عبدالرحمن الأحمدي

صرخة الزهراني المؤلمة !

لفت نظري مؤخرا عبر تويتر تغريدة للكاتب القدير الدكتور سعود المصيبيح يقول فيها: “بعض المؤسسات للأسف تدار بطريقة المشيخة نظام لا أحد يزعل الريس وجماعته مازال موجود ومتأصل. أعتقد لابد أن يتم تطوير أدوات اختيار المسؤولين. القيادة مهمة عظيمة ومرهقة وتتطلب الصبر وحس المسؤولية ولا تكفي التزكية أبدا.. أبدا….” وأضم صوتي لصوت الدكتور المصيبيح وبقوة، ولم أكن أعتقد حقيقة حتى اللحظة أن الحرس القديم من المسؤولين المحبطين في المؤسسات المختلفة مازالوا متواجدين في مناصب هامة يفترض أنها تعتمد في إدارة أعمالها على تحفيز المتميزين، وتشجيع أصحاب الهمة، وتقديم كل سبل التفوق والتميز فكنت أظن أن آخر أيامهم قد انتهت ولكن يبدو أن تواجدهم المخيب لم ينقطع حتى تاريخه.

فلم تكن الصرخة المؤلمة جدا، والصادرة من أعماق النفس لمهندس أنظمة الطيران بدون طيار الشاب الطموح سعيد الزهراني في حديثه الذي نقلته هذه الصحيفة الغراء يعبر فيها عن حزنه الكبير، وخيبة أمله الواسعة في إطلاق وكالة الفضاءالأمريكية “ناسا” طائرات بدون طيار إلى سطح كوكب المريخ خصوصًا أنه شخصيا صاحب الفكرة وبراءة الاختراع..! حيث كان يأمل أن تكون المملكة هي أول مستفيد من براءة الاختراع المسجلة باسمه، وفي مقدمة الدول بمجال الفضاء. وقد تأخذنا بالفعل الدهشة والحيرة؛ لمعرفة الأسباب الحقيقية لإعاقة رؤية استكمال مثل هذا المشروع الرائع لهذا المهندس المتمكن، ومن تحقيق أمله المشروع في التحليق بمجد يسطر بحروف من فخر وشرف لهذا الوطن المبارك في الآفاق من خلال اختراع أثبت جدواه في عالم الطيران، وبالتعاون مع جهة علمية ذات كفاءة عالية مثل وكالة “ناسا” ولكن قد يكون للمسؤول المخيب للآمال رأي آخر للأسف لم يطلعنا عليه بعد..!

إن من المأمول من القيادة العليا في الجهات الرسمية كافة حسن اختيار المسؤول وفقا لمعايير علمية، وعملية من: العلم، والمعرفة، والكفاءة، والرؤية الواضحة. فلا مجال في هذا الوقت تحديداً للمحسوبيات، أو اختيار المسؤول حسب الأهواء، والمصالح الشخصية. كما أن على هذا المهندس الطموح الشاب
“سعيد الزهراني” ومن مثله عدم الاستسلام للإحباط، واليأس، والتوقف عند نقطة أصبحت من ذكرى الماضي، وأن يعيد هذا الشاب وأي شاب المحاولة الجادة المرة تلو الأخرى فما الصعوبات، والمعوقات على حد سواء إلا حجار صلبة ستحطم بالعزيمة والإصرار بإذن الله تعالى، ثم تجعل سلم؛ للصعود إلى قمة المجد والعلياء. فكم من ناجح كان الألم والكدر سببا لسعادته الكبيرة، وتحقيقا لأمله وتفوقه. وعلى الدوام نأمل التوفيق، والسداد لجميع شباب هذا الوطن المعطاء في المستقبل العاجل.

Related Articles

One Comment

  1. كلامك صحيح 100% لكن كنت اتمنى الافصاح ووضع النقاط على الحروف من الكاتب القدير الدكتور سعود المصيبيح او غيره من الكُتَّاب الفضلاء…أن يوضحوا للقارىء من هو هذا المسؤول الذي وُضع في مكان لايستحقه أو بمعنى آخر أن المنصب أكبر منه وكان الأجدر أن يكون في هذا المنصب من هو أحق به سواء البروفيسور سعيد محمد الزهراني أو غيره ممن تزخر بهم جامعاتنا وكلياتنا حيث يوجد لدينا طاقات من الشباب السعودي المخلص الذي تتمنى كل دوله أن يكون لديهم مثل هؤلاء الشباب المميزون في كل المجالات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button