الباحة المضيئة في جبين الوطن المشهورة بحديقة الحجاز، وضيعة مكة، وبلاد غامد وزهران. الحاضنة ببهاء وروعة الريف القديم، والمنتشية بروح المدينة الوثابة الحديثة الضاربة في عمق التاريخ وخاصرته.
كما تتميز بأرخبيل الغابات النباتية الكثيفة الرائعة، وتسودها السهول الربيعية وجبالها الشاهقة الباردة وتهامتها الناعمة الدافئة، المزدانة بالغيوم الحبلى بماء السماء والطبيعة الساحرة
يعدّ سحر الباحة الريفي وبكارته الطبيعية الخلابة رمزًا للسكون والسكينة الفاتنة والحياة الهادئة التي تتعمق فيها مظاهر الفردوس والمروج الخضراء، فريفها يمثل امتداد عظمة بواسق شجرها ذات البهجة المتزاهية بشدة اخضرارها والمترامية بتناسق على التلال والسفوح والجبال الرواسي المتلاصقة.
تؤكد منطقة الباحة إثارتها مستغلة روعة جمالها الطبيعي والصيفي؛ فهو يجلب الانتباه ويثير الدهشة بتلالها التي يغمرها الضباب لترسم ظلالها خلف أشجار العرعر، والطلح والزيتون الجبلي.
تشهد الباحة الإيقاع المستمر المتناغم في مواكبة النمو والازدهار التي تشهده مظاهر التطور للمدن الحديثة ولم يشوه التمدن، مفاتن جمال جسد الطبيعة، الممثل بأصل الجمال والخضرة الناضرة والمياه العذبة، ففي ريفها تتجلى كل مظاهر الحياة البدائية التي كان يعيش عليها أجدادنا من زراعة مختلف أصناف الخضراوات المتعددة والفواكه المتنوعة الشهية ومناحل العسل وتربية المواشي بمختلف أنواعها.
الباحة مدينة موغلة في القدم تعود إلى زمن بعيد تحكى عراقة وتاريخ وماضي المنطقة، ويؤكد ويوثق ذلك سجلها الحافل من الآثار من العصر الجاهلي والإسلامي الدالة عليها النقوش والحفريات التي عرفت بها قديمًا وعثر عليها حديثًا.
ومن هذه المعالم الأثرية كثافة من رسوم ونقوش وكتابات قديمة بخط المسند على صخور متناثرة في الجبال وأودية المنطقة.
وشيدت الحصون والقلاع القديمة على طريق الحج القديم الذي يربط جنوب الجزيرة من اليمن بمكة المكرمة على امتداد ساحل البحر الأحمر.
وأبرزها موقع عشم المعمورة قبل الإسلام والمشهورة التي أصبحت أهم مستوطنات التعدين في الفترة الإسلامية المبكرة،
وترصد كتب التاريخ الموثوقة والوثائق من الأرشيف العثماني، وتسطر بالمواقف المشرقة والمشرفة المضرجة بدماء الشهداء المغاوير من قبائل غامد زهران ومواجهتها مرات عديدة ضد المستعمر التركي العثماني التي وقعت وتكبد بها الأتراك خسائر في الأرواح والعتاد، واستشهاد قائد الدولة السعودية الأولى الأمير بخروش بن علاس الزهراني -رحمة الله عليه-.
منطقة الباحة ستصبح ماضيًّا وحاضرًا، تستنطق التاريخ والحضارة والتطور المكثف؛ لنقش صورتها ووصفها بأنها متوشحه عباءة السياحة، وعلى جيدها قلادة فتنة الطبيعة ممسكة بصولجان سمات المدنية المتكاملة، محددة المعالم، واضحة الصورة، تعزف سمفونية اللحن الوطني الخالد لمجتمع طوح واعٍ، واقتصاد مزدهر؛ ليحقق الاهداف الكبرى والغايات النبيلة العظمى للرؤية الوطنية التنموية المشرقة القادمة.