أسامة زيتوني

هل العدادات ذكية يا شركة الكهرباء؟

منذ أن شرعت شركة الكهرباء في استبدال العدادات القديمة بعدادات إلكترونية جديدة، والمواطن أو المشترك لا يزال في حيرة من أمره وتلهف لما سيسفر عنه هذا الاستبدال المجهول حتى الآن، فقد أوضحت الشركة السعودية للكهرباء أن العدادات الإلكترونية أو الذكية، ستوفر العديد من المزايا للمشتركين، حيث إنها ستُقرأ عن بُعد وستكون إعادة الخدمة أيضًا عن بُعد؛ إضافة إلى أن المشترك سيتمكن من الاطلاع على استهلاكه بسهولة، وفي أي وقت ولن يضطر إلى الانتظار إلى آخر الشهر ليطلع على استهلاكه، كما أن العداد الذكي سيتيح للمستهلك معرفة توجه الاستهلاك الأعلى لديه في المنزل، بمعنى هل يتركّز استهلاكه في التكييف أو في الإضاءة أو في غير ذلك، وبالتالي سيتمكن من ترشيد استخدام المصدر الأعلى استهلاكًا لديه.
وكل ذلك يعد نقلة تطويرية إذا ما تم تطبيقه بالفعل، وإذا لم تكن ثمة أمور أخرى خلف هذا الاستبدال الذي سيكلف الشركة مبالغ ضخمة من المؤكد أنها ستعمل على تعويضها من مصادر أخرى ربما يكون المشترك أحدها ؟ فمنذ أن بدأت الشركة بتغيير العدادات القديمة قبل حوالي ثلاثة أشهر لم يتضح الأمر بعد؛ فهناك آلاف المنازل التي لم يتم قراءة عداداتها ولم تصدر لها فواتير منذ ذلك الوقت، وأخرى صُدرت لها فواتير مضاعفة، دون معرفة السبب، وبالتالي فإن المنازل التي لم تصدر لها فواتير تنتظر صدورها بترقب وقلق، خشية شمولها على مبالغ كبيرة ومضاعفة وهو ما سيشكل عبئًا كبيرًا على أصحاب تلك المنازل عند السداد ونتيجة أخطاء فنية من الشركة نفسها !!
لقد قالت الشركة إنها تعمل على تطوير منظومتها الكهربائية ابتداءً من محطات التوليد إلى خطوط النقل وشبكات التوزيع ووصولًا إلى العدادات التي تم استبدالها، وهو بلا شك مشروع وطني كبير ضمن التحول الرقمي من خلال العدادات الذكية، التي ستوفر العديد من المزايا للشركة والمشتركين على حد قول مسؤولي الشركة، وستفتح الأفق والمجال لإضافة خدمات جديدة وإدراج تنظيمات جديدة على خدمة الكهرباء وتحسين مستوى الخدمة، سواءً كان على مستوى الموثوقية أو ترشيد الاستهلاك والتحكم به؛ بالإضافة إلى أنها ستوفر المعلومة بشكل مباشر وسريع للمشتركين.
ولكن يبقى السؤال الأهم، من سيتحمل تكاليف هذا المشروع الضخم، وهل سيكون المشترك هو الضحية، وهل هذه العدادات الذكية التي لم يتضح ذكاؤها حتى الآن ستكون بابًا جديدًا للشركة للاستفراد بالمشترك المغلوب على أمره؛ خاصة وأنها الشركة الوحيدة التي تقدم خدمة الكهرباء وليس لدى المشترك أي خيار آخر ؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال في الصميم اخي اسامة
    فالشركة اصبح توجهها ربحي والضحية هو المواطن الذي لا حيلة له ولا بديل له عنهم
    اتمنى من ادارة الشركة النظر في جودة عملهم المقدم وشكاوي المواطنين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى