كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الكوادر البشرية العاملة في مجال الصحة، على المستوى المحلي والعالمي، وذلك بعد إنتشار وباء كورونا المستجد، الذي ما لبث أن تحول إلى جائحة تغزوا العالم فقيره وغنيه بلا إستثناء، وقد تناول الإعلام بكل وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة ذلك الدور الرائع لكوادر الصحة، وجاز لهم الوصف بالقول: إنهم أبطال الصحة، لدورهم الفاعل وتواجدهم في الصف الأول كدروع وطنية ومن معهم من الوافدين لمواجهة الوباء، مجاذفين بأرواحهم لما يمليه عليهم شرف المهنة والواجب الإنساني، لمعالجة مرضى الوباء وفحص الكم المتزايد من المشتبه بحملهم للفايروس المستجد، وقد إحتار العالم أجمع بما يحويه من خبرات ومختبرات تفوق الوصف بتقنياتها العالية، لإيجاد لقاح يوقف جماحه والرعب الذي أحدثه في كل دول العالم، وقد حرصت المملكة العربية السعودية وبتوجيهات عليا كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامير محمد بن سلمان حفظهم الله، على بذل كل الجهود للحد من إنتشار الوباء، والعمل على تجنيد كل الإمكانيات البشرية والمالية، حفاظاً على صحة الإنسان، الذي يعد المحور الرئيس في إهتمام الدولة والعصب المهم في التنمية، وقد حرصت وزارة الصحة ممثلة بمعالي الدكتور توفيق الربيعة وأصحاب السعادة الوكلاء، بتكوين لجنة عليا تشترك فيها جميع الوزارات المعنية، للوقوف على كل المستجدات ودراسة كل الإستشارات والفرضيات، وإعلان ما يصدر عنها بكل شفافية، عبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، ولنشر الثقافة الصحية بين جميع أفراد المجتمع، بإعتبار أن التوعية هي الطريق الأمثل لمكافحة الوباء والقضاء عليه، وبالعودة للحديث عن الكوادر الصحية بكل فئاتها، من الأطباء وخبراء الأوبئة المعدية وكوادر التمريض وفنيي المختبرات وعمال النظافة وفنيي الصيانة وغيرهم، والحديث عنهم يدعونا إلى الإشادة بدورهم البطولي، في مواجهة الحالات المصابة وبكل شجاعة، متسلحين بحفظ الله تعالى ثم بحبهم للمهنة وعشق الوطن، وإلتزامهم بطرق الوقاية الصحية، ومع كل ذلك الحرص الشديد والإمكانيات الفائقة لأدوات الوقاية المستخدمة، التي وفرتها لهم وزارة الصحة، يتناقل عبر وسائل التواصل والإعلام، أن العديد من تلك الكوادر الصحية قد أصيب بالفايروس عن طريق العدوى لمخالطتهم بالمرضى، رغم حرصهم الشديد بطرق الوقاية الصحية، وما نتج عن تلك العدوى ونقلها إلى فلذات أكبادهم ومحبيهم من أفراد العائلة، والحديث هنا عن واقع معاصر للعديد من أسر العاملين في المجالات الصحية المتضررة بالعدوى، لمرض عزيز أو فقده نتيجة تأزم حالته، وبكل فخر ظهر على وسائل الإعلام العديد من تلك الكوادر الصحية المتضررة، وقد ملأ محياهم التفاؤل والإيمان بقضاء الله وقدره، المفعم بحب المهنة وعشقهم للواجب الوطني، المناط بهم في الخدمات الصحية، أسوة بجنودنا البواسل الحريصين بعون الله على حماية الوطن في جميع الجبهات، وهنا لا يفوتني عبارات الشكر والثناء التي يصدح بها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده في كل المناسبات، وفي مجملها الإشادة بجهود جميع منسوبي وزارة الصحة وكوادرها، ودورهم الفاعل في مكافحة الفايروس، تلك العبارات السامية التي تتوشح بها الصحة تاجاً، إذ (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء)، متأملين بحاضر ومستقبل زآهر، تفاخر به كوادرها في حياتهم العلمية والعملية والمعيشية، نظير تلك الجهود المثمرة بعون الله، والألم الذي عاصروه منذ بدء إنتشار الفيروس، وليس ختاماً اسأل الله تعالى أن يزيل الوباء وأن يحفظ الوطن قيادة وحكومة وشعباً وجميع بلاد المسلمين..
1
اللهم اجعلم في جنات النعيم وابعد الله عن المسلمين اابلاء والمحن