القائد المميز يترك بصمة في محيط عمله، ويكتب السطر الحيوي بعناية فائقة ، لكن المواطن السعودي الفذ تركي بن طلال بن عبد العزيز أمير منطقة عسير لم يترك بصمة في محيط عمله، بل بصمات سيسجلها التاريخ الذي لا يكذب ولا يتجمل، ولم يكتب سطره الحيوي بماء الذهب فقط، بل مزج ذلك بماء الفكر الغير مسبوق والأداء المبهر.
لو توقفت عند “بصمة تركي بن طلال” فلن انصفه ، ولو توقفت لقراءة السطر الحيوي فلن تتسع الأزمنة للقراءة ، لكن تعالوا عند آخر لوحة إبداعية وضع عليها الأمير تركي بن طلال بصمته، وتضاف لنقاط سطره الحيوي ، فقد وضع ثقله لمسايرة التنمية بما يتاح أمامه، واستثمار بقية وقته في نشر العدل والتسامح وحلحلة صواميل القضايا الاجتماعية التي اعيتها مفكات الزمن، وزاد على ذلك الركض الصامت في الأعمال الإنسانية كديدنه هنا وهناك.
المشهد في آخر بصمة مبهرة وقد حضرت التفاصيل في يوم ماتع للغاية، فقد كنت من الصباح الباكر أقرأ على سحنة الناس في أروقة الأمارة التفاؤل والعزيمة، وكانت الأجواء قبل اجتماع أشهر وأغرب وأصعب صلح اجتماعي شارك في كتابة هذا السيناريو جموع من البشر على مدة أكثر من ستة عقود، وأتى الأمير تركي بن طلال ليضع بصمته فقط فذابت الخلافات، وانتهت المشاحنات، ووضع الجميع أيديهم في يد ولي الأمر ليستمتع المجتمع بلوحة السلم المجتمعي الذي يعتبر إحدى البصمات التاريخية.
شاهدت الناس من أطراف القضية، وغيرهم تلوح على محياهم مساحات السعادة والسرور وكأنهم على درجة واحدة من التفاؤل التي تمتد بمساحة البصمة التاريخية تماما، لقد اختار الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز “ساحة البحار” التي تعتبر رمزا للموروث العسيري التي شهدت استقبال ملوك وأمراء ومشايخ وأعيان، وشهدت احتفالات ومواقف سجلها تاريخ عسير ، لقد اختار الأمير هذه الساحة لوضع أركان أشهر بصمة صُلح اجتماعي تاريخي في ساحة تاريخية تعني للمنطقة الشيء الكثير ، هنا وعلى هذه الساحة حضرت عسير بقيادة أميرها الفذ لتحيًي وتبارك لمشايخ ونواب قبيلة بللسمر اتفاقهم جميعا على اختيار ناموس الحياة التي لا تساوي عند رب العزة والجلال جناح بعوضة، اختاروا نسيان الماضي بكل نتوءاته، والاتجاه نحو المستقبل ليورثوا للأجيال المقبلة الحُب والتسامح وشيم الصفح ، نعم أتوا مشايخ بللسمر كقبيلة لها من التاريخ والعراقة ما يشفع لها بأن تكون في مقدمة القبائل ، أتوا ليكتبوا في حضرة الأمير أجمل صور التلاحم والتسامح والولاء ، أتوا وهم على قناعة تامة إن الصلح خير، وإن ما تسرب من وقت مضى لا يحتاج للمزيد من سكب الزيت على النار، ولا يتسع للبكاء على اللبن المسكوب، أتوا بقناعة تامة أن المستقبل أجمل وأسعد ، وإن “ساحة البحار الشعبية” ستوثق هذا المشهد الفريد فشكرا لكل من دخل في منظومة فريق الأمير الذين اختارهم بعناية فائقة، وشكرا لمشايخ ونواب قبيلة بللسمر على صدق نواياهم والتزامهم بكلمة الموقف دون أن يحيدوا عنها، ولله در أمير العدل والإنسانية تركي بن طلال بن عبدالعزيز الذي وضع بصمته في هذا المشهد التاريخي وقدم من خلاله رسالة استوعب مضمونها القاصي والداني………..انتظروا بقية “بصمة العظماء” وبقية أحرف السطر الحيوي، فلا زال للمجد الأدائي والابداعي والمبادرات بقية فتفاءلوا بالخير تجدوه.