الحج والعمرة

إقامة الحج بأعداد محدودة قرار حكيم ومتوافق مع مقاصد الشريعة

(مكة) – خاص
عدّ رئيس لجنة شركات أرباب الطوائف في الغرفة التجارية بمكة المكرمة طلعت بن جميل تونسي ، قرار المملكة بإقامة الحج كشعيرة بعدد محدود ووفق احترازات صحية مشددة؛ قرارًا حكيمًا ومبهجًا في مضمونه وآلية تنفيذه وجاء متوافقًا مع مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية سيما في جائحة عالمية كفايروس كورونا التي أوديت بالأرواح، وأصابت الملايين، وعجز الأطباء على إيجاد لقاح يوقف استشراء هذا الوباء القاتل.
وقال التونسي: “نثمن في لجنة شركات أرباب الطوائف هذا القرار الحكيم الذي أعلنته وزارة الحج والعمرة، والذي تضمن إقامة الشعيرة وفق أعداد محدودة وضوابط صحية مقننة؛ وهو القرار المتوافق بلا شك بمصلحة عليا ومقصد مهم من مقاصد الشريعة الإسلامية المتمثل في حفظ النفس؛ فكلنا نعلم يقينًا أن الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة وهو مقترن بالاستطاعة؛ وفي جائحة عالمية مريبة وغريبة كفيروس كورونا؛ تظل مصلحة حفظ الأنفس من هذا الوباء هي مصلحة عليا؛ فكلنا يعلم أن هذا الفايروس المتقلب الأطوار والذي لم يوجد له لقاح معتمد حتى اللحظة يشكل خطرًا حقيقيًّا على البشرية؛ ويزداد خطره في التجمعات البشرية كما أعلنت منظمة الصحة العالمية؛ ولا يخفى على أحد أن الحج يعد من أعظم وأكبر التجمعات البشرية في العالم، ويرتكز على عناصر الحركة والتنقل بين المشاعر المقدسة، وهذا ما يزيد من احتمالية انتشاره لو سمح الله في حال سمح لأعداد كبيرة بأداء الفريضة؛ لذا جاء القرار الحكيم بعد دراسات مستفيضة عن الأوبئة ووباء كورونا خصوصًا”.
وزاد التونسي القول: “حكومة المملكة العربية السعودية لم تألوا جهدًا في خدمة الحرمين الشريفين طوال عقود مضت؛ ومكنت ضيوف الرحمن من أداء النسك دون تحفظ أو اشتراطات تعجيزية، بل وسخرت كل عام طاقاتها المادية والبشرية والأمنية؛ لتسهيل هذه الفريضة على المسلمين من مختلف البلدان؛ لكن هذه الحالة الاستثنائية التي تمر بالعالم أجمع جعلت فريضة الحج هذا العام يخضع لضوابط احترازية ووقائية خاصة؛ ولعلنا هنا نشكر قيادة وحكومة هذا البلد المبارك على قرارها الرائع بإقامة الفريضة رغم هذا التحدي الحقيقي الذي وقف العالم بأسره عاجزًا عن إيجاد لقاحًا يحد من هذا الوباء؛ فمجرد إقامة الفريضة كركن من أركان الإسلام الخمسة يحسب للمملكة وليس عليها؛ ونسأل الله الحماية لحجاج بيت الله الحرام من شر هذا الوباء الذي لازال قائمًا وموجودًا، ولكن عناية الله أولًا ثم رعاية وحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ستكون بإذن الله بوابة سلامة لكل من يرغب في أداء هذه الفريضة من داخل المملكة سواء من مواطنين أم مقيمين”.
واختتم التونسي حديثه: “نشكر في لجنة شركات أرباب الطوائف وهي اللجنة المختصة بمؤسسات الطوافة والمطوفين والمطوفات؛ لوزارة الحج والعمرة هذا القرار الذي جاء متوافقًا مع توصيات اللجان العليا المختصة بكل ما يخص كورونا في بلدنا؛ بل نرى في هذا القرار عين الحكمة والسعي بتحقيق المقاصد الشريعة، ونؤكد أن حكومتنا الرشيدة منذ بداية جائحة كورونا قد وضعت صحة الإنسان أولًا، ولم تبخل بعطاء أو دعم يحقق هذه الغاية العظمى في هذه الدولة العظيمة قيادة وشعبًا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى