عبدالرحمن الأحمدي

المذيع الشاب صَدَقَ فَلُجِمْ !

لا أعتقد في هذا الوقت الحاضر من لم يدرك حتى الآن أننا في عهد الشفافية، والمصداقية، بل لا أظن أنه حتى هذه اللحظة من لايصدق أن محاربة آفة الفساد، والفاسدين قائمة على قدم وساق في شتى صورها الحياتية، وعلى كافة الأصعدة اليومية، ومن لديه أدنى شك فليراجع ذاكرته جيدا لعل بعض الخلل العابر اعتراها. وأيضا ومن المفترض على كل مواطن مخلص أن يظهر لأي مسؤول كبر هذا المسؤول أو صغر في إداراة رئيسة، أوفرعية أمور تهم هذا الوطن الغالي من ملاحظات أو اقتراحات، أو حتى شكاوى؛ لتساعد في النهوض، والتقدم، والتطور؛ من أجل الوصول إلى القمة المأمولة بين دول العالم كافة بإذن الله تعالى، والمكانة اللائقة بحجم هذا الوطن، وبكل مايستحقه المواطن السعودي في كل مدينة، وقرية على حد سواء.

ولكن من سوء حظ مذيع شاب وفي قناة رسمية وعلى الرغم من يقينه الكبير، واعتقاده الصادق في أهمية التصدي لأي قصور في عمل أي مسؤول وهذا من واجب الإعلام في الأصل، قبل أن يكون من واجب المذيع بضرورة إظهار الصورة الحقيقية للوضع القائم في أي مكان، وهنا تحديداً في مصيف يعد من أجمل المصائف الوطنية، وليس هذا فحسب بل في كل تغطية تستوجب إظهار الأمور على طبيعتها الأولية سواء هذا المذيع ، أوغيره من المذيعين الوطنيين إلا أنه صدم بردة الفعل من الزميل الآخر، بل لجم تماما من استكمال الحديث..! ، وهنا الموقف بمثابة الفرق في الثقافة بين جيلين. فكان من الواجب من الزميل الخبير استدعاء المسؤول سواء في وزارة السياحة، أو في وزارة الشؤون البلدية والقروية، أو في شركة الاتصالات في نفس وقت الحلقة، أو في وقت لاحق؛ لمعرفة سبب القصور في الخدمات المقدمة ولكن…!

إن من المأمول من القائمين على القنوات الرسمية إعطاء الحيز الأكبر سواء للمذيعين، أو المراسلين، وغيرهم في نقل الصورة الكاملة والواضحة للمسؤول في القيادة العليا؛ لمعالجة السلبيات الملاحظة، أوتعزيز الإيجابيات المشاهدة إن أردنا الإتقان، والتميز، والتحسين للخدمات المقدمة للمواطنين. وهذا بطبيعة الحال ليس بجديد بل من المبادئ العامة المنصوص عليها في ميثاق الشرف الإعلامي من إيجاد حرية إعلامية مسؤولة مبدأها الشفافية، وحرية التعبير، والحديث بوضوح طالما لاتمس هذه الحرية الثوابت الأساسية الدينية، والوطنية، والأمنية، والاجتماعية، والبعد عن كل مايضر هذا الوطن المبارك، ويخدم جهات عدائية خارجية، أو ينشر الفرقة والفوضى في المجتمع، أو يتنافى مع الآداب العامة وغيرها. ورجاء أن لا نفقد هذا المذيع الشاب الطموح فقد أعطى للمشاهد مصداقية عالية، وشفافية متميزة متوافقة مع ميثاق الشرف الإعلامي السعودي فله كل التقدير والاحترام.

Related Articles

2 Comments

  1. لا فض فوك وكل ماكتبته عن هذا المذيع الناشىء ..وردة الفعل التي قد تكون سببا في اقصائه وابعاده عن العمل الإعلامي بسبب شفافيته وصدقه في نقل الصورة الحقيقية للواقع …
    فعلا يجب على المسؤولين تكريم هذا الشاب الطموح اذا ثبت انه نقل الصورة الحقيقية ومعاقبة الفاسدين الذين قصروا في عملهم

  2. كلامك صحيح ياوجيه وحسب معرفتي أن هؤلاء الشباب مرتبطين بعقود وظيفية مع شركات اعلامية تشغيلية وممكن الإستغناء عنه لأي سبب تراه إدارة الشركة والله المستعان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button