخ الجزيرة العربية قبل الحكم السعودي، وماحدث فيها من انتشار للبدع والخرافات، وتقاتل وتناحر على رغيف خبز أو رشفة ماء، ونحن اليوم نعيش في نعيم ورغد عيش نحمد الله تعالى عليه وندعو لمن ساهم فيه برأي أو مشورة أو قرار بأن الله يرحم أمواتهم، ويحفظ أحياءهم، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان آل سعود.
همزة وصل:
طرأ رجل من المغرب على أهل مكة، وادعى أنه من سلالة بني شيبة الذين يتقلدون مفاتيح الكعبة، وأثار الثائرة، وأشغل الناس، فلما رُفع أمره إلى الملك عبدالعزيز دعاه، وقال: أنت طالب دنيا، أم طالب دين؟ فقال: بل طالب دين، فقال: هذه الكعبة أمامك اذهب وتعبد الله، وإن قلت طالب دنيا، فليس لك أن تنازع بلا برهان.