ساهم فيروس كورونا في الأونة الأخيرة وبشكل كبير في لم شمل الأسر داخل البيت والواحد فالإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدول، ومن بينها حظر التجول ألزمت جميع أفراد الأسرة بالتواجد داخل المنزل لساعات طويلة، فكانت فرصة عظيمة للم الشمل والتقاء الأرواح؛ حيث أصبح العزل المنزلي أشبه برحلة عائلية برّية تجمعهم تحت خيمة واحدة لها ذكرياتها الرائعة، بينما الدنيا تضجّ بأخبار الوباء.
كما انعكست بوضوح تداعيات فيروس كورونا وإجراءات التباعد الاجتماعي على الحفلات بكل أنواعها لا سيما حفلات الزواجات، والتي باتت تمثل حجر عثرة أمام معظم الشباب بسبب التكاليف المبالغ فيها، التي تضعها الأسر أمام طارقي الأبواب للزواج، فكانت عقبة وسببًا في عزوف الشباب عن الزواج.
ومن العادات التي ارتبطت بالزواج ما يسمى بشهر العسل؛ حيث كان قبل فيروس كورونا هاجسًا يقض مضاجع العرسان خاصة وأن الثقافة السائدة في المجتمع تتمثل في قضاء شهر العسل خارج الحدود، ولكن نتيجة لفرض حظر التجول وغلق المطارات أصبح شهر العسل مقتصرًا على تقضية الوقت مع العائلة أو في المنزل فانخفضت التكاليف التي كانت تثقل كاهل كل عريس مما سينعكس إيجابًا على حياتهم الأسرية واستقرارها.
وقد مرت سنوات طويلة وعقلاء المجتمع ومثقفيه والمهتمين بالجانب الأسري ينادون بتخفيض التكاليف الباهظة للزواجات فحملوا على عواتقهم لواء تبصير الناس بثقافة تخفيض تكاليف الزواجات بدءًا من تخفيف المهور، وانتهاء بتخفيف تكاليف الأفراح العالية التي أرهقت كاهل الأسر والشباب المقدمين على الزواج.
لذلك فإن انخفاض تكاليف الزواج بشكل حقيقي ومستمر يحتاج إلى تغيير الثقافة السائدة في المجتمع والتكاتف بين أفراده؛ لتصبح حفلات الزفاف بهذا الشكل حتى بعد انتهاء هذه الجائحة.
وعليه نؤكد أن الجميع يستطيع أن يتخلى عن أشياء كثيرة من العادات التي ليست من الدين في شيء، وإنما جاءت بحكم التقاليد العمياء والتفاخر بين الناس فنمط الحياة اختلف وآن الأوان أن نخرج من الصندوق، ونعيد صياغة كثير من قضايا المجتمع.