أشكر صحيفة “مكة” الإلكترونية على إيصال صوت المواطن للمسؤول، وأشكر كذلك أمانة مدينة جدة على تفاعلهم السريع والجميل، وعلى جهودهم التي يشكرون عليها، ولكن إلى الآن الطبيب لم يجد مكان الألم،
وما الطبيب إلا أمانة مدينة جدة الذي نتمنى أن تنهي معاناة السكان مع هذا الألم المزمن.
لقد ذهبت أنظار المسؤولين إلى موقع آخر غير الموقع المطلوب، ويشكرون على هذا التفاعل السريع والجميل، وهذه الحملات التي قاموا بها وتم من خلالها تنظيف المكان من التلوث الذي وجد فيه، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على اهتمامهم ومتابعتهم المستمرة لشكاوي المواطنين، والآن أريد أن أوضح كلامي بشكل أفضل، في مقالي السابق لم أقل مركز وادي قديد وإنما قلت وادي قديد، وعندما نقول وادي قديد لا نقصد وادي قديد كمركز بل نقصد وادي قديد ككل، نقصد وادي قديد كوادي والذي يحتوي على عدة مراكز، منها مركز وادي قديد ومركز الظبية والجمعة ومركز وغيرها من المراكز، وكل هذه المراكز كما هو معروف تتبع لمحافظة خليص والتي بدورها تتبع منطقة مكة المكرمة.
حارة المندسة تقع جنوب مركز الظبية والجمعة، وهى تابعة له، وموقعها في وادي قديد (كوادي ) وليس (كمركز).
وكما تفضلتوا فمركز وادي قديد لايوجد به مرمى نفايات،
نعم صدقتوا، وكلامكم صحيح لايوجد به مرمى أو محرقة نفايات؛ لأن نفايات سكان مركز قديد موجودة جنوب حارة المندسة في الجبال القريبة منها، يجمعها عمال البلدية من مركز قديد مع كل نفايات المراكز الأخرى الموجودة في وادي قديد كله؛ حيث يجمع عمال البلدية كل نفايات تلك المراكز ويرمونها في المرمى الموجود خلف الجبال القريبة من حارة المندسة، والذي تحول إلى محرقة دائمة.
وعندما نقول مرمى ومحرقة النفايات قريبة من سكان حارة المندسة؛ فهى فعلًا قريبة وجدًّا قريبة؛ حيث لا يفصلها عنا سوى جبال ومسافة بسيطة،
وهذه صور النفايات التي تم حرقها واستنشق السكان سمومها على مر السنين وصور نفايات حديثة في انتظار الحرق مع صور الجبال التي تفصلها عن السكان.
المرمى واسع، ومترامي الأطراف، وتمنيت لو كنت أملك طائرة؛ حتى أتمكن من تصوير المرمى بشكل كامل.
عمال البلدية يخفون المرمى خلف وبين الجبال القريبة، ولكن الدخان يكشف المخفي ففي كل مرة يتم فيها حرق المرمى يخرج الدخان الملوث بسمومه تحمله إلى السكان الرياح من خلف الجبال، ويتغلل في بيوتهم.
نتمنى من المسؤولين في أمانة مدينة جدة أن يبعثوا لنا مندوبًا من طرفهم، ونحن على استعداد أن نذهب معه للموقع حتى يراه بنفسه فمن يرى بعينه ليس كمن يرى من خلال الصور، وليس كمن يسمع أو يقرأ.
نرجو من الله أن تنتهي معاناة السكان مع التلوث على أيدي المسؤولين في أمانة مدينة جدة، ونحن متأكدون تمامًا أنهم قدها وأهلًا لها.
المواطن أصبح واعيًّا ويعرف حقوقه وحقوق بيئته، ومن حقهم كمواطنين أن يستنشقوا هواءً نقيًّا، ومن حق بيئتهم عليهم أن يحافظوا عليها من التلوث البيئي والبصري الحاصل فيها.
لانريد أسلوب التهدئة، ولانريد أسلوب التسكيت أو أسلوب التسكين للمشكلة،
نريد حلًا لهذه المشكلة، وحل جذري، نريد التوقف التام عن رمي النفايات في هذا المكان،
ونريد تنظيف المكان من التلوث البصري الذي حصل فيه
نريد أن تستلمه شركه بمناقصة لتقوم بنتظيفه من التلوث البصري القديم والجديد،
نريد ترحيل وإبعاد مرمى ومحرقة النفايات مسافة كافية؛ بحيث لايصل فيها الدخان إلى أي أحد.
لقد طفح الكيل بالسكان، ونفذ صبرهم وتحملوا بما يكفي،
والحمد لله فنحن في وطن الخير، نحن كمواطنين في وطن اسمه المملكة العربية السعودية ، وحكومتنا -حفظها الله- لم ترضَ بالظلم على أحد، ولايرضيها أن يقع الضرر على احد، ولا يضيع عندها حق أحد.
عندما نكتبت ونتكلم لانتكلم عن أنفسنا، بل نتكلم عن أهلنا وأهل حارتنا وعن كل إنسان عانى ويعاني معاناتنا، ونتكلم كذلك عن بيئتنا.
إلى متى ومعاناة السكان مستمرة مع هذا التلوث !
أليس من حقهم كمواطنين أن يستنشقوا هواءً نقيًّا نظيفًا ؟
والله حتى الأكسجين النقي حرموا منه بسبب هذا التلوث.