عبدالله غريب

نعم للاختلاف لا للخلاف والصلح خير !

دار جدل غير واسع حول تقرير إخباري نشر في إحدى القنوات الرسمية لمراسل هذه القناة في منطقة الباحة حول ما ذكره المراسل على غير عادته في عشرات التقارير إلم تكن مئات نشرها عبر هذه القناة وهو يشيد بمنطقة الباحة وبمقوماتها السياحية ويغطي برامجها ونشاطاتها العامة والتي قد تتصدر مناطق السياحة في طبيعتها الأخاذة وخياراتها المناخية والطبوغرافية بين السراة وتهامة والبادية وما بين السراة وتهامة وهي الأصدار ذات الأجواء المعتدلة طوال العام ومنها أيضاً جبلي شدا الأعلى والأسفل في وسط تهامة الباحة كذلك قرية ذي عين الأثرية وصدر المزاودة وصدر بيضان والتي تشتهر بإنتاج بعض الفواكه والزهور العطرية النادرة في ذاتها وفي بيئتها التي ربما تتربع الباحة بمكانة غير عادية لإنتاجها كالموز وبعض الحمضيات والمانجو وزهور البرك والشيح والريحان والكادي وبهذا فجميعنا نؤمن بالاختلاف في الرؤى بعيدا عن الخلاف والصلح خير فعلينا أن نتجاوز ما حدث ونبدأ في استكمال ما تبقى من خدمات تحت توجيه سمو أمير المنطقة الذي ‏دائما ما يجتمع بالوزراء الوكلاء ومدراء العموم والمحافظين لمناقشة مشاريع المنطقة ويفتخر بالمنطقة واهلها ويسعى لتحقيق اعلى معدلات التنمية في جميع محافظاتها كما نعرف .

هذا الجدل انقسم فيه المجتمع بين مؤيد وغير مؤيد ومحايد للتقرير ولكل وجهة نظره في موقفه حيث ذهب المنتقدون بأنه جاء في غير زمانه ومكانه باعتبار أن الصيف بدأ الذي وبالرغم مما أحدثه فيروس كورونا إلا أن مناطق الاصطياف تشهد حركة سياح وعودة أبناء هذه المناطق إلى مسقط رؤوسهم كما هو الحال في الباحة وعسير بالذات كضرورة لابد منها وإن كانت وقتية ليستمتعوا ولو بزمن قليل قد يصل لشهرين أو ثلاثة بأجواء المنطقة وطبيعتها التي تجعل من أي موقع فيها وبالذات في السراة يجعلك تنسى رفاهية المدن ومغرياتها وأسواقها أمام درجات حرارة معتدلة في هذه المصايف وبين حراة المدن التي تتراوح بين 40-50 درجة مئوية تجعل المواطن حبيس جدران المنزل والعمل وتحت أزيز أجهزة التكييف الممرضة أحيانا فيلجأ الكثير للرحيل لمناطق الاصطياف .

هناك فئة يؤيدون ما ذهب إليه المراسل في تقريره ويعتبرونه اجتهادا منه قد يخطئ فيه وقد يصيب وأن هذا لا يصادر جهده من خلال نشر مئات التقارير الإيجابية لصالح المنطقة ونشاطاتها طوال العام على جميع المستويات وفي جميع المحافظات ويؤولون ذلك إلى أنه حاول يستفز الجهات والشركات ورجال الأعمال للمشاركة ولمتابعة وإكمال ما أشار له من قصور في بعض الخدمات الضرورية التي صرح بها أمام المسؤولين والتي يحتاجها المواطن والسائح ليس بصفة وقتية بقدر ما هو طوال العام لأن المنطقة شهدت انفجارا سكانيا وبها جامعة تحتضن أكثر من ثلاثين ألف طالب وطالبة من أنحاء المملكة ووجود تنمية عمرانية حولت تداخل مباني القرى والمراكز والمحافظات لمدينة تمتد لقرابة 200كم بين حدود المنطقة مع عسير وحتى بني مالك التابعة للطائف وبين بيشة شرقا ومحافظة القنفذة غربا بمعنى أنها مساحة مشغولة بمئات الآلاف طوال العام وأن هذا العدد يرتفع في مواسم الاصطياف ليبلغ المليون مواطن وسائح مما يضاعف زيادة الحاجة والطلب لهذه الخدمات وإن كانت لا تؤثر على مكانة الباحة لكنها تؤثر على سمعتها سياحيا .

فيما ذهب المحايدون إلى رأي مقتصد تجاوزوا التقرير ولم يقفوا عليه لأن المنطقة تمتلك جميع مقومات السياحة الطبيعية والضرورية لمكانها الجغرافي وتضاريسها الجميلة وتقارب بيئاتها بين السراة وتهامة والبادية ووجود شبكة طرق عملاقة تربطها بجاراتها وتربط قراها ومحافظاتها متميزة واكتمال الخدمات الأساسية بعضها من زمن كالمطار الذي سيشهد قريبا تطورا ويتحول لمطار دولي وبعضها من قرابة عقد من الزمن كوصول المياه المحلاة من البحر الأحمر بمسافة تقدر بأربعمائة كيلو متر ووجود عشرات الآبار في وادي عردة تدعم هذه الشبكة التي أوصلت المياه الصالحة للشرب أعالي الجبال في بيضان وبني ظبيان ومحافظات السراة وتهامة والبادية ووجود جامعة كانت يوما ما حلما فأصبحت واقعا إلى جانب انتشار التعليم العام في جميع المدن والقرى والهجر ووجود عشرات المباني للشقق المفروشة في كل محافظة ويرون أن الخدمات التي يحتاجها السائح موجودة بشكل لا يدعو للقلق الكبير باعتبار أن 70% من الذين يتواجدون في المنطقة خلال فترة الصيف هم من أبناء المنطقة لا يحتاجون للفنادق ولا الشقق المفروشة فهم يسكنون في مبانيهم التي كما ذكرنا سابقا التي أحالت المنطقة لمدينة كبرى فعلا بنهضتها العمرانية المدعومة بخدمات الكهرباء والماء والاتصالات وشبكات الطرق وبالتالي يرى المحايدون أن هذه الخدمات لا يمكن تصل لدرجة الكمال الذي قد لا يوجد في مناطق مماثلة لكنها تحتاج لصنعة سياحية تنهض بها ولأن التنمية في المملكة تتميز بالشمولية وعدم تمييز منطقة عن أخرى أو حتى قرية عن مثيلاتها في أنحاء المملكة وأن أمراء المناطق دائما يتحدثون بشفافية بالقول : لم نصل لدرجة الرضا عن توفر واكتمال جميع الخدمات والمشروعات وهم بهذا يبحثون عن المزيد وأنه لا يخفى علينا كمواطنين ومتابعين بأن هذه الخدمات مرتبطة بميزانيات الوزارات المرتبطة بميزانية الدولة وبالتالي لا أحد يريد أن يكون في منطقته نقص ولكن القصور قد يكون موجود ويحتاج فقط لمتابعة وحلول ربما وقتية وربما جذرية لمصلحة السكان والمكان ومن بين هذه المناطق منطقة الباحة وعلى قمة هرم المسؤولية فيها سمو الأمير الدكتور حسام بن سعود يحفظه الله.

ومن هذا المنبر نؤكد بأن منطقة الباحة لديها مقومات سياحية متميزة لا ينكرها أحد وأن الخدمات وإلم تكتمل أو يشوب بعضها القصور كما وأن من يريد الاصطياد في الوقت الضيق ويصب الزيت على النار وينتقد الإعلاميين من كتاّب ومراسلي الصحف الورقية والإلكترونية ويرميهم بشرر عبر منصات التواصل الاجتماعي لابد وأن يعرف أنهم مجتهدون يخدمون المنطقة ولم يتقاضوا مقابل هذه الخدمة أي عائدات ولابد أن نعينهم ولا نهينهم بعبارات فجّة غير مسؤولة من بعض الذين بعضهم لم يقدموا للمنطقة سوى خدمة الانتقاد للانتقاد لمن يعمل لصالحها ومصالحها وعليهم الرجوع للتغطيات التي يقدمونها طوال العام عن جميع نشاطات المنطقة والتعريف بها وأن مثل هذا النقد الجارح لأبناء المنطقة العاملين كمراسلين للصحف ووسائل الإعلام يثبطهم وهم يقومون بواجبهم كهواية محمودة وكشعور بالمسؤولية تجاه منطقتهم وأي قصور منهم أكيد يقابله قصور في بعض الجوانب الخدمية والصلح خير فالكمال لله وحده مما يجب علينا جميعا أن نبحث عن الإيجابيات ونشير للسلبيات بما لا يخرج النقد عن مساره الذي يكن في دائرة ” إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ” وبعيدا عن ” من لم يكن معي فهو ضدي ” ويجب أن نعلم أن سمو أمير المنطقة بتواضعه وحنكته وحكمته يعطي الفرصة للجميع لخدمة المنطقة ويشجع على النقد الهادف البناء بعيدا عن الانتقاد والانتقاص وشخصنة الأمور نهج عرفناه من هذه الأسرة المالكة الكريمة بدءا من الملك وسمو ولي عهده –يحفظهما الله- وصولا إلى من يمثلونهما من أصحاب السمو الأمراء في مناطق المملكة ومن يمثلهم في المحافظات وبالتالي سنصل للنجاح المأمول وفي النهاية نصبح كلنا نعمل في خدمة المنطقة وخدمة سكانها ومن يفد إليها بعيدا عن التراشق بالكلام المدسوس في وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر مقرات عملنا أو مجالسنا واجتماعاتنا والله من وراء القصد .

انعطافة قلم :

شكرا لجميع الإعلاميين الذين يخدمون منطقة الباحة عبر وسائلهم الإعلامية بما يحقق المصلحة العامة ويبرز المنطقة كوجهة سياحية ومنطقة كرم ومحبة للضيف والزائر .

Related Articles

2 Comments

  1. ‏كلامك عين العقل يا دكتور عبد الله فكم قدم هذا الإعلامي لمنطقة الباحة من جهود تذكر فتشكر
    ‏وعندما حاد عن مسار الاعلاميين المتواترين عليه بالتطبيل والتطبيل فقط بدون ادنى شعور بالمسئولية اشار الاعلامي الى وجوب تصحيح خطأ ارتكبته ‏بعض الجهات الخدمية الرسمية وباصرار وقصر ت كثيرا اخذتهم العزة بالاثم ‏ولسان حالهم يقول لن يتحسن شي وسنبقى من سيء إلى أسوأ
    ‏شكرا لك يا سيدي ولقلمك الرائع

  2. الخبرة الإعلامية لهذا الكاتب تطغى على دبلوماسية مقالاته في تناول الموضوعات فهو يعرف كيف يصطاد وكيف يفر من ساحة المعركة دون أن يبقي لمكان قلمه أثر وهذا المقال أحدها فقد استخدم أسلوب التحايل على السجال الاعلامي القائم في الباحة فله أرفع القبّعة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button