المقالات

الآباء لا يموتون

يحتفل العالم بيوم الأب العالمي في الحادي والعشرين من يونيو من كل عام، تقديرًا للدور المحوري والجوهري للآباء في العناية بالأسرة والأبناء، ونحتفل نحن بآبائنا عبر الثواني والدقائق والساعات وفي كل يوم نحفل ونحتفل بهم، نستنشق من كلماتهم العبر، ونتلمس من خطواتهم الوقار ونجد في صوتهم الأمان، كلماتهم تقودنا وتمهّد لنا الطريق، أفكارهم تحيط بنا في حنوٍ، تحدثنا عن الماضي البعيد بجماله وقيمه وتقاليده، بعبقه وقوته وصفائه، تضيء لنا آفاق المستقبل تفاؤلًا ونضجًا وعملًا، وتُرينا الحاضر جليًّا ناصعًا صادقًا، ستبقى أفكار الآباء تتخلل أرواح الأبناء حتى بعد رحيلهم، وسيبقى أثر الآباء باقيًّا في القلوب، محفورًا في العقول لا تطمسه الأيام، ولا تذيبه الأحداث، في كل كلمة من كلماتهم دستورًا، وفي كل حركة من حركاتهم نهجًا ومنهجًا، في صمتهم تكمن الحكمة وتتجلى القدوة وتتجسّد الخبرة، الأب هو ذلك الكيان الشامخ والعلم الراسخ والمنارة المضيئة، هو صمام الأمان وعطر الدار وروح وريحانة المكان، في وجوده تحلو الأوقات وفي غيابه تًستدعى الذكريات، في هدوئه وابتسامته سِرْ السعادة، وفي غضبه وثورته تتجلى القيادة، فغضب الأب كرياح الخريف الباردة التي تعصف بالأوراق الصفراء الجافة لتفسح الطريق للخضرة والنمو والتجدد والازدهار فتذهب عن الأغصان الغضة ما يعتريها من ضعف بقوة وحب وحزم وعناية، فتًذِهب الأذى عنها دون أن تؤذيها، سيبقى صوت الآباء حاضرًا في قلوب وعقول الأبناء حتى بعد رحيلهم فالآباء لا يموتون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى