(لم يكد يجف قلمي – طريقٌ للموت معه قصص مستمرة)
كتبت الأسبوع الماضي هنا مقالًا عن العجز الذي يواجه الجزء الخاص من ازدواج طريق (أبها-الطائف) في جزئية بسيطة لا تتعدى كيلومترات طولية في بلاد بني عمر – حلباء، بمركز السرح التابع لمحافظة النماص، ذلك العجز من شركات المقاولات المستمر منذ ما يقارب 20 سنة، ولم يكد يجف حبر ذلك المقال إلا وسجل الوطن وفاة شاب في مقتبل العمر في حادث مروري أليم بجوار معدات تلك الشركة التي تعمل ببطء شديد وشديد جدًّا، فقدنا الشاب عبدالرحمن بن سالم الشهري (رحمه الله وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان) فقدناه في غمضة عين وفي مأساة مستمرة في طريق للموت معه قصص علمًا بأننا فقدنا وفقد الوطن لرجل ذو أسرة قبل شهرين في نفس المكان تقريب وبجوار معدات الشركة والمشروع، ولا يكاد شهر يمر دون حادث مروري خطير في نفس تلك الوصلة.
ومما يُثلج الصدر سرعة تجاوب معالي الوزير الجديد للنقل المهندس صالح الجاسر بعد نشر المقال مشكورًا؛ مما يؤكد لي ولغيري أن معاليه هو الرجل المناسب في المكان المناسب؛ حيث أرسل لي جزاه الله كل خير وبشكل مباشر تأكيد بأن الموضوع (تحت الاهتمام والمتابعة).
أعود لصلب الموضوع ناصحًا للقائمين على هذا المشروع بأن طريقة تنفيذ المشروع الحالية ومنهجية العمل فيه غير مناسبة، فمهما حاولت الشركة أن تنتهي من التمهيد والتعبيد والانتهاء من الطريق بين الجسرين وما بعدها دون أن تبدأ في حفر وتجهيز أساسات الجسرين؛ فإن المشروع سيستمر في خطورته، بل سيزيد خطرًا؛ كونه سيكون مثل عنق الزجاجة.
إضاءات:
أتمنى من القائمين على إدارة فرع وزارة النقل بعسير والإدارة العامة للمشاريع بوزارة النقل، ومن لجنة الخدمات أو اللجنة المختصة بمجلس منطقة عسير، والمجلس المحلي بالنماص والمجلس البلدي بالسرح التعاون والعمل نحو ما يلي:-
١- الرقابة الميدانية على مدى توفير الشركة الحالية لوسائل السلامة الإعلانية والإضاءات الضوئية التنبيهية للسائقين قبل مسافة من أعمال الطريق بين جسر العدوة والسرو، وما بعدها ولا تكتفي بالصبات الجانبية المفاجئة للقادم من الطائف.
٢- يجب وبشكل عاجل أن يتم وضع مطبات تحذيرية تدرجية فوسفورية، كما هي بالقرب في مراكز التفتيش على الطرق أو التقاطعات.
٣- إيجاد حلول من الآن للفقر الشديد في المعدات التابعة للشركة في المشروع، والعمالة التي لا تتجاوز أصابع اليد.
٤- لا زلت أؤكد لمعالي الوزير -حفظه الله- وللمسؤولين أنه من الاستحالة أن تستطيع هذه الشركة بمعداتها الحالية وإمكاناتها البشرية أن تُنجز الجسرين، وبقية الطريق في المدة المعلنة على لوحة المشروع وهو (10جمادى الأول 1442هـ) أي بعد 17 شهرًا، وهي التي لم تبدأ أساسًا في العمل على أساساتهما (لذلك فلتختصر إدارة المشاريع بوزارة النقل الوقت من الآن بدلًا أن نصل للنايجة المؤلمة بعد 17 شهرًا).
٥- أنا لست مهندسّا مدنيًّا؛ لكي أحكم هل هذه المعدات بحجمها وكفاءتها وإعدادها و(ملكيتها) ملائمة لإنجاز هذا المشروع في غضون 17 شهرًا أم لا ؟!!!! ولكن الواقع لا يُبشر بالخير.
٦- العمل الفوري وبشكل ميداني على تنفيذ تأكيد معالي وزير النقل بالاهتمام بهذا الموضوع.
٧- إعادة تفعيل دور المجلس البلدي في المتابعة اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية نحو الإنجاز الميداني من الشركة في التنفيذ.
الخاتمة:
ثقتي التامة والكبيرة في الرجل المبدع والقائد المميز صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال مع أخيه معالي وزير النقل المهندس صالح الجاسر -حفظهما الله- وسدد خطاهما في التدخل الميداني فقد تعودنا منهما على إنجاز يتلوه إنجاز.
إضاءة أخيرة:
حادث ذلك الشاب -رحمه الله- كان أحد مسبباته الرئيسيه عدم وجود وسائل سلامة مع وجود انعطاف (يو تيرن) في مسار الطريق دون توفر عوامل سلامة مثل المطبات في جميع الانعطافات التي قبله في كامل الطريق تحت الإنشاء.
بيض الله وجهك وسدد الله مساعيك ونفع الله بكتاباتك في تسليطك الضوء على كثير من المواضيع الهامه ومنها ازدواج طريق (أبها-الطائف) والعجز في تنفيذ الجزئية البسيطة التي لا تتعدى كيلومترات طولية في بلاد بني عمر – حلباء، بمركز السرح التابع لمحافظة النماص. نظم صوتنا لصوتك،وكلنا ثقه في صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال ومعالي وزير النقل المهندس صالح الجاسر -حفظهما الله بمتابعة وإنجاز ما تبقى من هذا الطريق وباقي مشاريع المنطقة.