نعلم أن الرئيس رجب طيب أردوغان استطاع مع حزبه العدالة والتنمية ذو الخلفية الإسلامية أن يجعل من تركيا دولة يُشار لها بالبنان في جميع المجالات، ومنها التنموي ماعدا الجانب العسكري، والذي ليس له فضل في ذلك فتركيا الدولة قوية عسكريًّا قبل مجيئه، هذا جعل للرجل شعبية كبيرة داخل تركيا وخارجها وخصوصًا في العالم العربي ولدى الجماعات الإسلامية فيه خصوصًا، وذلك عندما يلعب على وتر عودة الخلافة العثمانية ويترتب على ذلك الترويج لعودة القوة للإسلام، الأمر هذا له مفعول السحر لدى العربي خاصة والمسلم عامة جراء ما أصابه من إحباطات سابقة وإحساسهم بالانكسار والضعف تجاه إسرائيل والغرب عمومًا، وهذا نتيجة طيش ورعونة سياسات الأنظمة العربية ذو الصبغة القومية ودول مايطلقون على أنفسهم بالممانعة وجنايتهم على الأمة بالعنتريات الفارغة، عزز ذلك من صورة أردوغان عند قسم من الشعوب العربية والإسلامية ويقد يكون لديه الكارزيما اللازمة. ولكن أردوغان المتلون والمتقلب استطاع حتى الآن إتقان دور البهلوان الذي يقفز من السلك المشدود الى آخر ومن دور إلى دور، وأن يجمع بين المتناقضات، تارةً يهاجم إسرائيل لأجل حصار غزة وتارةً أخرى يقيم أوثق العلاقات معها، ونراه يؤكد دائمًا على علمانية الدولة التركية، وفي المقابل يهاجم الدول العربية التى تقف موقفًا متشددًا من إرهاب جماعات الإسلام السياسي، أي أن له وجهين في السياسة سياسةً واقعية خاصة بالداخل التركي حتى وإن تحارش بالأوروبيين والروس، وسياسةً يقصد منها التلاعب بمشاعر الشعوب العربية والإسلامية والمزايدة في القضية الأم (فلسطين) وماحصل في قضية القدس أكبر دليل، ومن ناحية أخرى يستخدم أساليب بعض الأحيان تبدو غريبة في التعامل مع نظرائه في الدول، وهذا وَضح في الأزمة الخليجية، فنراه يُرسل وزير خارجية جاويش أغلو للسعودية للالتقاء بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لاستجداء الحل وفي أثناء الزيارة يطلق تصريحه الاستفزازي تجاه السعودية، والذي يزعم فيه أنه طلب من الملك سلمان إقامة قاعدة تركية فيها ولم يتلقَ الرد حسب قوله !! ، وأكبر مثال على تلون الرجل وتقلبه الأزمة السورية فتصريحاته وتجييشه للعامة في الوطن العربي تختلف عن أفعاله فلم نرَ تدخل للجيش التركي في الأراضي السورية إلا إذا أحس بالخطر على الأمن التركي أو اقتسام الكعكة مع الأطراف الأخرى كروسيا وإيران وعملية (عفرين وادلب ومايحدث الآن في ليبيا) إلا شاهد عيان، غير ذلك فتصريحاته كلامية ومتاجرة بآلام الشعب السوري خلال السنوات الماضية والآن الدور على الشعب الليبي، صحيح أنه استقبل اللاجئين السوريين، ولكنه استخدمهم كورقة مساومة مع أوروبا للسماح له بالانضمام لاتحادهم ، فعلى جميع العرب بكافة توجهاتهم أن يعوا حقيقة الرجل جيدًا، وأن له حدودًا وخطوط حمراء من قبل الدول العظمى يَعرف جيدًا أنه لايستطيع أن يتجاوزها وماحصل مؤخرًا في سرت الليبية إلا مساومة مع روسيا لتحقيق مصالح شخصية وتركية بحتة (أطماع توسعية) ولن تكون ليبيا وشعبها إلا قود لتلك المصالح والأيام ستثبت ذلك، هو فقط يتلاعب بمشاعر البسطاء ويقوم ببيع الوهم لهم، ولكن تبقى المملكة العربية السعودية مع مصر هما عماد الأمة والقائد مع بقية الدول العربية ماعدا الدويلة التى لازالت تتآمر على العرب.
0