استبشر المواطنون قبل عام ونصف العام تقريبًا بإعلان إمارة منطقة الباحة ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود، عن رفعها للجهات العليا اعتماد هيئة عليا؛ لتطوير منطقة الباحة التي تُعد من أجمل المناطق السياحية في المملكة لما تمتلكه من مقومات سياحية، وبيئات طبيعية متنوعة، وأجواء شتوية وصيفة متفردة بذلك عن العديد المناطق والمحافظات في مملكتنا الغالية.
كما استبشر أهالي منطقة الباحة قريبًا بتوقيع الحسام -حفظه الله- على مشروع تطوير المنطقة المركزية، وهو المشروع الذي سيعمل على إعادة هيكلة وسط المدينة، ومنع العشوائية، وإضفاء الشكل العمراني المستوحى من طبيعة المنطقة.
ومن أجل الباحة المكان، ورقي الإنسان سأكون هنا أكثر شفافية فالشمس لا تمد الأرض بالدفء، ولانرى خيوطها الذهبية إن حُجبت بالغيوم فكثير من مشاريع منطقتنا لاتتعدى فرحتنا بها لحظات الإعلان عنها؛ لأنها على أرض الواقع تصطدم بمعوقات لم تؤخذ بالحسبان فلا تتناسب مع طبيعة المنطقة ولا توافق ما نراه من جمال على الورق أو من كلام يتعدى حدود الخيال في حفلات التدشين.
حيث لاتكاد تخلو محافظة من محافظات الباحة من مشروع متعثر أو آخر ولِد مبتورًا ومشوهًا، صرفت من أجله الملايين فتعثر وأصبح مجرد أرقام تحصى كدائري الباحة وكوبري مستشفى الملك فهد وشح المياه التي أصبحت سمة من سمات المنطقة خاصة مع حلول فصل الصيف من كل عام.
وهناك مشاريع طال انتظارها لم تولد، ولم ترَ النور كازدواجية طريق الباحة المندق وقلوة المخواة، رغم حصدهما الكثير من الأرواح، وإن تحدثنا عن القرى وتأخر عجلة التنمية فيها فحدث ولا عجب مما يجعلنا نتساءل أين الخلل ؟!
فنحن ندرك أن منطقة الباحة تشهد يومًا بعد يوم جانبًا من التطور في مختلف المجالات، وجاءت تلك المشروعات بفضل الله ثم بالدعم السخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ويسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع صاحب السمو الملكي رفيع المقام الأمير حسام فنسمع عن أرقام فلكية رصدتها الدولة -أيدها الله- لهذه المشاريع من خلال ميزانية الأمانة والبلديات التابعة لها عامًا بعد عام، ولكن المخرجات لاتتناسب مع طموحات ساكني المنطقة، ولا تتناسب مع الجمال الرباني الذي تتمتع به جميع محافظاتها.
وعليه فقد بات الأمر ملحًا أكثر من ذي قبل لإنشاء هيئة عليا لتطوير الباحة لا سيما أن وجودها سيكون له الأثر الكبير في تطوير المنطقة ومحافظاتها التسع خاصة، وأنها بيئة خصبة وجاذبة للاستثمار السياحي، وهو ما يصبو إليه أميرها الفذ حسام ابن سعود الذي تسلم راية التطوير فكان خير خلف لخير سلف في ظل ما يحدث من تحول كبير في المملكة، وتنفيذًا لطموحات ورؤية 2030 وكلنا أمل أن تثمر جهود سموه الكريم وأن تسهم في تنمية صناعة السياحة في الباحة وجذب الاستثمارات والشركات العالمية في هذا المجال، والاستفادة من المكونات الطبيعية في المنطقة، وتقديم تسهيلات وقروض من الجهات ذات العلاقة لنرفع يومًا ما شعار: الباحة عاصمة السياحة.
في المشمش