اقرأوا العبارة جيدًا، ثم استعيدوا ما بين حروفها بعناية فائقة، إنها عبارة واضحة، ورسالة قوية وصادقة لكل من تولى مسؤولية في محافظات عسير وفي إداراتها العامة تعني أن هناك إعادة بلورة ملفات الأراضي وفتح ملف “لصوص الأراضي”.
ليلة الأحد وفي ضيافة صاحب الدار” محمد بن جار الله” كانت مسامرة الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير صريحة وقوية ومحفزة ومفصلية في عدة محاور، أولها رسالته المتعلقة بقضايا السطو على الأراضي والمسطحات الخضراء، وقال لقد تم تشكيل لجنة رفيعة المستوى للمكاشفة، وقال بدأنا بمحافظة النماص، وسنفعل ذلك في بقية المحافظات، وسيتم محاسبة المحافظين وكل المسؤولين الذين ساهموا بشكل أو بآخر في تنمر بعض المواطنين على أراضي لا يملكونها،وساهموا في صناعة مفهوم اجتماعي أعوج تحت بند المدعوم، أو المقرب ونحوه، وقال سننصف صاحب الحق ونردع المتجاوز، ولن نتساهل مع أحد ووضح من نبرة كلام سموه أن الحقوق العامة لا تسقط بالتقادم، وسيكون هناك خارطة عمل تشمل جميع المحافظات.
من أهم المحاور الجميلة التي أتت في المسامرة محور الصيف والسياحة والمبادرات؛ حيث أشار إلى ارتياحه من النقد الذي وجهه المغرد سلطان المرواني الذي تحدث عن الغلاء بأسلوب ناقد منطقي ومحبب، وقال لقد أحضرته هنا في هذا المجلس، وأنا مرتاح ممن يوجه النقد من أجل المصلحة العامة، وقال سموه لقد تعاملنا مع سلطان بمنطق عمر بن الخطاب رضي الله عنه “رحم الله من أهدى إليّ عيوبي”، وفي ذات الصدد طمن الأمير تركي الجميع أن من يتجاوز في مصطلحاته على قبائل وشخوص المنطقة سيتم محاسبتهم، ومن ضمنهم الإعلامي عبدالرحمن الجماز الذي وقع في قبضة المساءلة، وسوف تُعلن عقوبته قريبًا.
توقف الجميع عند سؤال الأمير تركي بن طلال عن أيهما أهم، إصلاح القلوب أم إصلاح الدروب؟ ثم بين أن اهتمام الأول كان يتركز على إصلاح القلوب وفي مقدمة ذلك قبيلة بللسمر؛ حيث تم إصلاح القلوب، وتم تعيين عدد من المشايخ وترقية النماذج التي تستحق الدعم، وقال الآن أبدأ في استقبال أهالي بللسمر لإصلاح ما نستطيع من الدروب، وسيكون لهم الأولوية في الاهتمام.
استمع سموه خلال المسامرة للمداخلات، وأثنى على بعضها، ومن ضمنها ملاحظة معالي المستشار الدكتور سعد مارق الذي طالب بحماية الغابات والمسطحات الخضراء من التصحر، والتشويهات البصرية وقدّم الأمير معلومات ثرية عن نسبة الغابات في السعودية والخطط المستقبلية للتصدي لظاهرة التصحر، واستمع لمداخلات حسين آل زلفة عن مشكلة هيئة الأراضي ونظامها الجديد وطمن الأمير الناس بأن أصحاب المزارع والقرى سيكون لهم تنظيم عادل للجميع، واستمع لملاحظات جيدة من الدكتور محمد آل زلفة وعبدالرحمن القحطاني والدكتور علي الموسى، وكانت المسامرة ثرية وممتعة،وفهمت في مجمل القول إن الحقوق في زمن تركي بن طلال لا تسقط بالتقادم …. جاكم العلم.