الرثاء ذكر محاسن الميت ومناقبه وخصاله الحميدة، ويعتبر من أصدق الأغراض الشعرية من حيث الشعور والعاطفة ودقة التصوير، وأجمل رثاء كان لحسان بن ثابت في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال:
ومافقد الماضون مثل محمد
ولا مثله حتى القيامة يفقد
والعرب رثت الأخ كالخنساء في القصيدة المشهورة التي مطلعها:
قذى بعينك أم بالعين عوار
أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار
وطال الرثاء الزوجة والوالدين والخلفاء والأمراء وحتى المدن وأشهر من رثا المدن
أبو البقاء الرندي الأندلسي في قصيدته المشهورة:
لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
وهذه الدار لا تبقي على أحد
ولايدوم على حال لها شان
إن كتب الأدب مليئة بأمثلة لا حصر لها في الرثاء، وكنت أقرأ مراثي الشعراء ولا أحب هذا النوع من الشعر الموسوم بالأحزان لأن الحياة فيها ما يكفي من الأوجاع، ولعل القارئ الكريم يقول: هذا ليس الوقت المناسب للرثاء، فلا تزيدنا حزنًا، فنحن مع وباء كورونا لانتمنى إلا الخلاص منه ورفع الله هذا البلاء عن العباد، أقول له: صدقت، ولكن اسمع عذري لكتابة هذا المقال عن رثاء أهل الفضل في هذا الوقت الصعب، كان لي أستاذ في الإعلام درست على يديه هو الدكتور ابراهيم أمام مؤسس الدراسات الأكاديمية للإعلام في أغلب جامعات الوطن العربي، وله الفضل بعد الله في تأسيس أول مناهج قسم الإعلام بجامعة أم القرى، كان -رحمه الله- بحرًا وعلامة ليس في الإعلام بل في ثقافات متعددة وكانت له صفحة أسبوعيًّا في صحيفة الندوة وقد شرفت يوما بكتابة مقال في نفس صفحته في نهاية الثمانينيات الميلادية، والسبب في كتابة هذا المقال أنه كان – رحمه الله- قد تجاوز الثمانين من عمره، وكان مريضًا بعدة أمراض وكنت اختبر له الطلبة حينما كنت معيدًا، وأساعده في التصحيح والرصد أحيانًا، ورغم حالته الصحية ومرضه كان نشطًا ومتفائلًا جدًّا، وفي يوم من الأيام دعينا إلى رحلة مع الجامعة في منتزه بمنطقة الشعيبة الذي يبعد عن مكة حوالى مائة كيلو فقال لي: سوف أذهب معك فقلت له إن المشوار طويل ولديك أدوية تأخذها في أوقات معينة قال المرض حاصل والشافي الله، وأصر على الذهاب، وهذا يدل على أن المرض لم يعقده، ولديه روح للتنزه والاستمتاع برغم ما يعانيه، وهذا سبب كتابتي لهذا المقال، فالمرض العضال الذي نعيشه اليوم مع جائحة كورونا لن يثنينا عن رفع معنوياتنا بالتنزه والاستمتاع التى هي سبب في رفع مناعة الجسم ضد الأمراض، والأمر الآخر أن في هذه الجائحة فقد الكثيرون احبة لهم توفاهم الله، منهم من خدم العلم، ومنهم من خدم المرضى من الأطباء والمساعدين لهم، وهؤلاء ضحوا بأرواحهم من اجلنا ورثاهم البعض شعرًا ونثرًا، ولم ينسوا فضلهم بعد رحيلهم
مثل الدكتور عبد العزيز النهاري – رحمه الله – وغيره، لذلك شرعت في كتابة مقالي ومرثيتي في صاحب الفضل بعد الله أستاذي إبراهيم إمام التي كانت قبل ثماني سنوات حينما تسنمت رئاسة قسم الإعلام بالجامعة، وكان أول عمل أقوم به هو تكريم من له الفضل بعد الله على هذا القسم بعد أن مضى على موته أكثر من خمسة عشر عامًا ورثيته في قصيدة هذه بعض أبياتها:
إمام العلم لم تعجز قوافينا
وما عجزت عن الذكرى نواصينا
وماصمنا عن الإطراء في زمن
إلا لنغزل ثوبًا فيك يرضينا
لأن المقام وما سطرت من عمل
كالشاهقات من الأعلام تعلينا
فأي شعر من الأشعار يغنينا
وأي نثر من السلوى يعزينا
إن الرثاء على الأموات إحياء
فاسمع رثائي يامن كنت تثرينا
أرثيك رمزًا في الإعلام مرتجيا
عفوا الإله وما رفعت أيادينا
من الدعاء إلى المولى وما وفى
لك الدعاء ما أسست ماضينا
فأغفر عثره إن العبد منتقص
وانت الإله رب العرش كافينا
وطب ثراه على ما قام من عمل
وبنى أساسا في الإعلام يغنينا
ومامنيت النفس حين أكرمه
ألا يعود ويستطرب مراثينا
وليت أمري على الآجال اطلبها
تؤجل الموت عن مرمى محبينا
———-
استاذ الإعلام الدولي
جامعة أم القرى
رحم الله الدكتور ابراهيم امام استاذنا وجزاك الله خير دكتور محمد هندية استاذي الفاضل على الكلمات الجميلة في رثاء قامة في الاعلام الدكتور ابراهيم امام
كساك الله كساء الصحه والعافيه وجزاك خيراً يادكتور على وفائك هذا فأنت اهلاً لها اسأل الله ان لاينزع الرحمه والعطف من قلوبنا تجاه الاخرين القريب والغريب ويجعل الوفاء لدينا نبراساً للأحياءوالاموات الخلُق الطيب والذكرى الجميله التي يخلفها الاشخاص تظل عاطره تفوح الي ابد الدهري
أبيات رائعه تذرف لها العين ويدمي لها القلب حزناً على ذكريات وفقدان من الاشخاص من كان لهم المعزه والمكانه والسند بحياتنا
حفظنا الحافظ واهالينا وأصدقائنا واحبابنا بكنفه وعنايته ورحمهم الرحمن بعطفه وغفرانه
كساك الله كساءالصحه العافيه وجزاك خيراًيادكتور على وفائك هذا فأنت اهلاً لها أبيات رائعه تذرف لها العين ويدمي لها القلب حزناً على ذكريات وغياب من الاشخاص من كان لهم المعزه المكانه والسند بحياتنا
كساك الله كساءالصحه العافيه وجزاك خيراًيادكتور على وفائك هذا فأنت اهلاً لها أبيات رائعه تذرف لها العين ويدمي لها القلب حزناً على ذكريات وغياب من الاشخاص من كان لهم المعزه المكانه والسند بحياتنا